بصراحة ... ما عجبتك الأجرة  الله معك

بصراحة ... ما عجبتك الأجرة الله معك

يتعرض العمال الموسميون إلى هزات عنيفة عند نهاية كل موسم إنتاجي وما نقصده بالعمال الموسمين هم العمال في القطاع الخاص الذين يعملون في الإنتاج لموسم واحد شتوي أو صيفي، وبعدها يذهبون إلى منازلهم بانتظار موسم جديد، وهؤلاء العمال مجردون من كافة الحقوق سواء بزيادة الأجور أو حقوقهم في أن يكونوا منتسبين للتأمينات الاجتماعية وكذلك المظلة النقابية لا تظلهم في ظلها فهم غير منظورين بالنسبة لها.

في أحد معامل التريكو في المنطقة الصناعية حدثني عامل يعمل في هذا المعمل وهو عامل موسمي كما صنفناهم سابقاً أي يتقاضى أجره الشهري المتفق عليه مع رب العمل، ولكن ما أدراكم ما هو هذا الراتب الذي يعمل به قرابة الـ 12 ساعة يومياً.
حدثني هذا العامل الذي يقطن في منزل بالآجار ولديه عائله مكونة من أربعة أفراد بأن العمال في المعمل قد طالبوا رب العمل بزيادة أجورهم باعتبار موجات الغلاء المتتالية قد أزهقت أجورهم وجعلتها هباءً منثوراً ومطلبهم بزيادة الأجور مطلب حق، ولكن هذا الحق يحتاج إلى من يحميه ويدافع عنه والعمال بهذه المواقع لا حول ولا قوة لهم.
كان رد رب العمل كالصاعقة على العمال المطالبين بزيادة أجورهم حيث قال لهم الحكومة زادت أسعار المازوت وهذا زاد تكاليف الإنتاج والحكومة تقطع الكهرباء مما يعني شراء مازوت من السوق السوداء الحكومة زادت أسعار الخيوط المستعملة في نسيج التريكو كل هذه المبررات لعدم زيادة الأجور قدمها رب العمل للعمال، ولكن العمال المكتوين من أجورهم التي لا تسد الرمق والمكتوين بارتفاعات الأسعار ردوا عليه بكلام فيه حق وفيه منطق بأن التكاليف التي ذكرتها تحملها على أسعار المنتج وأنت تصدر إنتاجك للخارج ولم يتأثر ربحك بكل تلك التكاليف بينما معيشتنا تتأثر بشكل كبير، ولم نعد نحتمل ما وصلنا إليه من وضع لا يسر العدو فكيف بالصديق فكان الجواب صاعقاً أيضاً حيث قال «الباب بيفوت جمل، والي ما عجبته الأجرة الله معه في غيركم كتير بدهم يشتغلوا».
هذا هو حال عشرات الألوف من العمال المسلوبة حقوقهم بفعل قوانين السوق الجائرة وبفعل عدم تنظيم قواهم التي هي السبيل الوحيد لانتزاع حقوقهم بما فيها أجور عادلة تؤمن لهم حياة كريمة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1028