«الأمازونيون» وكفاحهم المنظّم لهزيمة شركة «التبوّل في الزجاجات»
 لويس- فيليز ليون لويس- فيليز ليون

«الأمازونيون» وكفاحهم المنظّم لهزيمة شركة «التبوّل في الزجاجات»

أخفقت الحركة النقابية في مخزن أمازون في بيمسر ألاباما. لكنّ حملتها التاريخية التي احتلت صفحات الصحف العالمية غذّت بالوقود عربة انتفاضات عمّال أمازون في جميع أنحاء العالم. باتت إضرابات عمّال أمازون في إيطاليا وألمانيا والهند مدمجة في صراع دولي ضدّ رابع أكثر الشركات قيمة في العالم، وضدّ ظروف العمل الشاقّة والسيئة والمراقبة المكثفة التي تعتمدها.

ترجمة: قاسيون

منذ فجر الرأسمالية، تمكّن أرباب العمل من إيجاد طرق للسيطرة على العمّال واستغلال أجسادهم المرهقة. لكنّ وسائل مراقبة شركة أمازون لعمّالها– وهم من الشرائح المستضعفة كما في بيسمر حيث أغلبهم من النساء السود– من شأنه أن يجعل حتّى أعتى مراقبي العمّال يحمرون خجلاً. في مستودعات الشركة يستخدم العمّال أجهزة تتبّع محمولة تضبط كلّ تحركاتهم وتقيّم سرعتها. تتميّز أمازون بتوظيفها الابتكارات الإنتاجية لخلق نظام من الرعب في أماكن العمل، مع ضغوط تجبر العمّال حتّى على التبوّل في الزجاجات كي لا تمنحهم استراحات. إنّ أمازون، ومعها وولمارت منافستها الشديدة، هما المثال الممتاز على استغلال الطبقة العاملة في القرن الحادي والعشرين.
حافظ عمّال الياقات الزرق في أمازون على تدفّق البضائع حول العالم. إنّهم العضلات التي تلبي رغبات المستهلكين لتشكّل الممرات الشريانية التي تجعل من «أمازون.كوم» قادراً على الحياة. يتم عبر سلاسل توريد أمازون بيع كلّ شيء من البلاي ستيشن إلى مشدات اليوغا، لتسافر عبر شاحنات البضائع والطائرات والسفن من خلال بنى النقل التحتية حول العالم، وصولاً إلى أبواب المستهلكين.
ومثلما كان عمّال القرن التاسع عشر الذين شكّلوا الصلب لصالح أندرو كارنيغي، وكرروا النفط لصالح روكفيلر، وبنوا السيارات لصالح هنري فورد، يتوحد عمّال أمازون اليوم ضدّ عملاق الأعمال جيف بيزوس: الرجل الأكثر ثراءً في العالم. استغلّ بيزوس السوق الجديدة غير المنظمة للتجارة الإلكترونية بقسوة، مثله مثل أيّ ربّ عملٍ قاسٍ آخر.
كما كتب كيم مودي في «تكلفة النقل المجاني: أمازون في الاقتصاد العالمي»: «جيف بيزوس، يسانده طاقمه من التقنيين والمحاسبين، قام بكلّ ما يفعله أيّ سيد للصوص: جمع الأموال، وإنفاق أو خسارة أموال الآخرين، والتهرّب من الضرائب، وخداع الموردين، وتجنّب النقابات».
بعد إدراك العمّال لمدى أهميتهم كي تفي أمازون بوعدها في التسليم في الوقت، بدأوا بالتنظّم كي يسيطروا على أماكن عملهم. أدركوا بأنّ عدم القدرة على الاستغناء عنهم هو ما يمنحهم النفوذ للتفاوض بشأن ظروف عمل أكثر أماناً وكرامة في الوظيفة، والحصول على أجرٍ يتناسب مع القيمة التي أنتجوها: 21,33 مليار دولار دخلاً صافياً لأمازون في 2020 «بزيادة 9,7 مليار أثناء الوباء»، مع زيادة 67,9 مليار دولار في محفظة بيزوس المتخمة بالفعل. وجدت الشرارة التي اشتعلت في ألاباما طريقها للامتداد على طول العالم. فكما قال بيري كونلي من عمّال فرع بيسمر: «عبر تحدي أمازون في الجنوب– المعقل الإقليمي لحصن مناهضة النقابات– سنشكّل فارقاً ليس في ألاباما وحسب، بل على نطاق عالمي».

