القطاع العام وحق الإضراب والاعتصام؟
إيفان علي  إيفان علي 

القطاع العام وحق الإضراب والاعتصام؟

يختلف مستوى الاستغلال الذي يمارسه أرباب العمل بحق الطبقة العاملة بين القطاعين العام والخاص، لكل قطاع ظروفه التي تختلف عن الآخر، إذا كانت الطبقة العاملة في القطاع الخاص تلجأ إلى الإضراب أو الاعتصام من أجل زيادة الأجور، وحقها في التنظيم النقابي والتأمينات الاجتماعية، وضد التسريح التعسفي من العمل، وضد القوانين والقرارات الليبرالية الجائرة، فإن الطبقة العاملة في القطاع العام تلجأ إلى سلاح الإضراب والاعتصام من أجل حقوق أخرى.

مطالب الطبقة العاملة 

في القطاع العام

كانت أهم مطالب عمال القطاع العام في عدد من الإضرابات التي حدثت في السنوات العشر الأخيرة، تتلخص في التوزيع العادل للحوافز مثل: حالة عمال مرفأ طرطوس 2011 وعمال نفط الرميلان 2012 وعمال هاتف سهل الغاب 2016، وصرف الرواتب المتأخرة مثل: حالة عمال شركات البناء عامي 2005-2006 وحالة عمال أحذية مصياف وعمال شركة الكبريت وموظفي كهرباء دمشق 2008، أو ضد الخصخصة الليبرالية مثل: حالة عمال مرفأ اللاذقية 2008، أو من أجل حق عطلة يوم السبت مثل: حالة عمال أدوية تاميكو 2005 وعاملات شركة سكر حمص 2005، أو ضد بعض الإجراءات الإدارية مثل: حالة عمال سكر سلحب 2008 وموظفي التلفزيون السوري 2017، أو ضد التسريح التعسفي مثل: عمال محروقات بانياس 2010 وعمال الخدمات الفنية في حلب 2011 وعمال دار البعث 2012. وتثبيت العمال المؤقتين مثل: حالة عمال إسمنت طرطوس 2015 وغير ذلك. 

إضراب عمال الهاتف الآلي في سهل الغاب 2016 

حسب صفحات محلية في محافظة حماة نفذ العشرات من عمال وموظفين في عدد من مراكز الاتصالات «عمال مقاسم الهاتف الآلي» في سهل الغاب بريف حماة مثل: مراكز بلدات سلحب- شطحة- نهر البارد- دير شميل- جب رملة وغيرها إضراباً عن العمل يومي 21-22 آب 2016 من أجل توزيع عادل للحوافز، لعمال المراكز الريفية في محافظة حماة. توقفت الأعمال كلها أثناء الإضراب باستثناء كوة دفع فواتير الهاتف. 

الحوافز بين المدينة والريف 

اكتشف العمال سوء توزيع الحوافز في المراكز الريفية وانعدام العدالة في توزيعها بين المدينة والريف، وشعروا بالغبن إثر ذلك، كان عمال وموظفو محافظة حماة يتقاضون ما بين 25 ألف ل.س حتى 40 ألف ل.س وسطياً كحوافز وربما أكثر. أما في الأرياف فكانت الحوافز تتراوح بين 1500 ل.س حتى 8000 ل.س. 

نفذ العمال إضراباً مفتوحاً عن العمل، مطالبين بإيجاد حل مناسب وعادل لعملية توزيع الحوافز وتوزيع عادل للمكافآت، تلك الحوافز التي يتقاضاها العمال والموظفون ثلاث مرات في السنة، أي: مرة واحدة كل أربعة أشهر. 

في تصريحات لموظفين مشاركين في الإضراب نقلتها مواقع محلية في المحافظة، قالوا: إن العمل في الريف متعب أكثر من المدينة لأن الخطوط في المحافظة هوائية وتحتاج صيانة وأعمال مجهدة وشاقة، ورغم ذلك صرفت لهم حوافز منخفضة مطالبين بالمساواة مع زملائهم الآخرين في المدينة. وكانت حجة الإدارة بعدم صرف الحوافز وسقفها المنخفض هو: بسبب زيادة عدد العمال الوافدين إلى مديرية الاتصالات في المحافظة. 

الإضراب الأول من نوعه

حدثت إضرابات عمالية عدة في محافظة حماة في السنوات الأخيرة، مثل: عمال أحذية مصياف وعمال سكر تل سلحب 2008، كذلك إضراب عمال وسائقي المقالع في بلدة كفربو قبل أيام، لكن يعتبر إضراب عمال الهاتف الآلي في سهل الغاب عام 2016 الأول من نوعه، من حيث شموله عدة مراكز في مديرية الاتصالات، وتضامن عمال هذه المراكز مع بعضهم من أجل توزيع عادل للحوافز، وهو مثال على مطالب العمال في القطاع العام. 

معلومات إضافية

العدد رقم:
830