وصلت الرسالة

وصلت الرسالة

عُقد اجتماع المجلس العام بدورته الجديدة وبالحضور المعتاد من المسؤولين الحكوميين والحزبيين، وتقدموا بكلماتهم المعتادة للحضور الذين هم أعضاء المجلس، والحضور عليهم الاستماع لكل التفاصيل التي ستلقى على مسامعهم وعليهم أن يوافقوا عليها أو على الأقل لا يعترضون عليها باعتبارها كلمات لمسؤولين وفي مواقع حساسة وعندما يتحدثون لا ينطقون عن الهوى بل كلامهم حقيقي «ومدوزن» كمان كما يقال.

أعضاء المجلس من النقابيين وكما هو معتاد أيضاً يطرحون ما لديهم من قضايا تخص العمل والعمال والأوضاع العامة من خدمات، كالنقل والصحة ومستوى المعيشة والسكن وتثبيت العاملين ومتممات الأجور التي وعدوهم كثيراً لتحسينها ولكن ما زال الطرح مستمراً حولها، وهذا يعني أن وعودهم لأعضاء المجلس في الجلسات السابقة لم تتحقق وهي لن تتحقق لأن الأساس في تحقيقها مفقود وهو أن المعامل تنتج، والمعامل لكي تنتج تحتاج إلى مستلزمات الإنتاج مشتقات نفطية كهرباء مواد أولية والأهم يد عامله تشغل الآلات بكامل طاقاته وهذا أمر غير متوفر أو على الأقل متوفر بالحدود الدنيا التي لا تسمح بتحقيق الوعود التي أطلقت من أجل تحسين متممات الأجور كا الحوافز والمكافآت والطبابة الكاملة والنقل وغيرها من الأمور التي تجعل العمال يحصلون على متممات أجورهم التي يستحقونها وهم محرومون منها الآن.

اليوم الأول للاجتماع والرسالة المطلوب إيصالها

طرح في اليوم الأول للاجتماع العديد من القضايا من قبل أعضاء المنصة وما طرح فيها من مواقف يمكن تصنيفها أو توصيفها بالرسائل الموجهة إلى الحركة النقابية والطبقة العاملة من خلال أعضاء المجلس الذين يشكلون وفقاً لقانون التنظيم النقابي أعلى هيئة قيادية في الحركة النقابية وهذا يخوّلها أن تقرر برنامج الحركة النقابية في الدفاع عن حقوق ومصالح الطبقة العاملة ويخولها أيضاً الدفاع عن استقلالية الحركة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم تقرير مسارها من خارجها ولكن هل تسير الأمور كما هو وارد في قانون التنظيم النقابي؟
في بداية اليوم الأول للاجتماع وكمقدمة لما سيقولونه للنقابيين تم كيل المديح للطبقة العاملة بأنها منتجة الصمود وهم جنود التصدي للحرب.. إلخ من الكلمات والجمل التي تخص العمال ودورهم في الصمود الأسطوري ولكن ماذا بعد؟ وهنا بيت القصيد وهنا الرسالة التي لا بد من إيصالها للعمال ولكل النقابيين الذين أسمعوهم المطالب العمالية وطرحوا معهم مستوى المعيشة الذي يعيشه العمال وهذا الوضع هو عكس كل آيات المديح التي تقدّم بها أعضاء المنصة للطبقة العاملة؟

ماذا قالوا للعمال والنقابيين؟

«على النقابيين تقدير حجم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها سورية، ما يحتم أن تكون المطالب منطقية وقابلة للتنفيذ لأن العمل النقابي مكمل للعمل الحكومي».
«الدولة لم تتخل عن دورها الاجتماعي ولا عن سياسة الدعم الاجتماعي الذي تجري إعادة توجيهه بطرق جديدة لمستحقيه وليس إلغاؤه».
لا ندري كيف سنحل الأشكال في الطرح المقدم وهو أن العمال أنتجوا مقومات الصمود وبين التوجيه للعمال بأن يقدروا حجم الظروف الاقتصادية الآن، هل بإمكان العمال وفقاً لم هو مطروح أن ينتجوا مقومات الصمود دون تقدير ووعي منهم بالظروف الاقتصادية الصعبة والمطلوب من العمال الأن أن يشدوا الأحزمة أكثر على بطونهم وبطون عائلاتهم وأن يطرحوا قضاياهم بمنطقية أكثر هذه المنطقية المطلوبة، والتي يطالب العمال بالتحلي بها لم يقدموا شرحاً وافياً عنها ما هو المطلوب منهم أكثر وكيف سيحدد العمال ما هو منطقي وما هو ليس بمنطقي حتى ترضى عن طرحهم تلك المؤسسات المعنية بشؤونهم هذه أسئلة كان من المفترض الإجابة عنها حتى لا يقع العمال في شر أعمالهم كما يريد الأخرون لهم.

الكيل بمكيالين

الكلام الذي وُجه للنقابيين والعمال في اليوم الأول للاجتماع العام للمجلس لم يذكر فيه من المسبب الرئيسي للأزمات والمصاعب التي تمر بها البلاد والعباد، من ينهب ثروة الشعب السوري، من يراكِم الملايين والمليارات، ومن يتحكم بالأسعار ومن يتحكم بمستوى المعيشة ومن يمنع العمال من الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم هل هذا السلوك الجاري بحق البلاد والعباد منطقي؟
يطلبون من النقابات أن يكون دورها مكمّلاً للحكومة والحكومة بسياساتها الاقتصادية والاجتماعية تضر بمصالح العمال وحقوقهم وتمنع عنهم ما هو ضروري لإعادة إنتاج قوة عملهم حتى يكملوا دورهم في الدفاع عن الاقتصاد المتمثل بمعاملهم وأماكن عملهم.
الحكومة رب عمل مثلها مثل أرباب العمل في القطاع الخاص وبهذه الحال كيف ستتساوى مصالح أرباب العمل مع مصالح العمال فالمصالح على نقيض من بعضها ولا يمكن المساواة فيها هذا أولاً، وثانياً الحكومة تعمل كل ما في وسعها لتمكين أرباب العمل من التحكم والسيطرة والهيمنة على رقاب العمال وذلك عبر قوانين العمل المعمول بها أم عبر آليات أخرى يعرف العمال وقد خبروها في بعض إضراباتهم التي قاموا بها.
وآخر القول بما قيل في اجتماع المجلس العام أن الرسالة التي يودون إيصالها للطبقة العاملة قد وصلتهم منذ فترة طويلة، والآن يجري التأكيد والتشديد عليها وهذا مؤشر على أن الطبقة العاملة قد استوعبت الدروس التي مرت بها وأن الواقع الذي يعيشه العمال أقوى وأشد مرارة من كل الرسائل المرسلة لهم ولن يطول الزمن الذي سترد به الطبقة العاملة وترسل رسائلها المطلوبة إلى كل الذين استلبوا إرادتها ونهبوا منتوج عملها وبطريقتها الخاصة. هل وصلت الرسالة؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1068
آخر تعديل على الإثنين, 09 أيار 2022 12:32