القامشلي.. ممارسة السمسرة جهاراً نهاراً..

كانت الهندسة (ومنها المهندس) في هذه البلاد اسماً يجمع بين المكانة الاجتماعية المرموقة،  والحد المعقول من الدخل، مما جعل الكثير من الشباب يتجه نحو دراستها، ولكن مع الأسف لم تبق تلك الصورة الأخّاذة عن المهندس التي ترسخت في وعي المجتمع، بعد أن لوث الفساد كل شيء.. ابتداءً من الماء والهواء، مروراً بشرف العمل وآداب المهنة، وانتهاء بتلويث الوجدان والضمير..

ومختصر الكلام إن أحد المهندسين في بلدية القامشلي، تجاوز كل المحرمات بدْءاً من القانون ومروراً بنظام مزاولة المهنة، وانتهاء بالأعراف والتقاليد الاجتماعية المعروفة في المدينة، وبكلام أوضح إن المهندس عبد الحميد رئيس قسم الطبوغرافيا سابقاً، ورئيس قسم التخطيط حالياً في بلدية القامشلي، يستغل موقعه الرسمي ليس لمصالحه الشخصية فحسب بل إن ممارسته تأتي على حساب زملائه من أصحاب المكاتب الهندسية، إذ إنه وانطلاقاً من موقعه في البلدية، ودوره في منح التراخيص يحول المخططات -وعن طريقه حصراً- إلى مكاتب هندسية محددة لإعدادها، ويحرض ضد مكاتب أخرى، أو التصديق بأسماء مهندسين غير موجودين في المدينة، ولا نعتقد إن المذكور يقوم بكل ذلك حباً بأحد بل مقابل حصة متفق عليها من القيمة المادية،  أي أنه يلعب دور السمسار، وكل من لا ينفذ رغباته   يغرق في  دوامة العراقيل المصطنعة التي تعترض سبيله لانجاز معاملته لدى البلدية، والأمثلة أكثر من أن تذكر... إن مثل هذه الممارسة عدا عن أنها تجاوز للقانون وإضرار بالمصلحة العامة، فإنها تسيء إلى الدخل الشهري لكل الزملاء المهندسين إلا من شارك السيد عبد الحميد طبعاً.
 طبعا يجري كل هذا رغم إعلام رئيس البلدية ومدير المكتب الفني اللذين لم يحركا ساكناً،  ورغم إعلام النقابة بذلك التي أجابت بالشكل التالي: «لا نستطيع إصلاح الناس».
 وفي هذا السياق نذكِّر بأن المادة 23 من نظام مزاولة المهنة تنص على ما يلي: «تعتبر الأمور التالية مخالفة لكرامة المهنة وروح الزمالة، ويحظر على المهندسين المسجلين في شعبة المكاتب الخاصة ارتكابها:

-     مزاحمة زميل على عمل وقبول تعرفة دون الحد الرسمي.
-     دفع عمولات أو تقديم خدمات مجانية بقصد الترغيب في الحصول على عمل.
-     مزاحمة الزميل على عمل بعد قبول عرضه وخلال إجراء العقد معه.
-     تعديل مشروع قام بدراسته زميل دون الاطلاع على معطيات وفرضيات التصميم، وكذلك عدم تبليغ المصمم نسخة عن التعديلات الجارية على مشروعه.
-     تعاطي أي عمل هندسي دون إبلاغ الفرع خطياً عن هذا العمل.

... وبعد إننا نضع الموضوع بين يدي نقابة المهندسين لإنقاذ سمعتها ومصالح أعضائها الذين يشتكون منذ فترة من مثل هذه الممارسات، مع إدراكنا سلفاً بأن المذكور ما كان باستطاعته القيام بهذه الممارسات لولا تمتعه بحماية من هم أعلى منه نفوذا، ممن تنتجهم بشكل يومي آلة الفساد الدائرة في البلاد!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
411