متى استعبدتم الناس... وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!
يعاني عشرات العاملين في محافظة دمشق – مديرية النظافة من استبداد مديرهم المباشر (مدير النظافة)، وإعراض بقية المسؤولين، وتحديداً محافظ مدينة دمشق، عن الاستماع لشكواهم والتلكؤ في إنصافهم، وغياب أي دور لنقابتهم في الدفاع عن حقوقهم المشروعة..
هؤلاء العاملون، وعددهم يقارب المائة والخمسين عاملاً، لديهم أوضاع صحية خاصة، إذ تعرضوا نتيجة عملهم الطويل لإصابات عمل مختلفة، وبعضهم مصاب بنسب عجز تصل إلى 40%، ونتيجة لذلك تم تعينهم كعمال مراكز في مديرية النظافة (حراس – نواطير)، ولكن، وبناء على أمر إداري من مدير النظافة الجديد (المدعوم بقوة) تم نقلهم إلى ورشة الطوارئ بصفة عمال فعليين، وبالتالي صار لزاماً عليهم القيام بأعمال شاقة ومجهدة لا تتناسب مع أوضاعهم الصحية المتردية.
وحين لم يفلح العمال بإقناع مديرهم، مدير النظافة، بالتراجع عن قراره، وأوصدت بوجههم أبواب المحافظ، اضطروا للجوء إلى السيد وزير الإدارة المحلية، فرفعوا إليه كتاباً متضمناً شرحاً وافياً لحالهم، ومدعماً بالثبوتيات الإدارية والتقارير الطبية التي تبين سوء أحوالهم الصحية، فأوعز الوزير للمحافظ كي يتابع الموضوع، لكن مدير النظافة استطاع إقناع، أو ربما إلزام المحافظ بالموافقة على قراره المستبد، وظل هؤلاء العمال يعملون في ورشة الطوارئ التي أدى عملهم الشاق فيها إلى تدهور الأوضاع الصحية لمعظمهم، وبات عدد منهم بحاجة إلى عملية جراحية جديدة، أو نقاهة طويلة الأمد..
بعض هؤلاء العمال (وليس العبيد) اضطر لتقديم إجازة بلا راتب، وبعضهم الآخر يفكر في تقديم استقالته رغم أنه بأمس الحاجة للعمل، أما القسم المتبقي الذي لم ييأس بعد، فقد لجأ إلى صحيفتنا «قاسيون» طالباً العون.. وها نحن نعلن تأييدنا لمطلبهم العادل.. ونطالب المسؤولين المجحفين بحقهم أن يتوقفوا عن هذا الاستعلاء والاستكبار، وألا يسيؤوا استخدام سلطتهم، وأن يتذكروا قليلاً أنه: ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع..
وللحديث بقية..