المقاومة العالميّة

العمّال من حول العالم– من كولومبيا مروراً بنيجيريا وصولاً إلى ميانمار– عبّروا عن تضامنهم مع عمّال أمازون في ألاباما. عندما قام أكبر اتحاد عمّالي إيطالي «CGIL» في 22 آذار بالإضراب في 15 مخزناً مملوكاً لأمازون «بالتعاون مع نقابات أخرى»، حمل العمّال لافتات تقول: «من بياتشينزا إلى ألاباما– نقابة كبيرة واحدة».
يقول كريستي هوفمان، الأمين العام «للنقابة العالمية UNI» التي نسّقت أعمال أمازون حول العالم: «يدرك عمّال أمازون في أوروبا بأنّ تنظيم القوّة العاملة في الولايات المتحدة سيغيّر قواعد اللعبة». من بين منشآت أمازون المقدّر عددها بـ 1538 منشأة من مختلف الأنواع حول العالم، هناك 290 في أوروبا، و294 في الهند، و887 في أمريكا الشمالية، أغلبها متوزّع في الولايات المتحدة– مع مزيد من توسّع أمازون إلى المناطق الحضرية. «توجد أمازون بشكل أقلّ في البرازيل ومصر والكويت والسعودية والإمارات العربية وسنغافورة».
يحابي القانون في الولايات المتحدة أصحاب العمل إلى حدّ كبير، حيث تنتشر المخالفات ضدّ حقوق التفاوض الجماعي، والتي يعاقب عليها القانون. استغلّت أمازون هذه الميزة بعدوانية لإغلاق النقابات والمطالبة باستسلام العمّال بشكل كلي. وفقاً لتقرير نشرته النيويورك تايمز: «إذا أبدى العمّال أيّة إشارة على عدم الانصياع بشكل كلي، كان المدراء يرون في ذلك علامة على أنّ هناك نشاطاً نقابياً». ولا يقتصر الأمر على ضرب التنظيم النقابي، فانتهاك حقوق العمّال لا حدّ له: غرمت «لجنة التجارة الفدرالية» أمازون مبلغ 61,7 مليون دولار لسرقتها «الإكراميات» من سائقيها.
يقول هوفمان: إنّ العمّال في أوروبا مشمولون باتفاقيات التفاوض الجماعي كجزء من المفاوضة القطّاعية، والتي تخوّل النقابات وضع معايير يلتزم بها جميع أرباب العمل في مجال عمل ما محدد، بغض النظر عن العضوية الفردية لأرباب العمل من عدمها. لكن حتّى مع هذه الضمانات في أوروبا، فالمفاوضة القطاعية لا تشكّل حلاً سحرياً.
