مساءلة الواقعيّة الصينيّة بكل ما يخطر بالبال: «2: التظاهر والاحتجاج»
كيث لامب وألكسندر نورتون كيث لامب وألكسندر نورتون

مساءلة الواقعيّة الصينيّة بكل ما يخطر بالبال: «2: التظاهر والاحتجاج»

في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الذي يليه، انتشرت قناعة بأنّ الصين هجرت الاشتراكية. لكن في 2018 أشاد الرئيس تشي جينبينغ بأنّ ماركس هو أعظم مفكّر في العصر الحديث، وأكّد مجدداً التزام الصين برؤيته عن الشيوعية، الأمر الذي يرغب الكثيرون من اليسار بالتعاطي معه جديّاً مع كمّ هائل من الأسئلة التي تخطر بالبال. تقدّم قاسيون ترجمة تلخيصية في جزأين لحوار طويل أجراه ألكسندر نورتون مع كيث لامب، الشيوعي الإسكتلندي الذي يعيش في الصين ويدرّس في جامعاتها ويعمل معلقاً في عدد من وسائل الإعلام، محاولاً الإجابة عن بعض هذه الأسئلة.

ترجمة: قاسيون

  • يقول البعض بأنّ تشي جينبينغ قام بعودة مفاجئة وغير متوقعة إلى الماركسية، هل هذا صحيح؟

يستمع الناس إلى خطب تشي عندما يعلن بأنّه مؤمن حقيقي بالماركسيّة- اللينينية. إن كان هناك أيّة مخاوف من أنّ الصين كانت على وشك هجر الدرب الاشتراكي، فقد أزالها بمحاربته للفساد ووضع التخلص من الفقر في الممارسة الفعلية، بذات وقت تشديده على أولوية النظرية الماركسية- اللينينيّة السياسية والنظرية.
أظنّ بأنّه قبل قدوم تشي كانت المشكلة هي الفساد داخل الحزب، والذي انتشر بشكل مقرف هدد الحزب الشيوعي الصيني بالسقوط لو لم يتم أخذ إجراءات لمكافحته. إن سألت أيّ صيني عمّا إذا كان الفساد قد تراجع فسيجيبك بنعم. أمّا بالنسبة «للعودة المفاجئة وغير المتوقعة إلى الماركسيّة»، فلا يمكنني التأكيد، لكن يمكن رؤية خطب وأفعال تشي على الغالب ضمن سياق التعبير بشكل أكثر ثقة عن أفكار الحزب. فكما قلت من قبل، يتم تعليم الماركسية في المدارس إلى اليوم ولم يتوقف ذلك.

  • يتساءل البعض: ألا يشكّل تعزيز ماركس ولينين خطراً على النخب الصينية في بلد لديه قاعدة بروليتاريّة صناعية كبيرة كالصين؟

بالتأكيد، ولهذا على الحكومة أن تعمل بشكل حثيث لإرضاء الناس. الشعب يدعم الحكومة لأنّ حياته تتحسن بشكل سريع، فإن وعدتك حكومتك بأنّ تصبح ظروف حياتك في 2030 شبيهة بالبرتغال، وقد أوفوا بالفعل بوعودهم السابقة، سيبدو من الجنون أن تحاول تخريب الأمر.

  • ما وضع الرعاية الصحية والتعليم وظروف العمل والإسكان والحركيّة الاجتماعية؟ كيف تراها بالمقارنة بدول الرفاه الغربية؟

