عمال مبدعون...ولكن؟

عمال مبدعون...ولكن؟

كل فترة من الزمن تطالعنا أخبار الطبقة العاملة بإبداع مهني تقدمه لمعاملها ومنشآتها، بالرغم من القحط الذي يعيشه العمال، بسبب السياسات الأجرية التي تمارسها الحكومة على كل العاملين بأجر. وبرغم هذا الوضع يسعى ويعمل العمال والكوادر الفنية في هذا المعمل أو ذاك في هذه المحطة الكهربائية أو تلك على إيجاد الحلول الفنية للتشغيل، وتجاوز الإمكانات البسيطة التي بين أيديهم من أجل إعادة تدوير العجلة المتوقفة أو قيد التوقف، بسبب عدم وجود قطع تبديلية وخلافه، مما يؤدي إلى إعادة التشغيل ودوران العجلة مرة أخرى منطلقين من حسِّهم العالي بالمسؤولية تجاه معاملهم ومنشآتهم والمفترض أن تبقى بحالة عمل دائم.

هذه المرة التي أبدع فيها عدد من العمال والكوادر الفنية من معمل السجاد في السويداء، وهو من المعامل التي تنتج السجاد بمقاساته المتعددة، وكذلك الموكيت، وهذا المعمل لم يطرأ عليه أي تحسين في أنواله التي أكل الدهر عليها وشرب، وأصبحت بحاجه إلى عرضها في المتحف الوطني لقدمها مع أن هناك الكثير من المطالبات من النقابات بضرورة تجديد بعض الأنوال المنتجة للسجاد الصوفي، ولكن تلك النداءات ذهبت أدراج الرياح مع غيرها من الوعود الكثيرة التي تقدم للعمال أو للمعامل، ولم يتم إلى الآن تقديم الأموال لتجديد أحد الأنوال الذي لو تم سيقدم إضافة مهمة إلى الإنتاج بالكمية والنوعية.
ما قام به عمال معمل السجاد في السويداء هو عمل صيانه شاملة لأحد الأنوال القديمة بالإمكانات الذاتية، حيث تحتاج عملية الصيانة لتجديد الشبكة التي تحمل الخيوط، ويكون تعدادها كبيراً يقدر بالألاف، وكذلك تجديد المسنَّنات الناقلة للحركة، وهذه تحتاج لعملية صب وخراطة دقيقة وغيرها من العمليات الميكانيكية والكهربائية مما وفر على الشركة عشرات الملايين من الليرات السورية وكذلك سيزيد إنتاجية المعمل.
إن هؤلاء العمال وغيرهم ممن أبدعوا يستحقون الاحترام والتقدير المادي والمعنوي فهم بالعادة يقدمون ولا يأخذون.

معلومات إضافية

العدد رقم:
955