دوامة البطالة
دوامة البطالة التي تعصف بحياة ومعيشة مئات الآلاف من شباب وشابات الوطن، والتي زادت سياسات الطاقم الاقتصادي وليبراليته المتوحشة من تفاقمها، ماتزال تفعل فعلها في مجتمعنا، ومن كان حظه كبيراً، وخرج منها، تلقفته دوامة أخرى هي دوامة «الروتين»،
وكل ما قيل عن النافذة الواحدة وهمٌ في وهمٍ، هذا هو حال المقبولين في مسابقة المدرسين والمدرسين المساعدين الذين عليهم تجهيز الأوراق الثبوتية اللازمة، وهي: سند إقامة من المختار ويصدق من البلدية، إخراج قيد مدني ثلاث نسخ، وثيقة غير عامل من الديوان العام للعاملين، وثيقة تبرع بالدم، شهادة صحية، وثيقة من التأمينات، 3 صور عن الشهادة الثانوية، 3 صور عن شهادة الاختصاص، 12 صورة شخصية، وثلاث استمارات تملأ بالمعلومات الذاتية توزع على الجهات الأمنية.
لا شك أن تجهيز هذه الأوراق يكلف مالاً وجهداً ووقتاً كبيراً، ودفعاً للرشاوى للتسريع بها. علماً أن بعضها يمكن الحصول عليه من الدائرة نفسها «مديرية التربية»، كإخراج القيد، بناءً على الهوية الشخصية الحديثة.
إن دوامة الروتين أكبر معيق للتطور، بالإضافة لما تسببه من إرهاق وهدر وفساد. ناهيك عن مزاجيات بعض من يتعامل معهم المواطن. فمتى ننتهي من هذا المرض القاتل، ونتحول إلى حضارة الأتمتة بشكلها النافع وليس المخرب، وننجز معاملاتنا في نافذة واحدة حقيقية؟!!