العمال السوريون في تركيا

العمال السوريون في تركيا

نشر الموقع الإلكتروني لاتحاد نقابات العمال الثورية في تركيا «DISK» مقالاً حول أوضاع العمال السوريين في تركيا، وتنشر قاسيون أهم ما جاء فيه:

يعيش في تركيا 1,6 مليون سوري ممن هم في سن العمل، ولكن فقط 20 ألفاً يحملون تصاريح عمل، وبسبب ذلك يعمل عشرات الآلاف من السوريين بدون وثائق وبدون حقوق أساسية في قطاع العمل غير المنظم، في كل المجالات ولا سيما البناء والنسيج والزراعة.
يعمل العمال السوريون ساعات أكثر من العامل التركي، ويحصلون على أجور أقل. كما تتأخر أجورهم وأحياناً لا يحصلون عليها على الإطلاق. ولا يتمتعون بأية منافع ولا أمنٍ وظيفي، بينما يتعرض الأطفال والنساء في كثير من الأحيان للمضايقة والتمييز أثناء محاولتهم كسب لقمة العيش.
يعمل هؤلاء في وظائف يرفض السكان المحليون العمل فيها، ويقوم العمال السوريون بأسوأ ما يمكن القيام به من أجل الحصول على أقل الأجور. ووفقاً لإحدى الدراسات حول تأثير اللاجئين السوريين في سوق العمل التركي، فإن المدن ذات معدل البطالة العالية تدفع للسوريين أجوراً أقل من الحد الأدنى للأجور.
هناك من يروج أن السوريين هم من سرقوا وظائفنا، ولكن يجب تجنب القفز إلى الاستنتاجات الخاطئة: ففي نهاية المطاف، ليس اللاجئون هم الذين يسرقون وظائفنا، بل هم أرباب العمل.
لا يحصل العمال السوريون على مكاسب، مثل: المكافأة وبدل السفر والطعام والعطلات. ويفرض عليهم العمل الإضافي مجاناً، إذ يعمل السوريون بمعدل 12,4 ساعة في اليوم.
ففي مجال الزراعة، غالباً ما يدفع اللاجئون عمولة تصل إلى 25 في المائة للوسطاء من أجل المأوى والاحتياجات الأخرى. ويوجد في تركيا نظام مقاولات للسوق السوداء في الحقول ومواقع العمل في جميع أنحاء البلاد، حيث يعمل العمال السوريين، بينما يحصلون على جزء بسيط من أجورهم. والوضع ليس مختلفاً في مصانع النسيج والأعمال التجارية الليلية ومنافذ البيع بالتجزئة، وهناك صحفيون وكتاب ينظفون دورات المياه وأصبح الصيادلة والمحامون عمال مطاعم وبناء.
لا يستفيد السوريون من خدمات الصحة والسلامة في أماكن عملهم، ولا يعملون في الأماكن التي توجد فيها عمليات تفتيش. وحسب جمعيات الدفاع عن العمال المهاجرين، فقد قتل 63 عاملاً سورياً خلال العمل سنة 2016، بينما قتل 49 عاملاً سنة 2017، كما جرح المئات ولم يحصلوا على تعويضات.
يعمل عمال الأحذية والبناء السوريون بدون أية حقوق اجتماعية، ولا يسمح لهم الانتساب للنقابات التركية رغم سعي النقابات إلى جذبهم. وفي نهاية المطاف، يجب على جميع العمال رفع أصواتهم لدعم الأجر المتساوي مقابل العمل المتساوي.
يواجه 1,3 مليون عامل سوري في تركيا الأمراض والفقر والاستغلال الجنسي لأنهم تركوا بدون تعليم جيد. وهم موجودون في قطاعات النسيج والبناء والعمل الزراعي الموسمي، ومثل الأطفال، تواجه النساء السوريات أيضا المضايقة والاستغلال والفقر. وتصادف العاملات السوريات المحترفات صعوبة في الحصول على وظيفة، وهو ما يعني أن معدل البطالة أعلى من المتوسط. وهناك حوالي 500,000 طفل من العائلات السورية ولدوا في تركيا ويعيشون الآن في البلاد. وبذلك يصبحون جزءاً من الطبقة العاملة في تركيا.
إن العودة إلى سورية هي الحل الأساس لمشكلة العمال السوريين في تركيا، ولكن لا يوجد في المدى المنظور أفق لعودة العمال السوريين إلى بلادهم، لذلك يجب وقف العمل غير المنظم ومنع الحرمان من الحقوق ووقف العنف والمضايقات ضد النساء والعمال الأطفال، ويجب أن تلعب النقابات دور الدفاع عن العمال السوريين.