مهمشون للغاية
يقطن في المدينة الصناعية بعدرا عدد كبير من النازحين من شتى المناطق وخصوصاً من مناطق الجزيرة وهؤلاء نزحوا قبل اندلاع الأزمة بأعوام بسبب الجفاف الذي ضرب أراضيهم وتوقف عملهم بالزراعة نتيجة لارتفاع تكاليفه وخاصة المحروقات فهجروا أراضيهم.
نازحون من قبل الأزمة
فقدموا إلى العاصمة دمشق واستقروا في المدن الصناعية متخذين من بعض المنشآت والمعامل، والتي هي قيد الإنشاء، والتي بقيت على حالها نتيجة الأزمة مساكن لهم فوضعوا الخيام داخل هذه المباني والشبابيك مغطاة بأكياس النايلون وبعض الفرش العربي ومعيشتهم بسيطة جداً، وجلهم يعمل بالمعامل داخل المدينة الصناعية من الرجال والنساء حتى الأبناء الصغار.
معاملة غير إنسانية
ولكن هؤلاء العمال وقعوا ضحية استغلال أرباب العمل لهم فهم لا يتمتعون بأية مزايا أو حقوق عمالية ولو بسيطة فمثلاً لا يحصلون على إجازات وهي من أبسط الحقوق للعامل وإن لم يذهب العامل إلى العمل فلا أجر له وليسوا مسجلين لا بالنقابات ولا بمؤسسة التأمينات الاجتماعية وإذا تعرض أحدهم للإصابة يتم طرده فوراً من العمل دون أي تعويض أو تكلّف بمصاريف علاجه ومن يعترض منهم على رب العمل أو يطالب بحقوقه أو تحسين وضعه يتم تعرضه في بعض الأحيان للضرب وتلفيق تهم السرقة له وتوقيفه لدى الشرطة ولا تتم معاملتهم كبشر لهم حق بالحياة فهم بالنسبة لرب العمل مجرد آلة للربح بمجرد ما تتعطل يتم رميها وكأننا نعيش في القرون الوسطى.
وجل ما يحصلون عليه هو مجرد أجرتهم الأسبوعية المتواضعة كغيرهم من العمال، وهم كل فترة يطردون من أعمالهم ليعودوا إلى البحث عن العمل في مصانع أخرى، وطرد أي عامل يعد شيئاً عادياً لصاحب العمل لأنه يستطيع في أية لحظة الحصول على عامل جديد منهم ونظراً لأنهم يقطنون داخل المدينة الصناعية فهم لا يحتاجون لمواصلات وفي هذا توفير على صاحب العمل وأفضل له من توظيف عامل يقيم خارج المدينة والتي تعتبر هي نفسها بعيدة نسبياً.
منسيون حكومياً
هؤلاء الفئة من العمال لا أحد يسلط الضوء عليهم ولا أية جهة حكومية أو نقابية تتابع مشاكلهم وهمومهم وهم فئة من المهمشين جداً في المجتمع ولا يحصلون على أي حق من حقوقهم البسيطة وهم أنفسهم لا يعلمون شيئاً عن قوانين العمل وليس لديهم أدنى فكرة عن حقوقهم ليطالبوا بها فجل تفكيرهم ينحصر في كيفية الحصول على أجرهم الأسبوعي أو الشهري وفي حالة خوف دائم من طردهم من أعمالهم ومن مساكنهم.
وهم يعيشون في جهل تام نتيجة التهميش المستمر الذي تعرضوا له، ورغم افتتاح مدارس لأبنائهم في المدينة الصناعية فإن هذه المدارس كغيرها من المدارس الحكومية ضعيفة جداً في أدائها وأغلب الطلاب يتسربون من هذه المدارس ليعملوا ويعيلوا ذويهم دون أن يكونوا قادرين حتى على تعلم القراءة والكتابة.
فطموح أغلبهم هو فقط العمل بأجر في أحد المعامل دون أن يكون لهؤلاء الأطفال أو الشبان أي طموح آخر وهم يعتبرون خزاناً بشرياً هاماً لأصحاب العمل كون أجورهم متدنية وخاصة النساء منهم واستغلالهم مربح كونهم لا أحد ينتبه لظروف معيشتهم أو أسلوبها أو حقوقهم العمالية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1095