الاتحاد العام لنقابات العمال يعقد اجتماعاً تضامنياً مع المقاومة اللبنانية والشعب اللبناني.. الإرادة السياسية ضرورة أساسية لمواجهة العدوان وإفشال المخططات

التأم مجلس الاتحاد العام بدورته الثالثة عشرة مكرساً هذا الاجتماع لدعم المقاومة اللبنانية والشعب اللبناني في صموده الأسطوري ومعاركه البطولية والأسطورية التي واجه بها قوة العدوان الصهيوني الأمريكي محققاً بهذه الحرب البطولية مقولة أثبتتها شعوب كثيرة قبلنا في فيتنام وكوبا وفي الحرب العالمية الثانية شعوب الاتحاد السوفييتي وغيرها من الشعوب المكافحة ضد الهمجية الإمبريالية الأمريكية ومخططاتها. إن الإرادة السياسية القوية و الإرادة القتالية التي تلين يمكن أن تهزم العدو ويمكن أن تحطم مخططاته وتجعلها لاتمر.

وهذا ماعبرت عنه بشكل واضح قيادات الحركة النقابية من خلال المداخلات التي ألقيت، حيث أكدت تلك المداخلات على ضرورة توفر الإرادة السياسية المقاتلة لمواجهة العدو مترابطاً ذلك مع توفر الوحدة الوطنية وتعبئة الشعب السوري وتهيئته لظروف المواجهة القادمة.
لايمكن خوض هذه المواجهة دون تعبئة هذا الشعب وتأمين مستلزمات هذه المواجهة بكافة أشكالها السياسية والتموينية والتنظيمية والعسكرية.
لقد أشارت المداخلات بشكل واضح وجلي إلى ضرورة الاستعداد من أجل خوض معركة تحرير الجولان وإلى أثبتت تجربة السنوات الطويلة من احتلال الجولان سقوط الرهان على الحلول الدبلوماسية والمفاوضات وأن الحل الوحيد والممكن من أجل إعادة الجولان هو حل المقاومة حيث لاخيار غيره، هذا ماأثبتته تجربة كل الشعوب وماأثبتته المقاومة اللبنانية وهذه اللغة التي يفهمها عدونا الصهيوني ـ الأمريكي.
افتتح اجتماع المجلس رئيس الاتحاد العام بكلمة أشار فيها إلى بطولات المقاومة اللبنانية والدور الكبير الذي لعبته أثناء تصديها للعدوان، وأشار أيضاً إلى ضرورة التضامن معها ومع الشعب اللبناني،’ حيث لعب الاتحاد العام دوراً مهماً في اللجان المختلفة التي شكلت لدعم الشعب اللبناني من خلال جمع التبرعات والمساعدات وإيواء النازحين حيث جرى تأمين مساكن لهم وتقديم المساعدات المباشرة.
وفي نهاية كلمته الافتتاحية أكد رئيس الاتحاد العام على استعداد الطبقة العاملة السورية وجهوزيتها لخوض المعركة المفتوحة مع العدو الصهيوني. بعد ذلك تحدث رئيس مكتب العمال والفلاحين القطري أسامة عدي بكلمة سياسية مسهبة شارحاً من خلالها التطورات السياسية المختلفة التي مرت بها المنطقة وسورية محدداً في حديثه السياسي عدة نقاط تتعلق بالموقف من المقاومة وضرورة التضامن معها ودعمها واحتمالات توسع الحرب لتشمل سورية وضرورة الاستعداد لهذه الحرب على كافة الصعد.
في البداية برر طلب القيادة تأجيل اجتماع مجلس الاتحاد العام عن موعده السابق وذلك بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، وانشغال معظم القيادات النقابية ومنهم أعضاء المجلس في اللجان التي تشكلت من أجل دعم المقاومة والشعب اللبناني.

أكد رئيس مكتب العمال والفلاحين القطري في كلمته على أن:

