بصراحة ... مشاهدات يومية
يقول المثل الشعبي «يا ماشي على رجليك ما بتعرف شو مقدر عليك» هذا المثل ينطبق على ملايين الناس الذين يجهلون ما هو المصير الذي ينتظرهم بعد رحلتهم الطويلة مع القهر والحرمان والتهجير والتشرد والفقر الشديد الذي أصيبوا به، وهم لا ناقة لهم ولا جمل بما هو حادث لهم ويحدث لهم كل يوم، وعند الكلام مع من نلتقيهم ويكون الكلام عن هذا القهر الذي أصبح من يوميات حياتهم فهم مقهورون في سكناهم ومقهورون في عملهم ومقهورون في أجورهم ومقهورون فيمن غاب أو غُيّب عنهم، والسؤال النهائي بعد طول حديث يقول لك «وبعدين، أخرتنا لوين، وشو الحل؟» وهنا تكمن الصعوبة في الإجابة عن ذاك السؤال الصعب الذي لا أحد يملك الإجابة عنه على الأقل في المدى المنظور.
إنّ حال الناس المتعبين تراه بأم العين في ذهابك وإيابك، صباحاً تراه بالجموع الغفيرة السائرة على الطرقات تنتظر مركوباً ما يوصلها إلى محطة أخرى لتعاود الانتظار مرة ثانية والسبب أن الحكومة تمنع في أيام محددة أو تقنن بمادة المازوت التي تعطيه للسرافيس كي توصل الناس إلى أعمالها ومنهم الطلاب الذين يبحثون عن مركوب ما يوصلهم إلى امتحاناتهم حتى لو كان ظهر سيارة سوزوكي يدفعون لها أجرة كما يدفعون أجرة السرفيس وهذه المشاهد تراها صباحاً ومساءً.
تجول في أسواق الخضرة لتشاهد العجب العجاب أسعار كاوية لا يتمكن منها الفقراء فيلجؤون إلى شراء حاجاتهم بالحبة وحسب قدرتهم على الشراء ومع هذا التكيف مع الواقع المر فهم يتدبرون أمورهم بهذه الطريقة التي تعبر عن حالة نهب عالية المستوى وصل إليها الفقراء بسبب ناهبيهم الذين لم يبقوا للفقراء سوى ما يجعلهم على قيد الحياة.
ماذا يعني أن ترى امرأة عجوزاً أو متوسطة العمر أو حتى في مقتبل عمرها تبحث في بقايا الخضار عن شيء تجمعه لأطفالها كي تطعمهم، والسبب أنه لا يوجد من يعيل، والمعيل الله أعلم «وين أراضيه» هكذا يقولون.
ماذا تقول عن أطفال ينامون على الأرصفة وينبشون في الحاويات من أجل جمع ما يتيسر لهم من النفايات الصالحة للبيع.
أيها «الشعب الصامد» لا يحك جلدك سوى ظفرك وفهمكم كافٍ.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1075