عمال وموظفون على وشك اليأس

وصلت إلى قاسيون الرسالة المطلبية التالية من أحد عمال النفط، نوردها كما وصلت:

«الرفاق في هيئة تحرير صحيفة قاسيون.. تحية وبعد:

أنا موظف إداري في الشركة الصينية للتنقيب عن النفط في سورية، ولدي وزملائي العمال شكاوى هامة ومطالب محقة، لكن لم نجد أذناً تصغي لنا لحلها ومعالجتها.
نقول باختصار: لقد قدمت الشركة الصينية للتنقيب عن النفط إلى سورية منذ ما يقارب ست سنوات أو أكثر بقليل، ونتيجة العمل المزهر لها في بلدنا، أصبح لها فرعان، أحدهما يقع الآن بالقرب من القامشلي، والآخر في الشدادي، وكلاهما في محافظة الحسكة. وللعلم فقط، فإن التنقيب في ترحال دائم إلى جميع المناطق النفطية في سورية، وعدد العمال يتراوح ما بين 200 - 250 عاملاً.. هذا الجانب الناصع من العمل، أما الثاني فهو الجانب القاتم الذي لا ينظر إليه الآخرون, فالشركة أكملت عامها السادس في سورية ولم يسجل أحد من عمالها في الشؤون الاجتماعية والعمل أو التأمينات الاجتماعية، بالرغم من الشكاوى والإضرابات التي لم تنفع إلا بطرد العمال السوريين من الشركة دون أية حقوق أو أية تعويض، وعدد العمال المسرحين في تزايد، فقد أصبح الرقم التسلسلي بالشركة إلى 3000!!.. فيا للمفارقة! لقد أصبح عدد العمال المسرحين في الشركة يتجاوز عدد العمال الفعليين بنحو عشرة أضعاف فقط.
لم نجد أية أذن صاغية لنا في هذه الشكوى، وأصبح العمال والموظفون مثل الخراف لا حول لهم ولا قوة، فأي شخص ينطق بطلب الخدمة اللائقة للبشر يعرّض للطرد، ولا أحد يستطيع أن يوقف هذا الوضع المتردي.
كل هذا هو مجرد جزء من الحقيقة، أما الجزء الأهم والأمرّ، فهو أن الإدارة أصبحت تتعامل مع العامل السوري بصورة سيئة للغاية، وقد وصلت هذه المعاملة السيئة إلى ذروتها قبل عدة أيام عندما قام أحد الصينيين بمعاقبة طاقم الإطعام بالركض حول المعسكر الرئيسي كنظام العقوبات العسكرية، وأحد العمال، وهو في الأربعين من عمره، بدأ بالبكاء وهو يجري ويقول إن لديه ابنة صغيرة مصابة بالتلاسيميا وهو بحاجة المال لرعايتها.. توفيت الفتاة في اليوم الذي أكتب فيه هذه الرسالة.
لم نجد عند أحد الأذن الصاغية ولا ردة الفعل الغيورة، وأنا أبعث بهذه الشكوى لقاسيون لكي تحاول تحريك نخوة المسؤولين الذين لا يلتفتون لشكاوينا ومطالبنا..

فأغيثونا»!
«موظف على وشك اليأس»

إن قاسيون تشد على يد العاملين في الشركة الصينية للتنقيب عن النفط، وتطالب الاتحاد العام لنقابات العمال ومؤسسة التأمينات بالتحرك الفوري لإغاثتهم وإنصافهم..

معلومات إضافية

العدد رقم:
430