فالإضراب الإيطالي على سبيل المثال، كان حافزه بشكل رئيسي تحسين ظروف العمل العامة للمتعاقدين من الباطن. لدى غالبيّة المتعاقدين من الباطن في إيطاليا تمثيل نقابي كجزء من اتفاقيات التفاوض الجماعي الوطنية، لكنّ أمازون تستغل الثغرات في هذه الأمور، حيث على السائقين أن يقبلوا مثلاً بأن تربطهم علاقات تعاقدية مباشرة، لا عمّالية مع أمازون، حتّى تقبل توظيفهم، ولطالما رفضت أمازون بشكل قطعي مناقشة ظروف عمل المتعاقدين من الباطن مع النقابات.
شملت مطالب الإضراب: خفض أعباء وساعات عمل السائقين، والتفاوض على المناوبات والجداول، والامتثال للوائح الصحة والسلامة المتعلقة بالوباء. تقول النقابات: إنّ 75% من عمّال أمازون للتوصيل البالغ عددهم 40 ألفاً في إيطاليا مشاركون في الإضراب، بينما زعمت أمازون بأنّ المشاركين مجرّد 10%.
تسبب الإضراب في تعقيد العمليات اللوجستية لشركة أمازون، وبتأخير عمليات التسليم لعدّة أيام، الأمر الذي دفع بوزير العمل والسياسات الاجتماعية الإيطالي إلى إجبار كلٍّ من الشركة والنقابات على التفاوض. يرى كثيرون في الحركة العمالية الإيطالية، بأنّ التحرّك العمّالي للتنظّم في الولايات المتحدة له بُعدٌ حاسم على قوّة عمّال أمازون في بقية أنحاء العالم. عبّر تارتاغليا، ممثّل القسم الدولي في CGIL، عن الأمر بشكل شعري: «التضامن الدولي في جيناتنا العمّالية».
الجهود العمّالية الدولية ضدّ أمازون ليست جديدة. حشدت UNI آلاف عمّال أمازون في أربع دول أوروبية للإضراب في يوم «الجمعة السوداء Black Friday» في 2018، تحت شعار «لسنا روبوتات». وفي 2015 تشكّلت منظمة «عمّال أمازون الدولية» من عمّال من ستّ دول أوروبية واجتمعوا في ألمانيا. وفي 2020 وتحت شعار «اجعلوا أمازون تدفع» قام عمّال النقابات والمخازن والناشطون بالتوحّد في ائتلاف دولي لتنظيم الإضرابات والتوقّف عن العمل والتظاهر في كلّ من بنغلادش والهند وأستراليا وألمانيا وبولندا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
علّق النقابي الهولندي كاسبر غيلدربلوم في 2020: «أمازون قادرة على بناء قوتها من خلال العمل على المستوى الدولي دون مقاومة. علينا أن نعتمد إستراتيجية دولية لنتلاءم مع تنظيمها العابر للحدود». لكنّ جميع هذه التنظيمات العمالية كانت في مراحلها الوليدة كأفضل تقدير، وطالت بأقصى ما استطاعت مراكز التسليم. لكنّ العمل النقابي في بيسمر كان الأول في منشأة لأمازون منذ 2014، الأمر الذي قد يشير إلى نقطة تحوّل.

