الصراف الآلي نعمة ولكن...؟
نشر كوات الصراف الآلي في مختلف أرجاء مدينة حلب الشهباء، خطوة جادة لأنها إحدى الوسائل لتطوير الأداء المصرفي، حيث قضت على الازدحام في فروع المصارف خصوصاً في بداية كل شهر، وبالوقت نفسه سهلت على المواطن عملياته المالية وأراحت أعصابه من التوتر المستمر عند الدخول إلى المصارف. أضف إلى ذلك وهو الأهم، أن الصراف الآلي يرفع من مستوى إنتاجية عمل موظفي المصارف، وبالتالي يقلل عدد العاملين فيها.. إن تحسين مستوى إنتاجية العمل هو الطريق الوحيد الصائب والعلمي للتخلص من تضخم الجهاز الوظيفي الحكومي والبطالة المقنعة التي تشتكي منها الحكومة دوماً، وليس عن طريق إصدار قانون التقاعد المبكر.
من المهام الرئيسية للصراف الآلي أيضاً هي تخفيض كتلة النقود المتداولة في السوق، وبالتالي محاربة التضخم لأن تقليص كمية النقود المطلوبة لتأمين تداول البضائع بشكل مريح بين الناس يسمح لوزارة المالية بسحب كمية من النقود من التداول، وبالتالي تخفيض نسبة التضخم. هذا إذا أحسن المواطنون استخدام الصراف الآلي بسحب كمية النقود التي يحتاجونها فقط. لذلك مطلوب حملة دعاية مكثفة توضح للمواطنين الاستخدام الأمثل للصراف الآلي.
استبشر المتقاعدون خاصة والمواطنون عامة خيراً بكوات الصراف الآلي وظنوا أنهم تخلصوا وإلى الأبد من الوقوف طوابير في فروع المصارف أمام الموظفين المتجهمين دوماً للحصول على رواتبهم التي لا تسد الرمق. لكن بعد عدة شهور بدأت الصرافات الآلية بالتعطل الواحدة تلو الآخرى، وصار المتقاعدون المساكين يتنقلون مثل...؟ من صراف إلى آخر للحصول على رواتبهم البائسة، ويخيب أملهم مرة تلو المرة. وإذا كانوا في السابق يستقلون وسيلة نقل واحدة للوصول للمصرف المخصص لهم لقبض رواتبهم، فإنهم الآن مضطرون لركوب التكسي عدة مرات..
يقول المثل الشعبي: (يلي بدو يشتغل جمال بدو يعلي باب داره)، أم أن التطوير والتحديث قضية شكلية (وموضة) يريد البعض تحويلها إلى غطاء للارتداد عن الفكر القومي الاشتراكي، وللقضاء على الإنجازات والمكاسب التي حققها شعبنا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي؟؟