بصراحة ... قضايا العمل وما طرح في المؤتمرات

مؤتمر نقابة الغزل والنسيج طرح نقابيوه الكثير حول النقص في المادة الأولية للإنتاج وهي القطن، وهي مادة أساسية في الصناعات النسيجية وبدون توفرها بكميات تلبي حاجة الإنتاج فإن الآلات تتوقف عن العمل، فقد صرحت إحدى المهندسات الحاضرات لمؤتمر النسيج وهي عضوة مؤتمر بأن كمّيات الأقطان الموردة للمعامل النسيجية قليلة جداً ولا تكفي الخطط الإنتاجية التي وضعتها الإدارات المسؤولة عن الإنتاج وهذا يعني أن المعامل لن تعمل حتى بطاقتها الإنتاجية الدنيا، أيضاً عمال الخماسية وهي من الشركات القديمة والمؤممة وتم تحديث خطوط إنتاجها منذ زمن بعيد تضررت كثيراً بالأزمة، وهي تعمل الآن على إنتاج الشاش الطبي وإنتاج القطن الطبي، ومع هذا فإن النقابيين قالوا حتى هذه المواد لم تعد متوفرة لإنتاجها، ونحتاج إلى دعم بالمواد الأولية، وهناك قضايا أخرى طرحت ويتكرر طرحها في المؤتمرات التي تعقد والتي عقدت سابقاً دون أن يكون هناك عمل حقيقي لتجاوز تلك المعضلات ليتحسن الإنتاج الذي تتحدث عنه الحكومة في كل منابرها الإعلامية وتعقد من أجله المؤتمرات والاجتماعات مع غرف الصناعة وغيرها من الغرف ولكن واقع الحال يبقى على ما هو دون نتيجة تذكر ويبقى الكلام كلاماً دون حلول حقيقية لتغيير الواقع وفضلاً عن ذلك تذهب الحكومة نحو الحلول الأخرى المرتبطة بالاستثمار والخصخصة والتشاركية والإقراض الكبير من ودائع البنوك المكدسة ولا تذهب نحو الاستثمار في المعامل القائمة.
إن ما يطرح في المؤتمرات كردود على مداخلات النقابيين لا يغني ولا يسمن من جوع، ويبقى في إطار الردود فقط، لأن القرار ليس في هذا المكان وقرار تدوير عجلات الإنتاج ليس هنا وهو غير موجود أصلاً في خطط الحكومة، وهذا في النهاية يعني أن العمال ومصالحهم وحقوقهم حتى البسيطة منها مرهونة بقدرتهم على انتزاعها وبالتالي تحقيقها، وهذا الأمر لا توجد عليه مؤشرات حتى هذه اللحظات لأسباب كثيرة أهم ما فيها واقع الحركة النقابية وقرارها الذي لا تملكه حتى اللحظة.