بالنسبة للتعليم: التعليم الجامعي زهيد الثمن بشكل كبير. لدى الصين أكبر توسع في التعليم في العالم. درّست الكثير من التلاميذ المنحدرين من عمّال مصانع أو فلاحين. الأمر شائع جداً: جميع الطبقات ومن جميع الخلفيات تمنح الأولوية للتعليم. أمّا في الغرب، وتحديداً في بريطانيا حيث كنت أعيش، هناك نوع من الإحجام عن التعليم والثقافة بين عناصر الطبقة العاملة والطبقات المتدنية، الأمر الذي لا يمكن أن ترى مثيلاً له في الصين.
بالنسبة للحركيّة الاجتماعية: من الشائع أن ينتقل الفلاحون من الأرض إلى المكتب. أفضل المدارس والجامعات عامّة وليست خاصّة، دون أن يتعارض ما أقول مع وجود أثرياء يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج ليحصلوا على تعليم ممتاز ومدرسين خاصين، كما أنّ هناك منشآت تعليمية بأكملها مخصصة للتلاميذ الأثرياء الذين لا يحققون العلامات اللازمة للدخول إلى الجامعات العامّة.
يحصل التلاميذ الفقراء على المنح والبرامج المجانية، والرسوم عموماً زهيدة الثمن. كما أنّهم يعيشون في سكن جامعي يحوي 4 إلى 8 تلاميذ لإبقاء التكاليف منخفضة. إيجارات السكن زهيدة الثمن نسبياً، لكنّ أسعار المنازل باهظة بشكل كبير الآن.
قلّدوا في مجال الرعاية الصحيّة النظام الصحي الأمريكي، والآن هناك اعتراف عام بأنّها كانت غلطة يجب تفادي آثارها.
المشكلتان المحليتان الأكثر إلحاحاً اليوم في الصين هما: الرعاية الصحية والإسكان. إن حلّت هاتان المشكلتان بحلول 2030 أو تحسنتا فيمكننا القول بأنّ الصين تسير في الدرب الصحيح. هاتان مشكلتان كبيرتان لا يمكن التسليم بهما، وليس هناك أيّ طرف ينكر وجودهما. الجدال حول كيفيّة هندسة النظام واللوجستيات أكثر من كونه تيّاراً مع الإصلاح وآخر ضدّه.

  • هل هناك ما يشبه «مجلس الإسكان» الذي وجد في بريطانيا؟

هناك إسكان مدعوم من الدولة. لكن المشكلة أنّ الناس عندما تتحدث عن الصين، تتناولها باعتبارها كتلة واحدة متراصّة، وهو الأمر غير الدقيق، لكن بشكل عام لكل منطقة نظامها الخاص. لا يفهم الغربيون هذه النقطة كما ينبغي. تتمتّع الحكومات المحليّة بسلطات أكبر بكثير ممّا قد يعتقد البعض. لا يزال الإسكان الحكومي ضئيلاً في العموم، والأمر متفاوت على طول الصين، لكن هناك الكثير من الوظائف العامّة التي تمنحك منزلاً إن كنت تشغلها، فإن بقيت في العمل لفترة طويلة فمن المعتاد أن يمنحوك إيّاه بعد تقاعدك.
أنا أتحدث هنا عن تجربتي في التدريس في الجامعة، فمعظم المنشآت التعليمية توفّر أماكن عمل لمدرسيها. بالنسبة لمن لم يتمكن من شراء منزل من المدرسين، يمكنهم العيش في مجمّع سكني للجامعة، وعادة ما يكون ذلك بلا مبالغ مادية لا لقاء الإيجار ولا الكهرباء ولا الماء. يعيش الكثير من المدرسين المتقاعدين في مجمّع السكن الجامعي أيضاً. لكنّ الصينيين اليوم مشغولون بالاحتشاد لامتلاك منزل خاصّ بهم.

  • عندما تكون الأشياء «غير مقبولة» ماذا يحدث؟ كيف يقوم الناس بتغيير الأشياء؟ هل هذا خيار لديهم؟ ألديك أمثلة على الأمر؟

