مستشارون ومراكز أبحاث أمريكية: استراتيجية وأزمة وخطاب فاشي (بريجنسكي نموذجاً)

مستشارون ومراكز أبحاث أمريكية: استراتيجية وأزمة وخطاب فاشي (بريجنسكي نموذجاً)

في مادة منشورة على موقع «غلوبال ريسيريتش» تحت عنوان «رقعة الشطرنج الأوروآسيوية: بريجينسكي وضع جوانب الصراع على أوكرانيا منذ العام 1997» يستحضر الكاتب كريس أرنستو ما كتبه مستشار الأمن القومي السابق لدى الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر من العام 1977 إلى العام 1981، وكبير مستشاري السياسة الخارجية لباراك أوباما، زبغنيو بريجينسكي.

رسم الخطوط الاستراتيجية

ويتساءل الكاتب في البداية: ما الذي يدفع الولايات المتحدة الأمريكية لتحمل مخاطر تأييد من يوصفون بالعداء للسامية وبنازيين جدد في أوكرانيا؟ ليقول «في خضم المشهد الحالي في أوكرانيا، ومن المفاتيح التي يمكن أن نجدها بمراجعة كتاب زبغنيو بريجينسكي عام 1997: (رقعة الشطرنج الكبيرة): ((أوكرانيا الفضاء الجديد والمهم في الرقعة الأوروآسيوية هي محور جيوسياسي رئيسي لأن وجودها كبلد مستقل هو عامل رئيسي في عملية تحول روسيا من دولة قوية فحسب إلى قوة عظمى. حيث أنه من دون أوكرانيا، روسيا تتوقف عن كونها امبراطورية أوروآسيوية)). ((على أية حال اذا استعادت موسكو السيطرة على أوكرانيا بعدد سكانها البالغ 52 مليونا ومواردها الطبيعية الكبيرة إضافة إلى الوصول إلى منفذ على البحر الأسود فإن روسيا ستمتلك مجدداً وبشكل أوتوماتيكي الأسباب التي تخولها أن تعود امبراطورية قوية ممتدة عبر آسيا وأوروبا)).
ويتابع أرنستو: «بريجينسكي كتب أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تكون غير اعتذارية فيما يخص إدامة السيطرة الأميركية لجيل كامل على الأقل وأطول حتى إذا أمكن ذلك. تحدث بريجينسكي عن أهمية أوكرانيا التي يغفل الكثيرون عنها في كتابه الصادر عام 1997 موضحاً: ((المحاور الجيوسياسية هي تلك الدول التي لا تنبع أهميتها من قوتها أو من الحوافز التي تثيرها بل من موقعها الحساس الذي يعطيها في بعض الحالات دوراً مميزاً إما في السماح بالوصول إلى مناطق ذات أهمية أو في إعاقة الوصول إلى الموارد بالنسبة للاعب دولي هام)).. ((أوكرانيا، أذربيجان، كوريا الجنوبية، تركيا وإيران تمثل محاور جيوسياسية حساسة ومهمة على المستوى الدولي))..
ويقول «هذا ما كتبه بريجينسكي في «رقعة الشطرنج الكبيرة» الذي اعتبره الكثير من المراقبين دليل الولايات المتحدة الامريكية من أجل السيطرة على العالم. كتب بريجينسكي أيضا أن المنطقة الأوروآسيوية هي رقعة الشطرنج التي سيجري عليها الصراع من أجل السيطرة والأولوية على الصعيد العالمي. ومن البديهي أنه لم ينبثق بعد لاعب أوروآسيوي يستطيع إحكام السيطرة على تلك المنطقة ولا على تحدي الولايات المتحدة الأمريكية». ومن ضمن استنتاجات الكاتب في «غلوبال ريسيرتش» فإنه «بفهمنا لوجهة نظر بريجينسكي بالنسبة لأوكرانيا على المدى الطويل سنتمكن بسهولة أكبر أن نفهم لماذا منحت الولايات المتحدة 50 مليار دولار لأوكرانيا منذ العام 1991 ولماذا هي معنية جداً اليوم بالحفاظ على أوكرانيا ضمن دائرة نفوذها. وقد يساعد هذا أيضاً على توضيح لماذا سعت الولايات المتحدة عن طريق العديد من وسائل إعلامها لتشويه سمعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».

