بصراحة .. هل ستنتقل الطبقة العاملة من حالها إلى حالٍ آخَر؟

بصراحة .. هل ستنتقل الطبقة العاملة من حالها إلى حالٍ آخَر؟

كثيراً ما كتبنا عن أوضاع الطبقة العاملة من حيث أجورها المتدنيّة جدّاً، وكثيراً ما كتبنا عن مجمل حقوقها المسلوبة بقوة الهيمنة وقوة القمع وقوة القوانين التي فُصِّلَتْ على مقاس قوى النهب لمنتوج عملها. وكنا نؤكّد في كتاباتنا الموجهة للطبقة العاملة ولكل العاملين بأجر بأنّ الطبقة العاملة السوريّة لن يتغيّر حالُها طالما بقيت ممسوكةً من اليد التي توجِعُها، ونعني بذلك قدرتها على تنظيم نفسها وقدرتها على ردّ العدوان عليها، من خلال تلك الأدوات التي فُرِضَتْ عليها ولم تستطعْ كسرَها أو إبعادَها أو تحييدَها، ممّا جعلها خاصرةً رخوة جعلت العدوّ الطبقي يتمكّن من السيطرة على حقوقها.

الطبقة العاملة، وهي تضمّ المكوِّنَ الأكبر من حزب المنهوبين - والآن المهمشين والمشرَّدين - بسبب عملية النهب الواسعة التي تعرضوا لها على مدار عقود واستكملت بعمليات التسريح وإغلاقات المعامل بحجج مختلفة، لم تتمكن من أنْ تشقَّ طريقها الصعب والمعقّد من أجل أن تكون طرفاً أساسيّاً فاعلاً في رسم مستقبل سورية الجديدة، وأن تكون حاضرة في الصراع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الجاري الآن، والذي سيجري بعد قليل. وبالتالي لن تتم عملية الحضور الفاعل إذا لم تستطع الطبقة العاملة إيجاد وتكوين تعبيرها السياسي والتنظيمي، القائم على تحديد وبلورة البرنامج المعبِّر عن مصالحها في مواجهة البرامج الأخرى، التي ستظهر حتماً وتحاول ركوب موجة التغيير التي يُفتَرض أن تكون لصالح أغلبية الشعب السوري الذي عانى على مدار عقود وتحمَّلَ كلَّ أشكال القمع والحرمان والتهجير والجوع.

نحن في حزب الإرادة الشعبية كنّا نشدّد دائماً على دور الطبقة العاملة السوريّة في عملية التغيير المنشود لكسر الهيمنة والتسلُّط على مقدّراتها، ونحن الآن أمام تلك اللَّحظة السياسية والاجتماعية التي يمكن أنْ تتيح للطبقة العاملة السورية أنْ تكونَ طرفاً أساسياً في التغيير المطلوب، إذا ما تمكّنت من تنظيم قواها، وهي قوى مهمّة عبر العمل على تكوين جبهة عريضة متحالفة مع الطبقة العاملة تضمّ القوى الطبقية والمجتمعية المنهوبة عبر عقود والتي تتَّسع الآن، وتضمّ أيضاً القوى السياسية المعبِّرة في برامجها ومواقِفِها عن مصالح العمّال الجذرية.

لقد قلنا في برنامجنا «يمثّل حزب الإرادة الشعبية في رؤيته وبرنامجه مصلحةَ الطبقة العاملة وسائر الكادحين السوريين ويناضل من أجل اعترافهم به كممثّل لمصالحهم، ويرى في ذلك الاعتراف مَدخله الأساسي لتحقيق دوره الوظيفي في بناء الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين».

بدورنا سنناضل من أجل اعتراف الطبقة العاملة بنا كممثّل لمصالحها ومن أجل تحقيق برنامجنا الذي هو برنامج حزب المنهوبين كل المنهوبين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1245