ردّ وتعقيب.. حماية العمال بالأفعال.. وليس بالأقوال
وصل إلى «قاسيون» الرد التالي من رئيس مجلس الإدارة في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية:
«السيد رئيس تحرير صحيفة قاسيون
تحية عربية
إشارة لما نشر في صحيفتكم الموقرة بعددها رقم /314/ تاريخ 14/7/2007، على الصفحة الثانية بعنوان:
«من يحمي العمال من إصابات العمل؟»
نوضح ما يلي:
إن عدم تسجيل العمال في بعض جهات القطاع الخاص في التأمينات الاجتماعية، هو نتيجة لتهرب بعض أرباب العمل ـ لأنهم وكما أوضحتم في موضوعكم ـ يعتبرون تسجيل العمال في التأمينات الاجتماعية زيادة في التكاليف تقلل من نسب الربح لديهم، وبعضهم يعتبر أن التأمينات الاجتماعية ضريبة من الممكن التهرب منها. وبالتالي فإن إصابات العمل لدى أصحاب العمل هؤلاء لا تندرج في إحصائيات المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية إلا في حالة تقدم العامل المصاب بشكوى، حيث تقوم المؤسسة بمعالجته ومن ثم تتابع صاحب العمل قضائياً وفق الأنظمة والقوانين النافذة.
ومن هنا تعمل المؤسسة بخطا حثيثة في مجال زيادة الوعي التأميني لدى العمال وأصحاب العمل في آن واحد من خلال زيادة الجولات التفتيشية من جهة وإصدار مجلة تخصصية تعني بنشر الوعي والثقافة التأميني إضافة إلى النشرات والملصقات والبرامج التلفزيونية المختصة.
أما من جهة إجراءات الصحة والسلامة المهنية، فإن المؤسسة بصفتها المسؤولة رقابياً عن تطبيق شروط الصحة والسلامة المهنية في المنشآت الاقتصادية، فإنها تقوم من خلال مديرية الصحة والسلامة المهنية ودوائرها في فروع المحافظات بإجراء تفتيش دوري على بيئة العمل بهدف مساعدة أرباب العمل على إيجاد بيئة عمل سليمة، والحد من الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها العمال. إضافة إلى إقامة دورات تدريبية متخصصة في مجال الصحة والسلامة المهنية مع كافة القطاعات والمنظمات العربية والدولية.
كما وتساهم المؤسسة من خلال خبرائها بدور أساسي وفعال في الدورات التدريبية لمشرفي الصحة والسلامة المهنية التي يقيمها الاتحاد العام لنقابات العمال «المعهد النقابي المركزي»، والتي تهدف إلى زيادة عدد مشرفي الصحة والسلامة المهنية في المنشآت وتطوير كفاءاتهم.
وتقع المسؤولية على عاتق المنشآت التي ترشح العناصر لديها لاتباع هذه الدورات، إلا أنها لا تستفيد من الخبرات التي اكتسبوها. وفي هذه الحالات ليس للمؤسسة أي دور قانوني يلزم المنشآت بالاستفادة من خريجي دورات الصحة والسلامة المهنية.
إننا إذ نتقدم لكم بجزيل الشكر على الاهتمام بمثل هذه المواضع التي تهم شريحة كبيرة من المجتمع، فإننا نأمل أن يساهم معنا الإعلام في نشر الثقافة والوعي التأميني بهدف توسيع المظلة التأمينية والاستفادة من المزايا التي تقدمها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.
يرجى الإطلاع والنشر في الموقع نفسه.. شاكرين تعاونكم».
• رئيس مجلس الإدارة
المدير العام خلف العبد الله
تعقيب المحرر
ليس لدينا أدنى شك بأهمية الدور الذي تقوم به المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ولكن هذا الدور الآن، بكل أسف، ما يزال في أخفض مستوياته، وهو يتدهور بشكل تدريجي، وإدارة المؤسسة تدرك ذلك بكل تأكيد، وتدرك أيضاً أن جولاتها التفتيشية، ونشراتها الإعلامية التوعوية، ومساهماتها في الدورات التدريبية، لم تغير حتى الآن من هذا الواقع السائد، كونها بكل بساطة تجري بآليات صورية، وكون الفساد يتغلغل في كثير من أركان المؤسسة، وتحديداً في صفوف مفتشيها، كما يتغلغل في بقية المؤسسات.. وحتى يتغير كل ذلك سيبقى عمال القطاع الخاص يدفعون الثمن، وسيظلون تحت رحمة أرباب عملهم، دون أن يكون هناك من يحميهم قولاً... وفعلاً..