بصراحة ... بين الحكومة والصناعيين طلاق بائن
يستمر الجدل واسعاً بين الحكومة والغرف الصناعية والصناعيين في الاجتماعات المعقودة بين الطرفين وعلى صفحات التواصل الاجتماعي حول واقع الصناعة السورية والمعضلات التي تواجهها من أجل أن تقلع بالإنتاج كما هو مفترض أن تكون عليه، وما هو مفترض من تأمين المواد الأولية وتأمين الطاقة اللازمة لتبقى عجلات المكنات دائرة وليبقى الإنتاج مستمراً، وكي يبقى العمال يعملون دون توقف.
وصف بعض الصناعيين الحوار المتكرر مع الحكومة حول الواقع الصناعي بأنه حوار الطرشان أي تبقى مطالب الصناعيين في واد وتوجهات الحكومة ووعودها في وادٍ آخر دون الوصول إلى توافقات مهمة تجعل العملية الصناعية والإنتاجية تسير في طريقها الصحيح والمفترض.
تصريحات متعددة أدلى بها الصناعيون حول معاناتهم في استمرار معاملهم بالعمل وخاصة بعد الرفع الأخير لسعر المشتقات النفطية منها الفيول مثلاً والنية في رفع أسعار شرائح الكهرباء وأشاروا إلى حجم الهجرة للمعامل التي تزداد مع كل إجراء جديد تتخذه الحكومة ليعرقل أو يؤدي إلى وقف لهذا المعمل أو ذاك، وهم يدللون على حجم الكارثة التي تعيشها الصناعة وأن المعامل المتبقية تعمل بطاقة إنتاجية 30-40% وربما أقل من طاقتها الإنتاجية، فتخيلوا يا رعاكم الله حجم الأضرار التي أصابت الصناعة السورية من خلال الأرقام المعلنة ومدى الخسارة التي أصابت الطبقة العاملة في هذه المصانع التي يجري إغلاقها وترحيلها إلى أماكن أخرى تقدم لها كل المحفزات اللازمة لاستقطاب هذه الصناعات.
لقد تحدثنا سابقاً في «قاسيون» ولأكثر من مرة حول توقفات المعامل وانعكاس هذه التوقفات على استمرار الإنتاج وعلى استمرار العمال في عملهم والمشكلة ما زالت تتفاقم حيث الهجرة هي حديث ليس الفقراء الراغبين بالهروب من واقعهم المعيشي المزري الذي يعيشون به وخياراتهم بهذه الحال ضيقة ومحدودة وتكتنفها مخاطر جسيمة قد تودي بحياتهم وقد ينجحون في الوصول إلى مبتغاهم، حيث ستبدأ معهم صعوبات أخرى لا تقل عن المخاطر التي تعرضوا لها حتى وصولهم، وتأمين فرص عمل وتأمين سكن وغيرها من الأمور الضرورية لاستمرار حياتهم.
إن تفاقم الأوضاع المعيشية لهذا المستوى الذي نعيش به وهو مرشح للتفاقم أكثر وبالتالي هذا يعني مزيداً من الهجرة القسرية التي يتعرض لها أغلبية الناس سواء أصحاب معامل أو عمال أو الفئات الأخرى وهذا يحمل مخاطر جسيمة سيصاب بها الوطن بإفراغه من قواه الحية الشباب والعمال والصناعات والحرفيين والأطباء والمهندسين وغيرهم من الفئات الأخرى المصابة بآفة الفقر والعوز وسيتحول وطننا إلى وطن عجوز فاقد لقدراته وإمكاناته التي تكونت لعقود وهو بحاجة لها من أجل مستقبل سورية كما يريدها الشعب السوري العنيد.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1124