بين «الاستراتيجية» و«وقائع الأزمة الأمريكية»

حسناً، إذا كانت الاقتباسات الواردة أعلاه توضح دور بريجنسكي في رسم وتحديد السياسة الاستراتيجية الأمريكية بصيغة كتاب لا أكثر، صادر من 17 عاماً تقريباً، فإن دور هذا المستشار لم ينته بعد، بل هو مستمر اليوم، من خلال مقالاته ومقابلاته التي لم تنقطع، في رسم كيفية نقل تلك الاستراتيجية إلى حيز التنفيذ، عبر مواصلته الترويج لسياسة «العصا والجزرة» و«اللعب على الحبال» مع الحلفاء والخصوم، على حد سواء. غير أن ما يغيب عن ذهن صاحب نظرية «قوس التوتر»، أو ما يتجاهله فيما يبدو هو البون القائم بين الاستراتيجيات المرسومة التي فعلت فعلها سابقاً ومستمرة بقوة العطالة وسط ميزان القوى الدولي المتشكل الذي يؤكد واقع العجز الأمريكي الراهن على وقع الأزمة الرأسمالية العامة وتراجع منطق الهيمنة الأمريكية، بالتالي.
ولكن العجوز المصنف من صقور المحافظين الجدد الأمريكيين، وصاحب كتاب «رؤية استراتيجية: أمريكا وأزمة القوة الكبرى» يكتب في مادة منشورة على موقع «بوليتيكو ماغازين» بتاريخ 2/5/2014، وقامت «قاسيون» بترجمتها، تحت عنوان «ما الذي ينبغي على أوباما أن يخبر الأمريكيين بخصوص أوكرانيا؟» قائلاً:
«يحتاج الرئيس باراك أوباما لأن يقدم صياغة واضحة للشعب الأمريكي في القريب العاجل مفادها أن الأزمة الأوكرانية هي التحدي الأبرز النظام الدولي منذ الحرب الباردة. فقد مضى أكثر من شهر منذ قيام الروس بضم القرم، وجاءت الأحداث الأخيرة لتفاقم من الأزمة أكثر فأكثر، مع قيام المتمردين المؤيدين لروسيا، حسب التقارير الواردة، بإسقاط حوامتين أوكرانيتين في مقاطعة سلافيانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون. وعلى الرغم من ذلك لم يدل الرئيس بأي بيان شامل يحدد ماهية المخاطر حقيقة: لماذا نواجه هذه المشكلة، لماذا ينبغي حلها خدمة لمصالحنا المشتركة مع الروس إذا أمكن، ولماذا- في حال لم تنجح المفاوضات- لدينا التزام بمساعدة أوكرانيا. وعلاوة على ذلك كله ينبغي على الرئيس أن يوضح لماذا لا يمكننا السماح بوجود نظام دولي يجري فيه غزو البلدان من العصابات ويجري زعزعة استقراره من الخارج. ولماذا يبرز ذلك كمسؤولية مشتركة ليس بالنسبة إلينا فحسب، بل لحلفائنا وأصدقاء آخرين، مثل الصينيين الذين ينبغي أن تكون حصتهم في ضمان الاستقرار تضاهي حصتنا».

