1,800 ألف تكاليف وسطي المعيشة والأجور في أدنى مستوياتها
في دراسة «جريدة قاسيون» حول وسطي تكاليف المعيشة، توصلت إلى رقم لهذه التكاليف وهو 1,800 ألف ليرة سورية، موزعة على مختلف التكاليف المعيشية، ومن الأرقام الدالة على أسعار مختلف المواد المدروسة يتضح الفارق الكبير بين وسطي الأجور الذي أعلنه الاتحاد العام في تقريره الاقتصادي الأخير وهو 80 ألف ليرة سورية ووسطي المعيشة لأسرة مؤلفة من خمسة أشخاص وهذا الفارق الكبير بين الوسطين يجعلنا نطرح تساؤلاً كبيراً حول مآلات الثروة المنهوبة التي ينتجها العمال وبقية العاملين بأجر والفلاحين الذين وصلت أوضاعهم إلى ما وصلت إليه أوضاع العمال بسبب الخسارات التي يتعرضون لها في كل موسم نتيجة ارتفاع التكاليف المختلفة عليهم مما يؤدي إلى خسارتهم، والبعض منهم يهاجر أرضه ليبحث عن عمل أخر يسد به رمقه ويسكت بعضاً من جوعه.
عندما نقول: إن الفرق شاسع.. هذا يعني أن أغلبية الشعب السوري- بمن فيهم العاملون بأجر- يعيشون بحالة عوز وفقر شديدين، كون الأجور التي يتقاضونها تعادل من الجمل أذنه قياساً بتكاليف المعيشة التي تحلّق عالياً، ولا تطالها حاجاتهم الأساسية، المضطرون إلى ضغط نفقاتها إلى الحدود القصوى، وهذه الحدود لا حدود لها، فهي بتقهقر مستمر طالما هناك من يتحكم بآليات استيرادها أو إنتاجها ومن ثم توزيعها.
الحكومة إزاء هذه الأوضاع تتحفنا ببياناتها وأرقامها المعلنة عن حجم الدعم عبر وسائل الإعلام والتي تقول لنا فيها: إنها تدعم المواد الضرورية والأساسية، وإنها تحارب الاحتكار، وتحارب الفساد الكبير ولكن في الفترة الأخيرة أخذت الحكومة مبادرتها تجاه المواد التي كانت تقول بأنها مدعومة وأعلنت عن تحرير أسعارها وبيعها في المراكز المدعوة بأنها تدخل إيجابي والسؤال لصالح من هذا التدخل الإيجابي؟.
إن العبرة إن صدَّقنا ما تقوله الحكومة بالنتائج التي سيلمسها الفقراء بمستوى معيشتهم ونحن كفقراء لم نصدّقها في كل ما تعلنه وموقفنا هذا هو نتيجة تجربتنا الملموسة معها بأنها جعلتنا جياعاً وجعلتنا متسولين على أبواب الجمعيات والمنظمات الدولية وغيرها من «أهل الخير» كما يقال.
النتائج المترتبة على تكاليف المعيشة يعلمها القاصي والداني، وكذلك الدراسات الاقتصادية حول مستوى المعيشة وجهابذة الاقتصاد الحكومي يعلمون كذلك أن المستوى المعيشي لم يتحسن بالرغم من كل ما يقال إعلامياً، ولن يتحسن طالما مصادر عيشنا ممسوكة من قبل حفنة صغيرة ترعاها الحكومة، وتمدها بكل أسباب التملك لمفاتيح النهب والاحتكار لكل ما يحتاجه الناس في معيشتهم، وهي، أي: الحكومة قد تخلت عن دورها لصالح العشرة بالمئة في أن تكون ماسكة لزمام الوضع الاقتصادي من استيراد وتصنيع وتوزيع وهو أقصر الطرق على الأقل ليتحسن نسبياً الوضع المعيشي.
في الموقف الذي أعلنه الاتحاد العام لنقابات العمال بأكثر من مناسبة، أنه سيسعى إلى تحسين الوضع المعيشي للطبقة العاملة من خلال أمرين، أولهما: زيادة الأجور، وإذا كان هذا المطلب غير ممكن فإنهُ سيسعى إلى تحسين متممات الأجر، والأخيرة مرتبطة بقضايا كثيرة منها الحوافز الإنتاجية المرتبطة بالإنتاج وتحسّنه، وهو مرهون بالمستقبل أي: بإقلاع العملية الإنتاجية التي توضع في دواليبها كل العصي التي تمنعها من الإقلاع، ولكن قضية زيادة الأجور زيادة حقيقية تجاري الزيادة في تكاليف المعيشة مسألة لا تحتمل الخيارات المتبناة في تحسين الوضع المعيشي للعمال من قبل نقابات العمال، والخيار الذي لا بدّ أن يكون، هو في السبل الكفيلة بانتزاع حق العمال وكل العاملين بأجر في تحسين أوضاعهم المعيشية عبر زيادة حقيقية للأجور، من جيوب الناهبين وقوى الفساد الكبيرين، وليس من جيوب الفقراء كما جرت العادة بذلك، وسيقدِّر لكم العمال ذلك إن تم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1037