1024-35

إثارة الجَلَبة

بدأت نقابة «تيمسترز الدولية» محادثات مع سائقي أمازون على طول الولايات المتحدة، حيث تعتبر أمازون التهديد الأول لوظائف أعضائها النقابيين البالغ عددهم 1,4 مليون عضو. في آيوا، تقوم تيمسترز بتنظيم مئات من عمّال مخازن أمازون وسائقي التوزيع في مراكز المدن الكبرى في الولاية. وفي سبيل تجنّب إغراقهم بانتخابات نقابية طويلة الأمد، فقد هددوا بالإضراب حتّى الحصول على الاعتراف بهم.
أكثر من ألف عامل في أمازون في بداية 2021 تمكنوا من الوصول إلى «نقابة متاجر الجملة والتجزئة RWDSU»، وسعوا مع رفاقهم للتنظّم محلياً من بالتيمور ونيوأورلينز وبورتلاند وأوريغون ودنفر وجنوب ولاية كاليفورنيا. في يوم أحد الفصح، توقّفت مجموعة من سائقي أمازون عن العمل في فرع روتشستر في نيويورك. أدّى الإهمال الذي تعاملت فيه الشركة مع الوباء إلى تسريع جهود تشكيل لجان عمّالية، حيث كان التنظيم في نيويورك وشيكاغو بمثابة مثالين بارزين للمقاومة التصاعدية.
تأسس «اتحاد الأمازونيين»– وهو تجمّع مستقل يقوده العمّال– في 2019 في شيكاغو أثناء الصراع من أجل الوصول إلى مياه الشرب، وتكييف الهواء في إحدى محطات تسليم أمازون. استخدمت المجموعة الأوضاع التي خلقها الوباء للفوز بتعويضات لعمّال الدوام الجزئي في المخازن. اتبعت المجموعة تكتيكات مباشرة حققت لها الفوز، مثل: احتلال مكاتب المدراء، والتوقف عن العمل والمقاطعة المنسقة مع نشطاء داعمين عرقلوا مغادرة الشاحنات للمخازن.
يقول أحد المنظمين في المجموعة: «لا تعترف أمازون بأنّها أجرت أيّة تغييرات كنتيجة لأفعالنا المنظمة، وهم يردون دائماً بأنّ مشاكل الإدارة هي التي أدّت إلى التغيير. لكنّنا جميعاً نعلم أنّ هذا حدث نتيجة أعمالنا، وهذا ما نسميه بالانتصار».
هذه التحركات العمّالية، رغم كونها صغيرة ومعزولة في الوقت الحالي، فهي تشكّل تهديداً لكونها تتضمن سيطرة العمّال على أماكن عملهم. يعتمد نموذج تعظيم أمازون لأرباحها بأيّ ثمن على الخضوع المطلق للقوى العاملة، وعلى العمالة زهيدة الثمن، وعلى الهيمنة بشكل كلي على أماكن العمل.
في منطقة كوينز في نيويورك، تقرأ عاملة أمازون إيرا بولوك أخبار «اتحاد الأمازونيين» في شيكاغو وساكرامنتو لأخذ العبر منهم. أسس عمّال فرع كوينز لجنتهم العمّالية، واتبعوا ذات التكتيكات التي اتبعها عمّال أمازون شيكاغو. كانوا فاعلين جداً ومثيرين للرعب لدرجة قيام الشركة باستخدام عملاء سابقين من المباحث الفدرالية لترهيب واستجواب العمّال الذين قادوا الإضراب.
يركّز العمّال في استهدافهم على الفقرة الأخيرة في سلسلة أمازون: مراكز التسليم. يجب تسليم الطرود التي تصل إلى هذه المراكز في ذات اليوم، وهو النموذج الذي تنافس فيه أمازون شركة وول مارت، حيث قد يؤدي تباطؤ العمّال في هذه الحلقة من السلسلة إلى إحداث اضطرابات تضع كامل خدمة التوصيل في حالة من الفوضى.
تقول بولوك: «ندرك نحن العمّال مدى قوتنا لكون الحاجة إلينا شديدة في هذه المرحلة، وندرك كذلك بأنّ الضغط لن ينجح عند مخزن واحد فقط، ولهذا علينا أن ننمو أكثر».