أوكرانيا: السيناريو السوري ضمناً

ويطالب علناً أيضاً، في سيناريو شبيه لما جرى ويجري في سورية: «كما ينبغي على أوباما أن يوجِد درجة ما من الاقتناع لدى الغرب بأن هذه الأزمة هي مسؤولية مشتركة، مثلما ينبغي عليه أن يقنع موسكو بأننا جادون. وإذا ما قُدّر لنا أن نردع الروس من التقدم، فينبغي علينا إقناعهم بأن عدوانهم سينقلب عليهم بأثر مديد ومكلف. ولكن لكي تصبح المسألة كذلك فإنها مرهونة بقيام مقاومة لدى الأوكرانيين. ولذلك ينبغي أن نسعى للتفاوض مع روسيا، بالتوازي مع انفتاحنا أكثر لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن أنفسهم، في حال تعرضوا للهجوم. فالأوكرانيون سيحاربون فقط في حال اعتقدوا أنهم سيحصلون في نهاية المطاف على بعض المساعدة من الغرب، ولاسيما تلك المرتبطة بالمؤن من السلاح الذي سيكون ضرورياً لإطلاق دفاع ناجح داخل المدن. فهم لن يهزموا الروس في الحقول المفتوحة حيث تتقدم آلاف الدبابات، بل يستطيعون هزيمتهم فقط عبر مقاومة مديدة داخل المدن. وعندها سترتفع إلى حد كبير الكلفة الاقتصادية للحرب على كاهل الروس، بحيث تصبح عديمة الجدوى بالنسبة لهم سياسياً. ولكن لكي تستطيع الدفاع عن مدينة ما، ينبغي أن يكون لديك سلاح مضاد للدروع محمول يدوياً، وصواريخ محمولة يدوياً، وبعض التنظيم».

ترويج الصيغة الفنلندية


بريجنسكي، الذي قال في مقابلة أجرتها معه مؤخراً قناة «يورونيوز» إن بوتين يسعى لإحياء الاتحاد السوفييتي عبر أوكرانيا، يتابع في مقالته ذاتها: «وفي الوقت ذاته نحتاج أيضاً إلى أن نستطلع إمكانية الوصول إلى حل متفاوض عليه مع روسيا حول أوكرانيا، إذ ما تزال هناك إمكانية لصياغة هذا الحل ضمن أطر العلاقة التي تربط روسيا بفنلندا، الدولة غير العضو في الحلف الأطلسي، ولكنها تتمتع بمشاركة كاملة وفاعلة في أوروبا، حتى وإن كانت تتمتع أيضاً بعلاقة طبيعية مع روسيا. وينبغي على أوباما أن ينقل بوضوح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة مفادها أن الولايات المتحدة على استعداد لاستخدام نفوذها في ضمان وجود أوكرانيا، دولة مستقلة حقاً وغير مقسمة، وتتبع سياسات مع روسيا مماثلة للتي تقوم بها فنلندا بفاعلية كبيرة: دولتان جارتان باحترام متبادل، علاقات اقتصادية واسعة مع كل مع روسيا والاتحاد الأوروبي، ولكن دون المشاركة بأي تحالف عسكري تنظر إليه موسكو بوصفه موجهاً ضدها، في الوقت التي تقوم فيه بتوسيع صلاتها الأوروبية. فالحالة الفنلندية قد تكون نموذجية، لكل من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا».

