هل يمكن إزاحة بوتين من الحكم؟! وصفات صندوق النقد الدولي مكّنت الطغمة المالية اليهودية من سرقة أموال الشعب الروسي..
«بأموالي فاز يلتسين، وبأموالي عملت حزب الوحدة وبأموالي فاز بوتين، ويتهمونني بسرقة الأموال»!!.
* الملياردير اليهودي بوريس بريزوفسكي
ترجمة وإعداد: د. رائد الفلاحي
نشرت جريدة روسيا السوفيتية بتاريخ 14/7/2001 وجريدة الحياة الروسية رقم (7) بتاريخ 18/7/2001، نقلاً عن الجريدة الإيطالية « La repubblica» بتاريخ 12/7/2001، مقابلة مع الملياردير اليهودي بوريس بريزوفسكي والتي تعكس حدة التناقض داخل «العائلة الديمقراطية» الحاكمة حول قيادة روسيا و«الديمقراطية، وحقوق الإنسان...» ونظراً لأهمية المقابلة ننقل ذلك للقارئ الكريم آملين أن تحقق بعض الفائدة.
1 ـ من هو بريزوفسكي؟
بوريس ابراموفيتش بريزوفسكي، من مواليد 1946، بروفسور، عمل باحثاً علمياً في معهد البحوث العلمية في موسكو، ويعمل في أكثر من محفل ماسوني ومنها على سبيل المثال المحفل الماسوني «وسام مالطا»، ومستشار في «اللجنة الثلاثية» منذ عام 1994، وثيق الصلة باللوبي اليهودي الأمريكي وصندوق النقد والبنك الدوليين، رجل أعمال ويعد أحد أهم أعضاء الطغمة المالية اليهودية الروسية، وفي عام 1996 حصل على الجنسية الإسرائيلية، وفي عام 1997 شغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي وعضو في مجلس الدوما سابقاً، صاحب أكبر إمبراطورية إعلامية في روسيا، فهو يملك القناة التلفزيونية السادسة (ت ف ـ6) ويملك ما يقارب من 50% من أسهم القناة التلفزيونية الروسية الأولى كما يملك مصنع السيارات «لوكو فاز» ولديه أكثر من جريدة ومجلة، وخلال فترة ما يسمى بالإصلاح الاقتصادي، بلغت ثروته المالية والمعلنة بـ 3 مليارات دولار!!
يمكن القول، وخلال فترة حكم الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، أن بريزوفسكي كان الرئيس الفعلي والخفي لروسيا، فقد كان يلعب دورا ًهاماً ورئيسياً في تعيين وإقالة رئيس الوزراء، والوزراء...، فعلى سبيل المثال، فهو كان وراء استقالة يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء السابق، وهو أيضاً كان وراء إقالة كوفيلوف رئيس المخابرات الروسية (درجة وزير)، ويعود له (الفضل) الكبير في فوز يلتسين في انتخابات الرئاسة الثانية عام 1996، بالرغم من أن الإعلام البرجوازي الروسي يبين أن شعبية يلتسين هبطت إلى 6% ولكن «فوز» بوريس يلتسين جاء بسبب إنفاق عشرات الترليونات من الروبلات الروسية التي ساهمت فيها الأوليغارشية الروسية والمافيا وقوى أجنبية وفي مقدمتها أمريكا والمؤسسات المالية والاقتصادية الدولية.. بالمال والخبرة..، وعمل بريزوفسكي على «خلق حزب الوحدة»، «حزب» مساند للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأصبح لهذا «الحزب» كتلة برلمانية تحتل المرتبة الثانية من حيث العدد بعد كتلة الحزب الشيوعي الروسي، كما أعلن بريزوفسكي أنه كان وراء فوز فلاديمير بوتين بالانتخابات الرئاسية في روسيا عام 2000 وبالجولة الأولى!! وتحققت كل هذه «المنجزات» خلال فترة قصيرة جداً جداً؟!، وهذا ما أعلنه بوريس بريزوفسكي من خلال المقابلات التلفزيونية التي أجريت معه من قبل المحطة التلفزيونية الروسية القناة الرابعة (ن. ت. ف) و (ت ف ـ6) في نيويورك وباريس. إذ قال: «بأموالي فاز يلتسين، وبأموالي عملت حزب الوحدة وبأموالي فاز بوتين، ويتهمونني بسرقة الأموال»!!.
إن بوريس بريزوفسكي ابن «العائلة الديمقراطية» الحاكمة، فالخلاف داخل «العائلة» الحاكمة لم يكن إيديولوجياً، لأنهم لم يملكوا أية إيديولوجية، فالخلاف على المال وكيف يصبح كل واحد من هذه العائلة مليارديراً، إن بريزوفسكي يعرف الكثير عما يدور في داخل الكريملين أو خارجه وهو وثيق الصلة بالطغمة المالية اليهودية الروسية. فالأموال القذرة التي حصل عليها بريزوفسكي وبقية الأوليغارشية الروسية هي نتيجة لسرقة أموال الشعب الروسي وبشكل «قانوني»! من خلال تطبيق أسوأ وصفة عرفها التاريخ الحديث إلا وهي وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين، وعبر ما يسمى بالخصخصة، فتم تنفيذ برنامج الخصخصة كل شيء يباع وبسعر زهيد، للبيرسترويكيين و «الإصلاحيين» و«الديمقراطيين» والمافيا.