الاستفادة من السرعة

عوّدت أمازون مستهلكيها على سرعة الأداء. أكثر من 150 مليون إنسان اشتركوا بخدمة «أمازون برايم» ضمن سعيهم إلى الحصول على خدمة التوصيل بيوم واحد. دعونا نرى الآلية التي تعمل أمازون وفقها بشكل سريع: تبدأ العملية من مركز أمازون للتنفيذ، وهو أحد ثلاثة أنواع من مخازن أمازون، حيث يختار العامل طلبك ويضعه في صندوق. ثمّ يذهب صندوقك إلى نوع آخر من مخازن أمازون هو مركز الفرز. ثمّ ينقل صندوقك إلى نوع ثالث من مخازن أمازون هو مركز التوصيل. ومن هناك تقوم «أمازون فليكس» وهي متعاقد مستقل، أو «أمازون ديليفري» وهي متعاقد مستقل توظّف عمّالها الخاصين، بتسليم الطرود. تعتمد هذه العملية على شبكة متداخلة وسلسة من المخازن والعمليات اللوجستية.
عليهم أن يتمكنوا من إيصال هذه الطرود إلى مختلف أجزاء البلاد. يشبه هذا سلاسل توريد صناعة السيارات في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات، حيث لم تكن هذه السلاسل تحتمل حدوث أيّ خلل. في عام 1936 أدرك العمّال في جنرال موتورز النفوذ الذي يتمتعون به في ميشيغان وكليفلاند وفلينت، فقاموا بالإضراب ضدّ أكبر شركة في العالم. كانت جنرال موتورز توظّف 250 ألف عامل، وكانت مصانعها مثل مخازن أمازون: أماكن عمل سيئة وكئيبة «العامل فيها أزهد ثمناً من أزهد أداة، حيث لم يُسمح للعامل حتّى بالذهاب إلى التواليت إن لم يجد بديلاً له».
ومثل أمازون اليوم، بدت قوّة جنرال موتورز أكبر من أن تتمّ مقارعتها. لكنّ عمال «اتحاد عمّال السيارات UAW» تمكنوا من تحديد نقطة لاستخدامها: الضعف في سلاسل التوريد في فلينت وكليفلاند، حيث تصنع جنرال موتورز هياكل سيارات شيفروليه وبويك وبونتياك وأولدسموبيل. وكما قال أحد المنظمين: «علمنا بأنّه حال تمكّننا من ربط هذين المكانين، ستركع جنرال موتورز». خلال ستّة أسابيع تمكن الاتحاد من إجبار جنرال موتورز على التفاوض، ليصبح الاتحاد على إثر ذلك أقوى نقابة أمريكية.
لهذا على العمّال أن يركزوا على محطات التسليم كنقطة لخنق أمازون، حيث لا يمكن الاستغناء عن العمّال والتعرّض للتأخير. لكن ليست هناك محطّة تسليم واحدة لديها القدرة على تركيع أمازون، ولهذا فالتنسيق على طول الولايات المتحدة وعالمياً سيكون ضرورياً. يرى بعض المنظمين والخبراء العماليين بأنّ هناك سابقة حديثة تشي بإمكانيّة مثل هذا التنسيق، هي التضامن بين نقابات عمّال الموانئ.
وفقاً لبيتر أولني، رئيس نقابة «ILWU» والمنظم النقابي راند ويلسون في دليل «تكاليف الشحن المجاني»، فبمثل نجاح الحركة العمّالية في التنظّم عند الواجهة البحرية من خلال استخدام إستراتيجيات دولية لإبطاء تدفّق بضائع الشحن البحري، يمكن لإستراتيجيات مماثلة أن تمنع أو تؤخّر تدفق توصيلات أمازون.
يقدّم إضراب عمّال الموانئ في تشارلستون في كارولينا الجنوبية عام 2000 مثالاً ممتازاً. نظمت نقابة «ILAL» المحليّة اعتصاماً كاحتجاجٍ على خطّ الشحن الذي يستخدم عمّالاً غير منظمين نقابياً. واجه العمّال– بغالبهم من السود– قوات الشرطة الذين استخدموا الحوامات والمدرعات. جذبت هذه المعركة اهتمام ودعم عمّال الموانئ على الساحل الغربي، الذين جمعوا الأموال لإطلاق سراح عمّال تشارلستون من السجن. ثمّ جذب هذا اهتمام عمّال الموانئ في إسبانيا الذين قالوا «إن استخدمت السفن عمّالاً غير نقابيين في كارولينا الجنوبية، لن نقوم بإفراغها في إسبانيا».
كانت استجابة العمّال في إسبانيا حاسمة في انتصار عمّال الموانئ الأمريكيين، فقد أعادت أرباب العمل إلى طاولة المفاوضات.
التضامن الدولي وعرقلة مراكز التسليم هي إستراتيجيات متكاملة بعضها مع بعض. عندما أعلن عمّال أمازون الألمان الإضراب في 2013 كمثال، فتحت أمازون على الفور وبشكل طارئ ثلاثة مراكز تنفيذ على الحدود الألمانية في الجانب البولندي. لكي نتمكن من مقارعة تكتيكات شركة أمازون المستخدمة لضرب التنظيم النقابي، يجب علينا ألّا نترك لهم ملاذاً آمناً يهربون إليه فيقسموا العمّال ويستغلونهم.
في بعض الأحيان يُبنى التعاون الدولي في تكوين القوّة العاملة نفسها. فمثلما تتحرّك أمازون حول العالم مهددة باجتياح كلّ حلقة في سلسلة التوريد العالمية وإخراج المنافسين، فهي تساعد في حشد القوى العاملة للمساعدة بخلق إستراتيجيات امتياز للعمّال للتوحّد ومقارعة هذه الهيمنة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1024
آخر تعديل على الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021 12:51