1. سورية منذ زمن كانت مع المقاومة وتعرضت جراء ذلك إلى ضغوط وتهديدات مختلفة سواء من الولايات المتحدة أو للأسف من دول عربية كانت تتهمنا بدعم المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق وهذا شرف لنا.
2. وهذه الحرب هي لتنفيذ القرار الذي عجزت (بعض القوى اللبنانية) عن تنفيذه كما يشاؤون وكما يريدون رغم كل الوسائل التي استخدموها مع لبنان وسورية رغم كل الضغوط لتنفيذ القرار 1559 إذ لابد من القوة لتنفيذ هذا القرار، هذه الأهداف الحقيقية للحرب.
3. لأول مرة العرب يغطون الحرب والاعتداء على قطر عربي بكل وقاحة ولايخجلون من أنفسهم حتى ورقة التوت سقطت عن أجسادهم، ووصل الانهيار في النظام العربي إلى هذا الحد منذ اللحظة الأولى.
4. ضغط الشارع العربي الذي يجب أن نهيئه ونستثمره في المستقبل القريب لدعم ثقافة المقاومة.
5. قرار مجلس الأمن 178 سيرتب حسابات جديدة وسيكون له مفاعيل وآثار لاشك فيها.
6. لن يكون هناك حل وسلام طالما أن المشكلة الفلسطينية لم تحل ولن يكون هناك حل وسلام طالما أرضنا (الجولان) محتل، ويجب أن لاننسى أن سورية لن تتخلى عن أرضها وأنها ستعود بأي شكل من الأشكال.
وسنعمل على التهيئة والاستعداد لهذا، وتعرفون صدر قرار تشكيل الهيئة الشعبية لتحرير الجولان وهذه الهيئة بدأت تمارس نشاطها وسوف تأخذ طريقها وأبعادها في المستقبل القريب ولابد من دعم هذه الهيئة.
7. علينا أن نعد أنفسنا الإعداد اللازم لأن الأيام القادمة ستكون قاسية نحن المستهدفون، وأكد طالما سورية موجودة لن يمر مشروع الشرق الأوسط الجديد. وعلينا أن نعد أنفسنا وأن نزرع هذه الروح القتالية العالية في نفوس شعبنا وأن نعمل كمواطنين وحكومة وأدوات الإنتاج بمختلف أنواعها.
8. لتقوية صمود الوطن لابد أن يكون لنا دور خاص كطبقة عاملة في دعم الوطن.
9. الاعتماد على شعبنا وأنفسنا والمهم التمسك بالوحدة الوطنية والتي يجب أن نعمل على تعزيزها جميعاً.
بعد ذلك فتح المجال للقيادات النقابية المختلفة بطرح مداخلاتهم وأسئلتهم حيث أكد رئيس مكتب العمال على أن تكون الإجابات شفافة وصريحة وسيكون الرد واضح على كل مايجول في أذهان النقابيين من أسئلة.
ابتدأ الحديث إبراهيم اللوزة عضو الاتحاد العام قائلاً: إننا جميعاً متفقين من هذه القضايا ولكن هؤلاء الحكام العرب تأمروا وهم متآمرين منذ زمن، ويستمرون في التآمر ضد سورية، وجماعة شباط في لبنان لم يغيروا حديثهم وموقفهم من هذه القضية.
وأضاف: أن سورية مستهدفة وإيران مستهدفة والمقاومة مستهدفة وأن وحدة الشعب ضرورية وإطلاق الهيئة الشعبية لتحرير الجولان خطوة مهمة، فقط ألقى رئيس الهيئة كلمة في المهرجان الكبير الذي أقامته لجنة الحوار الوطني لدعم الشعب اللبناني أكد فيها على أهمية الهيئة الشعبية وضرورة دعمها الآن وضرورة توفير الفرص لها، وأضاف أن هناك قوى وطنية تدعم هذه الهيئة وأن هناك قرار من القيادة القطرية لدعمهم وأضاف، يجب أن لا يكون هناك فيتو على هذه الهيئة لأنهم جاءوا ليناضلوا من أجل الجولان.
وقال في عام 1956 عند تأميم قناة السويس، اتخذ العمال العرب قراراً بمقاطعة السفن وضربوا خطوط التابلين.
وأضاف: أنا أتأمل حالياً أن نبذل جهدنا مع اتحاد نقابات العمال العرب من أجل اتخاذ قرار بمقاطعة السفن الأمريكية وغيرها من أعمال.
وأخيراً قال النقابي إبراهيم اللوزة نحن نحيي كل المناضلين الذين ساهموا من أجل إلغاء قرارات الاستثمار في قطاع الأسمنت وأنا أشكر بهذا الخصوص اتحاد عمال دمشق واتحاد عمال حماة وطرطوس والاتحاد العام وأعضاء مجلس الشعب وعلى رأسهم رئيس الاتحاد والرفيق حنين نمر وجريدة النور وقاسيون ومحرريها الذين وقفوا موقفاً صامداً ضد تأجير هذه المعامل.
جمال القادري رئيس اتحاد عمال دمشق ركز في مداخلته على قرار مجلس الأمن 178 وأبعاده السياسية كذلك نوه لمسألة هامة وهي قضية الجولان وضعف التركيز على هذه القضية باعتبارها أحد نقاط التوتر بين العرب وإسرائيل.
وطرح سؤال: ألا يتطلب ذلك حملة سورية على المستوى الداخلي والخارجي بجعل قضية الجولان في وجدان كل عربي وليس السوري فقط، الجولان جزء لايتجزأ من الوطن، وعاجلاً أم آجلاً سيعود إلى الوطن.
وأضاف : هناك جهد يجب أن يعمل لماذا لم يعمل هذا الجهد؟!
وقال إن صمود المقاومة جعل أحلام الإسرائيلية تذهب هباء منثوراً وأضاف موجهاً سؤاله هل الصمود خلال شهر هل يكون الثمن الذي لم تستطع إسرائيل تحقيقه على أرض المعركة تأخذه من خلال قرار مجلس الأمن.
النقابي رفيق ظاهر عضو مجلس الاتحاد العام مبتدئاً حديثه بأن لديه تعقيبات واستفسارات حيث كان تعقيبه أن هناك مصطلحات يجب أن نقلع عنها، لم يكن هناك صمت عربي بل كان هناك خيانة، وهناك شعوب عربية تحركت، وتابع يجب أن ندين الأنظمة العربية التي وصلت في موقعها إلى مرحلة الخيانة، وقال: يتردد في الصحف أن أمريكا تكيل بمكيالين، لم تكن يوماً تكيل إلا بمكيال واحد.
هل نحن استعدينا بكل ماتعني الكلمة لظرف مانتوقعه من حصار ـ ملاجئ ـ تموين وغيرها أتمنى أن تأخذ القيادة هذه الأشياء بعين الاعتبار. وأخيراً طالب بضرورة عقد المجلس في مواعيده المحددة والعودة إلى عقده كل ثلاثة أشهر.

