من أول السطر:الضوضاء .. والوقاية المهنية

يتعرض العمال في مواقع العمل للعديد من المخاطر والملوثات التي تؤدى إلى وقوع إصابات العمل, وتعرضهم للإصابة بأمراض مهنية, بعضها يرتفع لدرجة (المرض العضال) وأمراض أخرى أو إصابات مباشرة تؤدي للموت. 

 

 

تصنف هذه المخاطر والملوثات التي تصيب بيئة العمل ومحيطها من حيث طبيعتها إلى ملوثات (فيزيائية–  كيميائية– طبيعية– ملوثات حيوية) يضاف إليها عوامل أخرى هامة هي العوامل النفسية والاجتماعية.

إن الصحة والسلامة المهنية هي فرع من العلوم ذو مجال واسع، يشتمل على الكثير من مجالات التخصص والذي يهدف إلى وقاية وحماية العمال من الأخطار الناجمة عن ظروف العمل السيئة أو غير المأمونة، لذا ينبغي التعرف على أنواع الملوثات وطريقة التعامل معها، وأولى تلك الملوثات التي ينبغي التعرف عليها هي الملوثات الفيزيائية، والتي تتضمن (الضوضاء, الاهتزازات الميكانيكية, الوطأة الحرارية, الأشعة الكهرومغناطيسية).

الضوضاء هي أحد أكثر الملوثات الفيزيائية انتشاراً في بيئات العمل، فلا يكاد يخلو مصنع أو معمل أو حتى ورشة صغيرة من آلات تحدث أصوات عالية، ويوجد الكثير من الإجراءات التي من المفترض القيام بها لضمان سلامة العمال من الضوضاء، فتأثيرها مباشر على حاسة السمع وقد يؤدي لتخفيف السمع وفقدانه أيضاً, ناهيك عن تأثير الضجيج المستمر على الصحة النفسية للعامل.

وكما ذكرنا في المادة الماضية، بأن الإجراء الأول يبدأ عند بناء المصنع، حيث تؤخذ بعين الاعتبار الصناعة المراد العمل بها، فإن كانت تستخدم  آلآت ضخمة تحدث ضوضاء تتجاوز الحد الطبيعي لحاسة السمع البشري، حينها يتوجب تنفيذ العمران على هذا الأساس، من خلال تجهيز الجدران والسقف بمواد تمتص الضجيج المستمر، وطبعاً هناك إجراءات إنشائية هندسية متعددة أخرى، وبعد ذلك يتعين التقيد بالإجراء الإداري في فصل الأقسام التي تتسبب بالضجيج عن الأقسام الأخرى، وتركيب الأجهزة الخاصة بامتصاص الأصوات العالية المتوفرة بالأسواق، والتي وصلت لمرحلة متطورة، وأما الإجراء الأخير فهو تأمين السماعات العازلة للأصوات لجميع العمال الذين من الممكن تعرضهم للضوضاء، وعلى العامل ألا يستخف بإهماله لهذا النوع من الملوثات، فمع مرور القليل من السنوات سيكون عرضة لخسارة السمع، إن لم يتقيد بالإجراء الوقائي الخاص به.