لدى الناس خيار التظاهر وهم يقومون به. كما يمكنهم تقديم التماس إلى فرع الحزب المحلي، كما أنّ لديهم آلية تقديم شكوى لمكاتب العمّال. قمت بنفسي بتقديم شكوى حول مدفوعات الرفاه الخاصة بي التي لم تدفعها لي الجامعة ذات مرّة. لم أدرك حتّى بأنّ النموذج الذي ملأته سيذهب إلى المحكمة، لهذا سافرت وكنت خارج البلاد يوم المحاكمة. وعندما عدت أرسلوا لي الحكم لصالحي.
من الطبيعي أن ترى أناساً ينزلون إلى الشارع ليحتجوا. رأيت منذ فترة قريبة مجموعة من سكّان بناء في الحي القريب مني يحتجون ضدّ المطوّر العقاري، وكانوا يحملون الشعارات ويهتفون ضدّه. رأيت احتجاجاً عاطفيّاً جداً خارج مشفى من قبل مجموعة صغيرة يقودهم رجل يقول بأنّ قلّة كفاءة الأطباء أدّت إلى موت زوجته وطفلهما أثناء الإنجاب... جاءت الشرطة واعتقدنا بأنّهم سيسكتونه ويستخدمون القوّة ضده، لكنّهم وقفوا جانباً ووضعوا حواجز أمام المحتجين كي لا يغلقوا طريق السيارات، وتركوهم يستمرون باحتجاجهم.
توفّر أنظمتنا الغربيّة مساحة أكبر لإحداث الضجيج، لكنّها في الحقيقة تسمح لنا بإحراز تقدمات أقل. عندما عدت في 2020 إلى المملكة المتحدة لم أشاهد أيّ تغيير منذ 2004 سوى المزيد من المشردين والمتاجر الصغيرة المغلقة. بينما تعمل الصين باستمرار على تغيير نفسها، وهو الأمر الأكثر إثارة فيها.
يغيّر الناس ما لا يعجبهم هنا، وستفعل فيما يخص الرعاية الصحية أو الإسكان. تعني حقيقة أنّ التغيير كان سريعاً وحاسماً في الصين – ربّما كلمة «غير مسبوقة» تلخصه –أنّه لا يمكن للمرء أن ينظر إلى السلبيات الموجودة اليوم في الصين ويقول بأنّ الأمور ستكون على حالها في الغد. ليس لديّ مشكلة في سماع انتقاد الصين عندما أكون في الغرب، لكن يحبطني أن أرى الغرب يصوّر نفسه وكأنّه سيأتي إلى الشعب الصيني الجائع بوصفه المنقذ.

-2

  • ما رأيك بوصف الصين «دكتاتورية وطنية» – تدار لمصلحة الأمّة عبر الحزب الشيوعي الصيني، لكنّ الهدف هو تحسين وضع الأمّة وليس تحقيق مجتمع اشتراكي أو لا طبقي؟

هل هذان الأمران متناقضان؟ عند قراءة وصفة الطريق إلى الشيوعية، يعلمون أنّ الأمر لن يحدث عمّا قريب. أحد الشروط التي يرون لزومها لتحقيق الشيوعية هي امتلاك وسائل إنتاج متطورة بشكل هائل عمّا لديهم اليوم، كما أنّ عليهم حلّ التناقضات الاجتماعية والاقتصادية الكثيرة التي تحدثنا عن بعضها.
يؤكدون في الصين على الدوام على كونهم لا يؤمنون بالاشتراكية الطوباوية بل بالاشتراكية العلميّة التي يجب بناؤها. هدفهم تحقيق مجتمع لا طبقي، مع أنّ هذا بحدّ ذاته يتم ربطه بالفكر الصيني: فالمجتمع العادل هو مجتمع «متناغم» لا توجد فيه الانقسامات الطبقية الموجودة اليوم. فيما يتعلق بالتنبؤ بازدياد نفوذ القوى القوميّة، لا يمكننا التنبؤ بالمستقبل، خاصة مع الخلافات الرئيسية فيما يتعلق بصعود الصين مع الخطابات الغربية.
أولاً: علينا أن ننظر بشكل تاريخي لتجربة الحزب الشيوعي الصيني: إنّهم يستخلصون دروساً كثيرة من التاريخ. بالنظر إلى الاستعمار والاستعمار الجديد، يمكننا أن ندرك بأنّ لهذه القوى تأثيراً سلبياً عليهم، فهم لن يسمحوا لأحد بتحويل دولتهم إلى تابع يحكمه الآخرون. ينظرون إلى النظام العالمي بوصفه غير أخلاقي ولا يمكن أن يستمر.
تخطط الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق أن تفعل ذات ما فعلته لديها في بقيّة دول آسيا وإفريقيا. إنّها ترى في ذلك ضمانة لاستدامة تطويرها لنفسها ولمن يجاورها في العالم، وفلسفتها تختلف تماماً عن الخصخصة التي قادها الغرب. الصين تبني الجسور، والأمريكيون يقصفونها.
سيواجهون التحديات بكل تأكيد. تمّ تأجيل خط السكك الحديدية التي يجري بناؤها إلى ماليزيا من قبل الحكومة التي قالت بأنّ شروط القرض باهظة للغاية. قفزت الصحافة الغربية في وقتها لتقول بأنّ الصين مقرض مفترس، لكن ما الذي حدث بعدها في الحقيقة؟ تمّت إعادة التفاوض على الصفقة.
أنا لا أقول بأنّه لا يجب أن نحذر ونشكك بكلّ شيء صيني، بل ما أقوله هو أنّ علينا ألّا نستمع للرواية الغربية عن الصين، خاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار مئات السنين من الاستغلال الغربي لآسيا وإفريقيا.