صراع أوراسيا بتحليلات عربية

ولتوضيح موقع تحليلات بريجنسكي واستراتيجياته في سياقها، ربما من المفيد العودة لما كتبه الباحث والمحلل السياسي، الدكتور كمال خلف الطويل، منذ شهر آب 2008، تحت عنوان «أضواء على الصراع على أوراسيا».
قال الطويل منذ ذلك الحين: «مخاض أليم ذاك الذي تعيشه المؤسسة الأميركية الحاكمة، وفي القلب منها حزب الحرب: الممثل الشرعي للمجمع العسكري الصناعي وامتداداته المالية والطاقوية، أدق ما يتسم به أنه تعبير عن صراع بين خياري حرب، يرتسم شاقولياّ بين من اعتبر أن أورآسيا هي جائزة القرن، وأن الاستحواذ عليها بالقتل والقتال والغواية والضغط والاحتواء والحصار وبث الفرقة– كلها معاً– هو عين المراد.. يقابلهم من أيقن أن الطريق إلى أورآسيا لا بد وأن يبدأ من غرب آسيا، وبذا تعظُم الجائزة وتضحي كاملة الأوصاف».
وفي تحديده لمصادر الخطر الأربعة على الولايات المتحدة، عدّد الباحث روسيا بوصفها «القوة الأخطر والأقدر في عرف المؤسسة (الأمريكية). نقطة آخر السطر. يحار المرء أحيانا في تفسير تلك الكراهية الممزوجة بالحساسية، والمختلطة بالعداء، التي تتداخل في تلافيف العقل الجمعي الناظم للمؤسسة».
ويستطرد: «لكن تشريحاً وئيداً للظاهرة يوفر تفسيراً لا ناقض له، فحواه أن سبق وتحدت روسيا الغرب لعقود سبعة، وعليه فموروث ذلك الصراع مسكونٌ في العقول والقلوب معاً، وأنها التي تملك ترسانة نووية مكافئة، وأنها موطن الموارد بلا حدود، والأغنى والأقوى في مقبل الزمان القريب، ووفق معايير حساب القوة البحتة، وأنها صاحبة تاريخ تليد وثقافة زاخرة، والتي تتمدد فوق قارتين، وكله مما لها يكفل نفوذاً حاسماً في كليهما وفي كل مناحي الجيوستراتيجيا.. مطلوب رأس تلك القوة، والتي لم تستطع محاولة الإملاق والانتهاب طيلة التسعينيات من القرن الماضي أن توصلها لخفض جناح الذل من المسكنة، بل وغذّتها بنوازع الانتقام والثأر، وغسلت من أذهان مواطنيها أي غرام  تطارحوه مع المثَل الغربي في العقود الثلاثة الأخيرة من عمر الدولة السوفياتية».
وأكد المحلل أن «الحل الأساسي لدى المؤسسة في مواجهة روسيا هو امتلاك السيادة النووية، وبالتالي استعباد القرار الروسي.. هذا يعني حرمان روسيا من القدرة على توجيه ضربة نووية مضادة ومميتة».
وفي إحدى إجاباته على سؤال وضعه «ما هي تظاهرات الشراكة الروسية الصينية في المستقبل القريب إلى المتوسط؟»، أورد الكاتب نصاً: «السيطرة (الروسية) على شبه جزيرة القرم بالكامل، وإيصال أوكرانيا للانقسام بين ثلث شرقي يتحدث الروسية (خليط أوكراني وروسي) وغرب ينضوي تحت الأطلسي»..!

المأزق الأمريكي اليوم

ودون الخوض في استعراض ما كانت تكتبه «قاسيون» طيلة أكثر من عقد مضى عن احتمالات انفجار الأزمة الأمريكية، وتحديد تواريخها، ومآلاتها، والصراعات الداخلية والخارجية الناجمة عنها ومخاطرها ومآزقها، يمكن في هذه المساحة الاكتفاء بالعودة إلى «كريس أرنستو» في «غلوبال ريسيرتش» اليوم:
«يؤكد بريجينسكي في كتابه أن أمريكا تقف في الصدارة في المجالات الأربعة الحاسمة على صعيد القوّة العالمية وهي: المجال العسكري الاقتصادي التكنولوجي والثقافي. وإن كان هذا ليبدو صحيحاً عام 1997 فإنه اليوم يخضع للتساؤل ويثير الجدل. فإذا استثنينا التفوق الأمريكي في المجال العسكري فإن المجالات الأخرى لا تحظى بتفوق أميركي كامل كما كان الوضع سابقاً. لذلك عندما قام الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش بالإلغاء المفاجئ لمشاريع التكامل مع الاتحاد الاوروبي مفضلا تمتين روابط بلاده مع الاتحاد الروسي اعتبرت الولايات المتحدة هذا الإجراء كانزلاق لأوكرانيا من دائرة نفوذها. وفي هذه المرحلة بالذات.. انتقلت الولايات المتحدة لدعم عزل الرئيس يانوكوفيتش، كما أُثبت في المحادثة الهاتفية المسربة بين مساعد وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند والسفير الأمريكي في أوكرانيا جيفري بيات. وعندما لم تجد الاحتجاجات السلمية في إقصاء الرئيس يانوكوفيتش أصبح العنف الذي يمارسه حزب القوميين المتطرفين الأوكرانيين سفوبودا وجناح أقصى اليمين في أوكرانيا مدعوماً اذا لم نقل معتنقاً من الغرب».

