بصراحة ... خيارات الطبقة العاملة صعبة ولكن ليست مستحيلة
النقلة النوعية التي أقدمت عليها الحكومة فيما يتعلق بالوضع المعيشي بأن تسببت برفع أسعار كل شيء حتى الهواء الذي يتنفّسه الفقراء هذه النقلة «وهي بمثابة إعلان الطلاق النهائي الذي لا رجعة فيه مع الفقراء» تتفاعل آثارها الاقتصادية والسياسية، ويتعمق الجرح الذي أحدثته في حياة الناس والذي لا شفاء له طالما أن الحكومة تواصل السير أكثر في تطبيق سياساتها التي لم تبقِ ولم تذر من كرامة الناس ومن لقمتهم.
الحكومة عبر ممثليها من وزراء ومدراء لهم علاقة بالشأن المعيشي للمواطنين يحمّلون الفقراء مسؤولية الضائقة التي تعيشها الحكومة في مواردها بسبب الدعم الذي تقدمه للناس والذي لم يكن منطقياً ولا عقلانياً والذي يكلف الحكومة كما قال أحدهم ثمانية تريليونات فقط بمجال الخبز الذي ازداد أكل السوريين منه، وهذا الأكل أصبح عبئاً على موارد الدولة لا يمكنها تحمله الآن وفي القادم من الأيام، فماذا تعني هذه التصاريح الصريحة من قبل الحكومة والموجهة إلى الشعب الفقير الذي أصبح غذاؤه خبزاً ومع هذا يتم تأمينه بصعوبة وبأسعار مضاعفة عن سعره الرسمي؟.
الطبقة العاملة السورية التي أصابها المصاب نفسه الذي أصاب العباد وجعلهم يضربون أخماسهم بأسداسهم كما يقال من أجل تأمين لقمتهم وعائلاتهم إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وفي هذا الحال الذي يعيشون به قد لا يستطيعون، لأن الأسعار السائدة في الأسواق ستجعل حلمهم في تحقيق الحد الأدنى مما يحتاجون، فيه صعوبة قصوى، فالخيار المتبقي أمامهم هو البحث فيما تبقى من خضار ما زالت تحمل بعض الصلاحية في استخدامها طعاماً، ومن يريد التأكد فليقم بجولة صغيرة في أسواق الخضرة مساءً ويرى بأم العين الواقع الحقيقي الذي يقوم به الفقراء من الناس من أجل تأمين حاجتهم للأكل اليومي من المواد الصالحة للطبخ وسواه.
النقابات في اجتماعاتها مع الحكومة تقول إنها «بحثت القضايا المعيشية وقضايا الرواتب والأجور والتعويضات والقضايا الحقوقية للطبقة العاملة في سورية، وتتابع من قبل الاتحاد ومنظماته في الاتحادات المهنية واتحادات المحافظات والنقابات بالحوار مع الحكومة وكافة المفاصل التنفيذية المختصة».
إن الطبقة العاملة السورية قد خبرت الحكومة أو الحكومات وسياساتها تجاههم، ولم يعد الكلام الذي يحاول تلطيف تلك السياسات بنافع، والطبقة العاملة من المؤكد أنها ستدافع عن لقمتها وحقوقها بمختلف الوسائل السلمية التي تمكنها من ذلك، ولم تعد الشعارات وغيرها «تعبي راسها» لأن حالها الذي وصلت إلية يجعل خياراتها صعبة ولكن ليست مستحيلة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1144