نقص العمالة في السويداء

نقص العمالة في السويداء

تعد قضية نقص اليد العاملة من القضايا الهامة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي ومن القضايا الملحة التي لم تعد تقبل التأويل وسياسة التسويف الحكومي في إيجاد الحلول السريعة لها، لضمان استمرار الإنتاج وتأمين مستلزمات المواطنين الحياتية.

 

زيارة قاسيون لمواقع الإنتاج
تم إجراء عدة مسابقات لتعيين عمال جدد في محافظة السويداء في العام الماضي، ولم تكد الفرحة تبلغ نفوس العمال، بقرب الحلول حتى أجهض التأخير في متابعة الموافقات، وإصدار أوامر التعيين، وبقي الانتظار سيد الموقف، وللاطلاع على وضع هذه المواقع الإنتاجية زارت قاسيون بعض المعامل، ورصدت آراء العمال في موضوع نقص العمالة.
المخابز الآلية
أحد عمال المخابز الآلية قال: لدينا أربعة مخابز آلية في المحافظة جميعها لها ذات المشاكل والهموم، أنا عامل أعمل لمدة ١٢ ساعة على أربع آلات، وللعلم، إن هذا الخط في النظام الداخلي للمخابز يحتاج لــــــ ٢٨ عامل وعاملة لتشغيله، واليوم بسبب نقص اليد العاملة يعمل على هذا الخط تسعة أو عشرة عمال بجهود مضاعفة، ولساعات طويلة، وعلى أكثر من آلة أيضاً، لتغطية النقص الحاصل باليد العاملة لدينا، ومن دون أي تعويض يذكر عن هذه الأعمال الإضافية، والجدير ذكره: أننا لا نحصل على التأمين الصحي رغم خطورة عملنا، وأجورنا قليلة جداً، فأجرنا 15 ألف ليرة ولا تكفينا لأجور المواصلات.
أضاف عامل أخر: أجورنا قليلة، وأضف إلى ذلك أننا غير مثبتين ولا يحسب لنا تعويض المعيشة 11500 ل.س كوننا عمالاً مؤقتين، وقد تلقينا الكثير من الوعود بإجراء عقود سنوية، ولكن كما يقال «على الوعد ياكمون»
السجاد الآلي
قال أحد العمال في معمل السجاد الآلي: إن متوسط أعمار العاملين في المعمل كبير، ولدينا أمراض مهنية، ولذلك يجب فتح باب التوظيف أمام الشباب حرصاً على استمرارية الإنتاج وتطوره، مع العلم أن نسب الإنتاج في تحسن مستمر رغم جميع المعوقات، وفي مقدمتها نقص اليد العاملة.
الأحذية
في معمل الأحذية لا يبدو الأمر مختلفاً، فساعات العمل الطويلة، وقدم الآلات ونقص اليد العاملة أهم العناوين في هذا المعمل، أحد العمال قال: نحن نعمل أعمالاً إضافيةً لتعويض نقص العمالة دون تعويضات عن عملنا الإضافي، ومعظم الآلات منسقة ولا توجد قطع تبديلية، ولم يتم تجديد الآلات منذ عام 1992 حيث تم استقدام آلة وحيدة إلى المعمل.
إن هذه المعوقات تؤثر على جودة المنتج كماً ونوعاً، ورغم هذه الظروف السيئة، إلا أن العمال لازالوا خلف الآلات متمسكين بعملهم باعتباره مصدر رزقهم المحتوم، ويأملون أن يلحظ المسؤولون ضرورة تنفيذ مطالبنا.
مؤسسة العمران
العمال تحدثوا: إن النظام الداخلي لمؤسسة العمران /170 عامل/ وعلى أرض الواقع لدينا 85 عامل وعاملة، في ظل أن المؤسسة قامت بتوسيع ملاكها وفتحت جبهات عمل جديدة تتطلب أعداداً من العمال الجدد.
أحد العمال قال: أنا اعمل في أحد المراكز التابعة للمؤسسة في بلدة المنشف، ولا يوجد عامل سواي، وبسبب نقص العمال أعمل أعمالاً وظيفية عدة، دون تعويض عن أعمالي الإضافية، أنا المدير وقاطع الفاتورة والمحاسب وأمين المستودع والحارس والمستخدم يعني: «عامل لمجموعة وظائف ببلاش».
بين الوعود الحكومية المعسولة، ومنطق التسويف والمماطلة، ينتظر عمال السويداء توسيع دائرة التعيين لتعويض النقص الحاد في أعداد العمال، وإيجاد فرص عملٍ جديدةٍ في ظل عدم جدية الحكومة في تحسين الوضع المعيشي للعمال، عبر زيادة الأجور وزيادة التعويضات المكملة للرواتب والمتعلقة بالحوافز الإنتاجية والوجبة الغذائية والطبابة الكاملة للعمال وأسرهم والإجازات السنوية والمكافآت التشجيعية.