متى استعبدتم الناس...؟؟ عمال التنظيف في بلدية قبر الست هل هم عبيد في مزرعة السيد؟؟!
قد يكون مفهوماً لماذا يمارس أرباب العمل في الشركات والمشاغل والورشات أشكالاً مختلفة من الضغط على العمال بزيادة ساعات العمل وتكثيف ساعات العمل، وحرمان العامل من حقوق قد أجازها له القانون، وكذلك أعراف العمل، ولكن جهة حكومية تمارس أعمالاً تجاوزت فيها ممارسات أرباب العمل تجاه العمال، إن تلك التجاوزات تحتاج إلى وقفة جادة وحازمة لفضح تلك الممارسات إن الاستغلال الذي يتعرض له عمال التنظيفات في بلدية قبر الست ليست وليدة اللحظة الحالية بل لسنوات خلت، وكثير من الوقائع وكذلك المقابلات مع العمال توضح إلى أي حد هؤلاء العمال مستعبدون في مزرعة السيد، والقصة تبدأ من لحظة الاستخدام الأولى قسم من هؤلاء العمال الـ (80) يعمل على أساس الكرت وبدون عقد استخدام مسبق ويوقع عليه المراقب، حيث هو الآمر الناهي والمقرر لمصير هذا العامل وأجره أيضاً، والقسم الآخر بعقد مؤقت، وقسم ثالث على أساس الدفتر، أي أن هناك أشكالاً مختلفة للعمل وطريقة الاستخدام لعمل طبيعته واحدة، حيث يجمع هؤلاء العمال قاسم مشترك، وهو حرمانهم من أبسط حقوقهم التي نص عليها القانون وصك الاستخدام النموذجي الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء المرفق بالقرار رقم (547) تاريخ 07/02/2005 الخاص بشروط استخدام العمال الموسميين والعرضيين والمؤقتين وفق المادة (146) من القانون (50).
ذاك جانب والجانب الآخر، والمهم والمفترض أن يكون موجوداً من يدفاع عن حقوق العمال ألا وهو التنظيم النقابي، حيث لا يوجد في بلدية قبر الست تنظيم نقابي على الرغم من توفر الشرط القانوني لإنشاء هذا التنظيم، ومع ذلك فإن العمال على استعداد للانتساب إلى هذا التنظيم النقابي الغائب عنهم باعتباره خشبة الخلاص التي قد توفر الأمن والاستقرار لهؤلاء العمال ويساهم بتخليصهم من عبوديتهم التي يمارسها رئيس البلدية ومحاسبيه ومراقبيه فماذا يقول العمال عن حقوقهم تلك؟؟
1 - يعمل العمال طيلة الشهر أي ثلاثين يوماً متواصلة والمبلغ الذي يتقاضاه العامل كأجر عن ست وعشرين يوماً فقط فأين ذهب الأجر لباقي أيام الشهر؟!
2 - يحق للعمال المؤقتين والعرضيين والموسميين شمولهم بمظلة التأمينات الاجتماعية، ولكن هؤلاء العمال غير مشمولين بهذه المظلة على الرغم من طبيعة عمل عمال النظافة الصعبة والمليئة بالمخاطر الصحية وغيرها، فمن المسؤول عن تطبيق المادة (19) من قانون التأمينات على هؤلاء العمال في حال تعرضهم لإصابات مهنية، وهم يمارسون عملهم منذ سنوات، أي يعملون بعمل دائم وهم مستخدمون تحت ؟؟؟ مؤقتين وعرضيين وموسميين، وفي كل الأحوال يحق لهم تشميلهم بالتأمينات الاجتماعية.
3 - لا يوجد وجبة وقائية لمعظم العمال على ضآلة قيمتها (16 ل.س)، ويأخذها من لا يستحقها من الإداريين والأعوان.
4 - لا يتقاضى العمال بدل العمل الإضافي المكلفين به، بل يفرض عليهم ذلك دون مقابل.
5 - لا يوجد بدل لباس خاص بهم، حيث يعمل العمال بلباس عادي مما يزيد من أعبائهم المالية.
6 - غير مشمولين بالضمان الصحي ولا يحق لهم إجازات مرضية.
7 - غير مشمولين بالإجازات التي نص عليها القانون (وفاة، إدارية)، وإذا تغيب العامل لأمر هام وقاهر يخصم عليه اليوم بيومين.
8 - فرض العقوبات المتواصلة على العمال بخصم 5% من الأجر على أقل خطأ أو مخالفة دون إنذار مسبق أو تنبيه خطي كما ينص عليه نظام العقوبات في القانون (50).
9 - العمال الذين يتقاضون أجورهم من البلدية لا يحصلون على (فيش الأجر) الذي يبين فيه أجر العامل ومستحقاته وتعويضاته التي ينص عليها عقد الاستخدام إن وجد عقد للاستخدام بين العامل وبلدية قبر الست.
إن أوضاع العمال ليست خاصة بل تشمل ألوف العمال في العديد من البلديات والشركات والمعامل، وقد أشار إلى ذلك تقرير الاتحاد العام من خلال المراسلات بين الاتحاد العام للنقابات ورئاسة مجلس الوزراء، فهل تكفي هذه المراسلات لأنصاف هؤلاء العمال أم يجب أن تمارس النقابات ضغوطاً أخرى وخاصة مكاتب النقابات والمفترض أن يكون العمال مشمولين بحماية حقوقهم من خلالها؟ إن أوضاع هؤلاء العمال لا تحتمل التأجيل ولابد من التحرك العاجل من أجلهم لتخليصهم من عبودية السيد بالوقت الذي ولدتهم أمهاتهم أحراراً.