الخطاب الشعبوي ضرورة فاشية

في تأمل حالة بريجنسكي، بين كتابه الموضوع في عام 1997، ومادته المنشورة في 2014، ربما يعثر الباحث على فرق جوهري، تمليه فروق حالة الهيمنة الأمريكية ذاتها بين التاريخين. ففي «رقعة الشطرنج الكبرى» كانت اللغة العنجهية في أوجها، تأمر وتنهي، بما هو مطلوب، بصياغة جازمة تستند إلى التحديات والإمكانيات، في حين يستنهض المقال بخطاب شعبوي «الأمة الأمريكية» لتكون السند في وضع مهلهل، يتطلب حتى السعي لـ«إقناع» روسيا والصين وأوربا.
يقول بريجنسكي في تلك المادة ذاتها: «بالعموم، أؤيد الأعمال التي اتخذها الرئيس حتى الآن. وأعتقد أنه بالعموم اتخذ ما يمكن ضمن الظروف الراهنة، مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة التحالف الديمقراطي القائم لدينا، فكان عليه السير بحذر. إلا أن ما آخذه عليه ليس بالوضوح والهدوء، وإنما، بالمنظور الأوسع، ضرورة مخاطبة الشعب الأمريكي حول هذه القضية. إذ لم يدل بأي بيان هام للشعب حول ما قد يتحول إلى أزمة دولية كبرى، وهو الذي يحتاج دعم الشعب الأمريكي. ولذلك ينبغي عليه أن يقنعه بأهمية هذه المسألة، وبأن موقفه يستحق كلاً من الفهم والدعم على المستوى الوطني».
السؤال، ومنذ متى تحتاج المؤسسة الأمريكية لدعم شعبها؟ ومتى، وعند أية منعطفات، كانت تسأل عن ذلك، أساساً؟ باستعراض سريع للتاريخ القريب: خطاب جورج بوش الابن بعد أحداث 11 أيلول 2001 وإعلان «العملية العسكرية» ضد أفغانستان، خطاب بوش قبل غزو العراق 2003، خطاب الرئيس ذاته بخصوص إعلانه الواهم «انتهاء المهمة» في العراق 2005، أي جملة الأحداث التي تحاول تبرير العدوانية الأمريكية وتسويقها لدى شارع أمريكي يرفض جزءاً رئيسياً منه هذه العدوانية ويطالب بالانكفاء للداخل لحل الأزمات الاقتصادية الخانقة، وتجري مقابلة نشطائه بالقمع والمحاكمة والسجن..!
ويبدو واضحاً اليوم أن محاولة بريجنسكي خطب ود الشعب الأمريكي، هو محاولة من أنصار الحرب في واشنطن، لاستنهاض هذا الخطاب الفاشي، لتبرير لجوء تلك القوة الأمريكية الامبراطورية الآفلة لدعم الفاشية والفاشيين الجدد في أوكرانيا على نحو سافر، بعدما كانت تدعم على نحو غير مباشر، نظراء الفاشية والفاشيين الجدد في سورية، من تكفيريين وجهاديين وإرهابيين، يشكلون في البلدين، كما الفاشية التقليدية، «وجهي العملة» لرأس حربة راس المال المالي الإجرامي العالمي، الذي يشكل بريجنسكي أحد أبرز منظريه