بصراحة ... حديث الناس

بصراحة ... حديث الناس

قبل العيد بأيام يدور الحديث بين العائلات ماذا سنشتري وماذا سنحضر وكل النقاشات المطولة التي تجري بهذا الخصوص تنتهي، ويصمت الجميع أمام الحال العسير الذي يعيشونه وأمام الواقع المرير الذي يصدمهم في كل مطلب من مطالبهم التي يحتاجونها وأطفالهم الذين يحلمون بلباس جديد على العيد ويحلمون بعيدية تمكنهم من اللعب واللهو في تجمعات العيد، إنها مطالب بسيطة لحياة الفقراء المعاشة ولكنها المعقدة جداً بسبب ضعف الحال وخلو جيوبهم من أية إمكانية حقيقية لتلبية تلك المطالب.

تحدثت معي إحدى السيدات عن الواقع المعاش ومرارته وطرحت سؤالاً بحجم مأساتها التي تعيشها، والسؤال مشروع ومحق وهو لماذا الحكومة تأخذ ما في جيوبنا في كل يوم بقراراتها وضرائبها التي لا تنتهي؟ ما هي الفائدة التي تحصل عليها الحكومة من إفراغ جيوبنا بالرغم من قلة ما يتواجد بها؟ ألا تحسب حساب أن الجوع كافر وقد يشعل أموراً لا يعلم بنتائجها إلا الله؟
بالحقيقة الإجابة عن تلك الأسئلة كانت صعبة واحتاجت لوقت طويل من الأخذ والرد للإجابة عنها.
الحكومة عبر تصريحات أعضائها حول الوضع المعيشي يؤكد ما توصل له الناس من استنتاجات حول النهب عالي المستوى للقمة الفقراء وتركهم يقاتلون هم وربهم.
يصرحون لنا الآن بأن الخبز سيتحسن بإضافة مواد تحوي فيتامينات ومتممات غذائية حرصاً من الحكومة على صحة الشعب وحرصاً منها أيضاً بحصول الناس على الحريرات المطلوبة أو كما قال وزيرهم الحصول على «الكلوريز- السعرات الحرارية» المطلوب لكي يستعيد الناس صحتهم ولكن هذا الموضوع كما عبر سيادته بلقاء على الشاشة يحتاج تنفيذه لمليارات، وهذا بيت القصيد الذي يتحدث الناس عنه، المليارات التي تريد الحكومة جمعها مما تبقى من لقمة الفقراء والغلابة في بلدنا حتى تمكنهم من الحفاظ على صحتهم.
مرور خاطف في هذه الأيام أيام العيد أي بعض الأماكن التي يجري فيها ذبح الأضاحي لتجد النساء والأطفال والعجّز ينتظرون دورهم في قطعة لحم من تلك الأضاحي وهذا مشهد يعكس حال الناس وأوضاعهم ويعكس أيضاً مدى القهر والإذلال الذي يعيشه الناس في هذه الأماكن كي يحصلوا على ما يمكن الحصول عليه من قطعة لحم أو أمعاء خروف وغيره من الأشياء.
أيها الناس أسمعوا وعوا لن يحك جلودكم سوى أظافركم والمفهومية عندكم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1078
آخر تعديل على الإثنين, 11 تموز/يوليو 2022 14:22