مظهر طرابيشي ـ أمين سر اتحاد عمال حلب:
أكد على ثقافة المقاومة وأن الآن لاثقافة إلا ثقافة المقاومة وأن الشعوب سوف تنزع هؤلاء الحكام العرب عن كراسيهم، ونحن مع ثقافة المقاومة.
جميلة دبانة ـ عضو المجلس العام: ركزت في مداخلتها على عدة نقاط:

1. الحرب العدوانية على لبنان هي إرهاب دولة.
2. مشروع الشرق الأوسط الكبير يعني وضع اليد على خيرات المنطقة.
3. هدف الإمبريالية تطبيق القرار 1559.
4. من غير المسموح توقيع اتفاق 17 أيار آخر وتجزئة لبنان طائفياً مرة أخرى.
5. ضرورة تعزيز صمود وتأهيل العمال والعاملات من خلال دورات إسعاف ودفاع مدني.
6. الحفاظ على قطاع عام قوي، على اقتصاد حرب وليس اقتصاد استثمارات.

أحمد الحسن ـ رئيس اتحاد عمال حمص:
قال: إن المشروع الأمريكي مشروع استعماري باسم العولمة، ومالم يحقق بالجانب الاقتصادي سعوا إلى تحقيقه بالحرب، هذا هو النهج السياسي الأمريكي.
وطرح سؤالاً: كيف يمكن أن نستثمر قوة هذا الشعب في ردع هذا المخطط؟ وأضاف هناك دور للمنظمات الشعبية والتجمعات الأهلية. يمكنكم كقيادة أن تمنهجوا هذا العمل.
وأخيراً قال: الأحداث خلقت حالة قوية جداً من التماسك الداخلي وبالتالي كقيادة سياسية يمكنكم أن تستثمروا هذا الجانب. المقاومة انتصرت والنظام الرسمي العربي هزم والحكام هزموا.
عودة قسيس عضو مجلس الاتحاد العام قدم مجموعة من التساؤلات:

1. ماهو تصوركم لعلاقات سورية ولبنان بعد أن ذهب وليد المعلم إلى لبنان وواجه ماواجه، هل ننتظر صلحا ًمع لبنان أم علاقات متوترة؟
2. الأحداث الحالية أفرزت العرب إلى خندقين هل سورية ستستطيع استخدام هذا الفرز أم أننا سنتصالح مع الأنظمة أم سنعض على الجرح؟
3. في الماضي نتحدث عن وحدة مسارات وأن المسالة لن تحل دون سورية، ماذا لو عرض علينا أي شيء؟
4. قال: لقد ركزتم على أننا يجب أن نستعد من الأمر وركزتم على هيئة جديدة اسمها هيئة الجولان، أنا أعتقد أن النضال لايكون بتشكيل هيئات، المقاومة يجب أن تكون مبادرة، المقاومة وهيئات من هذا النوع تربية، ثقافة، وسلوك ومبادرة، أرضية المقاومة موجودة في سلوك شعبنا السوري وهذا مايجب أن تلتفت إليه القيادة. يجب أن تعلمنا الحرب أن لاننظر إلى سكة متوازية بين المقاومة والقوات المسلحة، ويجب أن نعفي أحد من النظر إلى هذه المعركة.
وأخيراً قال: الرفاق الذين طرحوا تدريب الطبقة العاملة، الطبقة العاملة أكثر استعداداً وأكثر تنظيماً وهي أكثر من ضحى من أجل الوطن.
وفي نهاية اجتماع المجلس وجه رسالة تحية وتضامن مع المقاومة اللبنانية البطلة وإلى الشعب اللبناني الصامد باسم الطبقة العاملة السورية وقيادتها النقابية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
279