  • إذا ما أخذنا مقياساً لنا مساعدة الاتحاد السوفييتي لدول العالم الثالث ضدّ الاستعمار وفي مرحلة ما بعد الاستعمار، فأين مساعدة الصين لأمثال كوبا؟ أين مساعدتها للثوّار والاشتراكيين حول العالم، سواء الحركات المسلحة أو الدول الاشتراكية؟

ما أعلمه أنّ الصين تقدم دعماً كثيراً لفنزويلا ولديها علاقات جيدة مع كوبا وكوريا الشمالية. أمّا فيما يتعلق بحرب العصابات فقد اختارت الصين مساراً مختلفاً يسعى إلى العمل مع رأس المال العالمي. هذا أمر خطير بالطبع، فمثلما يمكن للصين استخدام رأس المال لتحقيق غاياتها الخاصة، يبقى هناك دائماً خطر احتواء الصين من قبل رأس المال. وهذا هو جوهر الحملة التي أطلقها تشي لمحاربة الفساد. اختارت الصين اتباع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أمّا إن كانت ستبقى على هذه السياسة في المستقبل فهو أمر آخر يحتاج إلى مراقبة.
تخيّل لو أنّ الصينيين يمولون الحزب الشيوعي الفلبيني في حربهم الأهلية، لرأينا المزيد من القوات الأمريكية قد أتت لتطويقه. تنطبق على الصين في الحقيقة عبارة «عالقة بين الشيطان والبحر الأزرق العميق». لكنّ الصين تمتلك الصبر الكافي لتحقيق أهدافها، ولا أعتقد بأنّها تريد الدخول في حروب خارجية. يرون بأنّ الصعود السلمي ضروري لاستمرارهم في التنمية. مرّ الصينيون بالكثير من الاضطرابات جعلتهم يكرهون أيّ حرب بحق، لكنّهم يدركون أيضاً مدى التهديد الذي تشكله القواعد الأمريكية والقوات البحرية على أمن الصين.
ضمن تحليلي الشخصي، أعتقد بوجود تناقض لازم ضمن الاشتراكية الصينية. الأمر على هذا النحو: بعد أن شهدت القوة السياسية والعسكرية الهائلة التي يمكن للقوى الاستعمارية أن توظفها، لم يكن أمام الصين سوى خيار الصعود السلمي، جعل هذا الأمر الحزب الشيوعي الصيني يبدو وكأنّه يعمل في ذات الوقت لصالح رأس المال والاشتراكية. فرض هذا ضرورة على الحزب، هي إعادة التأكيد بشكل مستمر على أنّه يستخدم رأس المال لبناء الاشتراكية، وأقلمة الوسائل اللازمة لضمان عدم الخضوع لرأس المال.
هناك فرق آخر مهم، هو أنّ الصينيين يرون بأنّ تطورهم إلى الاشتراكية لا يقوم فقط على المبادئ، فمثلما كانت وسائل الإنتاج الرأسمالي أفضل بكثير من الإقطاعية، يجب أن تكون وسائل الإنتاج الاشتراكية أفضل بكثير من الرأسمالية، الأمر الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا.
غالباً ما يعتقد الغربيون بأنّ صعود الصين قد يؤدي إلى أمريكا أخرى فقط، لكنّ الظروف مختلفة تماماً، وجزء من هذه الظروف يجبر الصين على النهوض بسلام.