إن الأموال القذرة في ظل ما يسمى بالعولمة والنظام العالمي الجديد فعلاً «تصنع» الرؤساء والوزراء والأحزاب والتاريخ المزور، نعتقد إن هذا الأسلوب لا يمكن أن يستمر طويلاً، لأنه مخالف للمنطق، فخداع وتضليل الجماهير له حدود وصحوة الشعوب آتية لا ريب فيها وهي الرد الموضوعي والمنطقي لهذا الأسلوب القذر.
لقد هرب بريزوفسكي من وجه «العدالة» الروسية لأنه متهم باختلاس الأموال، وهو اليوم يتنقل بين نيويورك وباريس..، وكما يتنقل الملياردير اليهودي فلاديمير غوسينسكي والمتهم بالتهمة نفسها ويعلن اليوم بريزوفسكي أنه يعمل وبشكل علني على إسقاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟
2 ـ من هو سوبجاك؟
أناتولي سوبجاك من مواليد 1937، بروفسور بالقانون، عضو الحزب الشيوعي السوفييتي من عام 1988 وحتى عام 1990، عضو مجلس السوفييت الأعلى سابقاً، بعد الانقلاب «الديمقراطي» في عام 1991، عين وبقرار رئاسي محافظاً لمدينة لينينغراد، وعمل في هذا المنصب من عام 1991 وحتى عام 1996، وعضو في المجلس الاستشاري للرئيس الروسي السابق يلتسين، وعمل عضواً في أكثر من محفل ماسوني ومنها على سبيل المثال: عضو المحفل الماسوني «روتاري» وعضو النادي الماسوني «ماغيستروم»، وعضو اللجنة الماسونية «أوربا الكبرى» ومستشار في «اللجنة الثلاثية» منذ عام 1994.
بعد تسريح فلاديمير بوتين من جهاز المخابرات السوفيتية (كي. جي. بي) سابقاً عمل نائبا ًلمحافظ مدينة لينينغراد، رئيس إدارة العلاقات الاقتصادية الخارجية مع الدول الأجنبية وكانت له علاقات جيدة مع أناتولي سوبجاك.
بعد انتهاء الفترة الأولى، أجريت انتخابات في محافظة لينينغراد، وكان من أهم المرشحين سوبجاك، ياكوفليف..، وبالنتيجة فاز ياكوفليف وفشل سوبجاك، وبعد فترة زمنية معينة وجهت تهم من قبل النائب العام يوري سكوراتوف إلى سوبجاك باختلاس الأموال... وهذه التهم معززة بالوثائق والأدلة، وخلال تلك الفترة قام فلاديمير بوتين بتهريب أناتولي سوبجاك إلى فنلندا، ومن بعدها سافر سوبجاك إلى فرنسا من أجل إنقاذه من التهم والسجن..، وقبل أن يصبح بوتين رئيساً لروسيا أشاد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين وثّمن عمل بوتين فيما يخص إنقاذ سوبجاك، وقال: إن عمل بوتين إن دل على شيء، فإنما يدل على وفاء وإخلاص بوتين إلى أناتولي سوبجاك.
لقد طالب النائب العام الروسي الجهات المسؤولة الفرنسية على ضرورة تسليم أناتولي سوبجاك، إلا أن الجهات الفرنسية المسؤولة لم تستجب للطلب الروسي، وبعد فترة عملت خطة مفبركة «الفضيحة» الجنسية ضد النائب العام من أجل التخلص منه لأنه أثار قضايا الفساد واستغلال النفوذ الخاصة بكبار المسؤولين في الدولة، وقد تعرض للضغوط والتهديدات، كما ذكر يوري سكوارتوف، من قبل فيكتور تشرينوميردين وسيرغي كريبتكو رؤساء الحكومات السابقة، والملياردير اليهودي بوريس بريزوفسكي وابنة الرئيس ومستشارة الكريملين لشؤون الحكم تاتيانا يلتسين . وبالنتيجة تمت إقالة النائب العام. وبعد أن أصبح بوتين رئيساً لروسيا الاتحادية مباشرة تم إغلاق ملف سوبجاك وسمح له بالعودة إلى روسيا «حراً طليقا» وبدأ من جديد أناتولي سوبجاك نشاطه السياسي، وهو يتمتع بصحة جيدة، وفي إحدى مشاركاته السياسية في إحدى جمهوريات البلطيق، فجأة يتوفى أناتولي سوبجاك! وفي الذكرى السنوية الأولى لوفاته أقيم له حفل تأبيني كبير في الكريملين حضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين في السلطتين التنفيذية والتشريعية، ونقل حفل التأبين مباشرة عبر التلفزيون.