خفض حوادث وإصابات العمل

خفض حوادث وإصابات العمل

تُعتبر حماية العنصر البشري من مخاطر العمل حماية للاقتصاد الوطني والمجتمع، وإذا نظرنا إلى حوادث العمل وما ينتج عنها من حالات وفاة أو عجز كلي أو عجز جزئي، أو آثار سلبية أخرى إنسانية واجتماعية واقتصادية. تتعدد العوامل التي تساهم في وقوع حادثة العمل، وتعود بمعظمها إلى نقص قواعد السلامة المهنية في بيئة العمل التي يتواجد فيها العمال، ونظراً للأضرار الفادحة التي تسببها حوادث وإصابات العمل المادية منها والمعنوية بالنسبة للعامل المصاب، أو زملائه في الشركة التي يعمل بها، أو أسرته فإننا نحاول من خلال هذه السطور معرفة أسبابها وكيفية الحد من حدوثها.

يُعرّف الحادث بأنه طارئ مفاجئ وغير متوقع أو مخطط له يقع خلال العمل أو يسبب ما يتصل به ويشمل ذلك المخاطر الطبيعية أو الكهربائية أو الميكانيكية أو الكيميائية أو إجهاداً حاداً وغيرها من المخاطر التي قد تؤدي إلى الوفاة أو الإصابة البدنية أو المرض الحاد للعامل المصاب. وفي بعض الأحيان يؤدي الحادث إلى أضرار بوسائل الإنتاج. أما إصابة العمل فتعرّف بذلك الضرر الذي يصيب العامل بسبب وقوع الحادث، أي: أن الإصابة هي النتيجة المباشرة للحادث الذي يتعرض له العامل، وبمعنى آخر: إصابة العمل هي الإصابة التي تحدث للعامل في مكان العمل أو بسببه وكذلك تعتبر الإصابات التي تقع للعمال في طريق ذهابهم إلى العمل أو طريق عودتهم من العمل إصابات عمل بشرط أن يكون الطريق الذي سلكه العامل هو الطريق المباشر دون توقف أو انحراف. تصنف الحوادث إلى حوادث غير خطيرة وأخرى خطيرة أو مميتة، التي تصيب العمال بإصابات مختلفة كالحروق، أو الكسور أو فقد الحواس أو أحد الأعضاء أو التشوهات المختلفة، وقد تؤدي إلى عجز كلي دائم، أو عجز جزئي دائم، أو مؤقت، أو الموت. دلّت الوقائع العملية والعديد من الأبحاث الدراسات المختصة أن المؤثرات التي تساعد على وقوع إصابات وحوادث العمل، في مواقع العمل. - فالمنشآت التي يعمل عمالها ساعات عمل أطول تزداد فيها معدلات الحوادث بنسب أعلى من تلك  المنشآت التي يعمل عمالها عدد ساعات عمل أقل، فكلما زادت ساعات العمل التي يعملها العامل، زادت فرص تعرض العامل للتعب والإرهاق، وزادت بالتالي احتمالات وقوع حوادث وإصابات العمل. وأكّدت اتفاقية العمل الدولية رقم /47/ على أهمية تخفيض ساعات العمل إلى أربعين ساعة عمل أسبوعياً. -كثرة تبديل مواقع العمل، ذات تأثير كبير على معدلات حوادث العمل بالمنشآت، وكلما طالت مدة خدمة العامل في موقعه، أصبح العامل أكثر تمرسا بالطرق السليمة والآمنة لأداء عمله بأقل الأخطاء، وبالتالي انخفضت احتمالات وقوع حوادث وإصابات العمل. - تزداد نسبة حوادث وإصابات العمل عند العاملين الذين يعملون في المجال الإنتاجي الصناعي والزراعي عنهم من العاملين في غير المجال الإنتاجي، الأعمال الخدمية والإدارية. -عدم فاعلية تشريعات الأمن الصناعي والصحة والسلامة المهنية على حماية العامل من خلال ضعف دور الجهات المعنية في متابعة تلك المنشآت، التي تبدي عدم التزامها بقواعد وأسس الأمن الصناعي والصحة والسلامة المهنية، وعدم وجود نصوص تشريعية خاصة بالأمن الصناعي والصحة والسلامة المهنية، تكون رادعة بشكل حقيقي. وتعطي صلاحيات حقيقية وواضحة لمفتشي العمل والصحة والسلامة المهنية والتنظيم النقابي أيضاً. - الضغوط والتهديدات المختلفة والمتغيرة كعامل مباشر ورئيس. من خلال الظروف المعيشية المتدنية نتيجة انخفاض الأجور وزيادة تكاليف الحياة، والشعور بعدم الاستقرار بالعمل الناتجة عن قصور قوانين العمل في حماية العامل، وهذا يساعد على الوقوع أو كثرة التعرض للحوادث أثناء العمل.

معلومات إضافية

العدد رقم:
926
آخر تعديل على الجمعة, 16 نيسان/أبريل 2021 15:40