  • ما مدى قبول خطّة الدولة لتحقيق مجتمع اشتراكي بحلول عام 2050؟ ماذا سيعني ذلك لأصحاب المليارات في البلاد؟

أودّ القول بأنّ الخطة تحظى بدعم الغالبية العظمى من السكان لأنّ الغالبية تثق وتدعم الحزب الشيوعي، وذلك وفقاً لخبراتي الشخصية وكذلك وفقاً لاستطلاعات مؤسسة PEW.
بالنسبة لأصحاب المليارات والتناقضات الطبقية بشكل عام، فمن المرجّح أن تستمر. علينا أن نأخذ بالاعتبار بأنّ الاشتراكية في عام 2050، إذا ما تمّ تحقيقها، ستعتبر فقط بداية الحقبة الاشتراكية. يناقش الماركسيون الصينيون الانتقال الاشتراكي على أنّه سيعني نهاية الطبقات، وبأنّه قد يتطلّب حتى تمام الاكتمال ما بين 100 إلى 500 عام.
على النقيض من الاشتراكيين الغربيين، يولي الحزب الشيوعي الصيني أهميّة كبيرة للعمل مع البرجوازيّة الصينية. تمثّل النجوم الأربعة الصغيرة على العلم الوطني الصيني البرجوازية، والبرجوازية الصغيرة، والفلاحين، والعمّال، الذين يوحدهم الحزب الشيوعي الصيني ممثلاً بالنجمة الكبيرة.
شهدنا جميعاً تراجع الدول الاشتراكية بسبب موقف رأس المال المعرقل. تتمثّل الحيلة هنا في كيفية منع البرجوازيّة من السعي إلى ثورة مضادّة أو منح الأولوية لمصالحها الطبقيّة. تتمثّل إحدى الطرق في منعهم من احتلال مكانٍ مرتفع في السلطة السياسية عبر السيطرة على وسائل الإعلام.
تتمّ استمالة رأس المال الذي يكون عموماً في أعلى مستويات الاقتصاد. على سبيل المثال جميع الصناعات الاحتكارية مملوكة للدولة، بينما يسمح للبرجوازية بالاحتفاظ بقدر كبير من أرباحها بحيث لا يتم التشجيع على الهروب برأس المال. يتمّ تزويد البرجوازية الصغيرة الصينيّة بسوق منفتحة للغاية بشكل يفوق بكثير تلك الموجودة في الغرب.
في الوقت الذي تمثّل فيه الولايات المتحدة مصالح الاحتكارات الخاصة والمصالح المصرفيّة، تسعى الصين إلى تنفيذ ديناميكية السوق بشكل كلي. مثال: في الغرب يوجد يوتيوب واحد، بينما يوجد في الصين عدد كبير من المتنافسين. البنوك الصينية الكبرى مملوكة للدولة، بينما تحصل البنوك الخاصة الغربية على أموال دافعي الضرائب.
في نهاية المطاف، ما يحدث في هذا الطور من بناء الاشتراكية يجب أن يحدث وأن يصبح الاقتصاد الصيني أكثر إنتاجيّة بكثير من الحقبة الحالية. الانتقال إلى ديمقراطية أكبر على وسائل الإنتاج لا يمكن أن يتحقق فقط من خلال المبدأ الأخلاقي، بل يجب أن يتحقق لأنّه منطقي اقتصادياً واجتماعياً. يعني هذا أن تؤدي الحقبة الاشتراكية إلى تقدّم اقتصادي وتكنولوجي أسرع بسبب وجود ديمقراطية أكبر تحكم وسائل الإنتاج.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1026
آخر تعديل على الأربعاء, 14 تموز/يوليو 2021 12:07