دمتم بخير جديد مقصف نادي العمال.......
المازوات: ( ورقة وقلم وممحاة!!)
والوجبة الرئيسية: (بيتزا المحاضرات الأربع)!!
■ مهداة : إلى روح الفقيد سهيل قوطرش
كانت المناسبة مؤلمة بلا شك أن تذهب لتأدية واجب التعزية في مقصف نادي العمال(معهد الإعداد النقابي حالياً)، للزميل الراحل سهيل قوطرش رحمه الله. والذي وافته المنية صباح الثلاثاء 30/5/2006، ومع يقيني بأن كلماتي ستبدو متواضعة جداً لو حاولت إيفاء الراحل بعضاً من حقه، فإني سأستعيض عنها بالإشارة إلى ملاحظة -مستمدة من الواقعة- تخصّ قضايا العمال التي طالما شغلت اهتمام الراحل وكتاباته، وأحسب أن روحه ستقدر لي ذلك.
سنوات طويلة مضت على زيارتي الأولى لمقصف نادي العمال – وبكثير من الحسرة أقول الأخيرة – بعد أن علمت بتحويل المقصف إلى معهد للإعداد!؟
سنوات طويلة مضت على زيارتي اليتيمة لهذا المقصف، ولا أزال أذكر وقتها -وسأبقى أذكر- سهرتي المسائية مع أحد الأصدقاء، عشاء ململم، وهواء عليل، أسعار مناسبة، وجلسة هادئة.
سنوات طويلة كنت أتوهّم أحياناً بأن المسؤولين عن العمال في بلادي قد يشرعون يوماً ما -ونحن في الألفية الثالثة- وتجاوباً مع (الموضة الاستثمارية) إلى تعهيد هذا المقصف الجميل إلى مستثمر ما، بحيث يعود الريع لصالح صندوق العمال (ضمان اجتماعي، صحة وأدوية، ... إلى ما هنالك).
أو كنت أعتقد أحياناً أخرى أن النظرة التقليدية – والإيجابية أيضاً- ستستمر في منع هذا الطرح باتجاه المحافظة على هذا المتنفس الذي يقدم الخدمة للعمال وعائلاتهم بأسعار بسيطة وأجواء حلوة.
المصيبة أن لا هذا حدث ولا ذاك!؟!
فبالله عليكم، يا نقابات العمال ويا اتحادات العمال، ويا من تقلدتم شؤون هذه الطبقة الكادحة والمغلوب على أمرها في أغلب الأحيان. ماذا يعني -ونحن زمنياً في عام 2006 ، وجغرافياً في قلب العاصمة وأحد أميز مواقعها- إغلاق المقصف و إنشاء معهد للإعداد النقابي بدلاً عنه؟!
وبالله عليكم، يا من تحوّلون البن في قهوة العامل باجتهاداتكم هذه، إلى حبر أسود بلون (خوفكم) عليه!!
ويا من تحوّلون السكر في شاي العامل إلى ملح صخري بملوحة وقساوة اهتمامكم وتلمسكم لحقيقة متطلباته!!
و يا من تحوّلون نسمات الهواء العليل في نادي العمال (سابقاً!!) إلى دخان يخرج من أفواه المتذمّرين من دروسكم ومواعظكم!
بالله عليكم، هل ما يزال ينقصنا – (وواشنطن والشباب الطيبة على الحدود) - كلام وحكم ومواعظ، دروس ومحاضرات، وإعداد ومعدّين واستعدادات وعدد ومعدّات؟!!
والله، العامل في بلادي غدا مثقفاً وفهمان الطبخة بشكل ممتاز ومتقن زيادة، لدرجة غدا فيها يطبخ ويشتغل من فم ساكت!!
والله الحرب القادمة والتحديات القادمة هي بالعمل والإنتاجية وبراحة العامل المنتج وعطائه، وليس بـ (العلاك) والـ (الثرثرة).
بالله عليكم أعيدوا النادي مقصفاً جميلاً وهادئاً يفيد العمال، وخففوا -وأقول خففوا – من محاضراتكم وأوراقكم ومجلداتكم وحلقات أبحاثكم عن قضايا ومصالح العمال !!
فوالله ما تقومون به باسم (العمال)، وحين تزيد النصائح والدروس النظرية عن طاقة التحمّل، يغدو وقع الكلام الإضافي عند آذان العامل الكادح بمثابة الـ "........."!.