الصحة والسلامة المهنية.... ضرورة مغيبة
الصحة والسلامة المهنية، والأمن الصناعي، مفردات تتضمنها قوانين العمل في القطاع العام، والخاص، لكن يجب أن تكون ملزمة لأرباب العمل، وأن يكون تطبيقها واجباً للحفاظ على صحة العامل وسلامته من الأصابات التي قد يتعرض لها أثناء عمله، بسبب تعامله مع المواد الأولية المختلفة، وخاصةً المواد الكيميائية في الصناعات البلاستيكية والدوائية، وغيرها من الصناعات التي تدخل في مكوناتها المواد الكيميائية، وكذلك في الصناعات النسيجية التي ينتج عنها تلويث الهواء، مما يؤدي إلى أصابات رئوية وتنفسية للعمال، بالإضافة إلى الإصابات السمعية نتيجة الضجيج العالي الذي تصدره الآلات.
إن غياب الاهتمام بالأمن الصناعي والصحة والسلامة المهنية يمكن أن يؤدي إلى الكثير من إصابات العمل، مما يهدد أمن وسلامة العمال، ويشكل استهتاراً بحقوقهم الأساسية.
إن الكثير من أرباب العمل لا يعيرون الاهتمام الكافي لهذا الجانب ويضعونه في المرتبة الأخيرة من اهتماماتهم، ومن هنا فإن مؤسسة التأمينات الاجتماعية ووزارة العمل والتنظيم النقابي في المعامل والشركات يتحملون مسؤولية إلزام أرباب العمل بتطبيق قواعد الأمن الصناعي، والتأكيد على الصحة والسلامة المهنية. وللتدليل على الواقع المتردي للأمن الصناعي والسلامة المهنية في القطاع الخاص، سنلقي الضوء على وضع إحدى شركات القطاع الخاص، وهي الشركة الحديثة للمنتجات البلاستيكية في منطقة سبينة الكبرى.
أولاً: الهواء في الشركة ملوث بالدخان المتصاعد من مكنات تصنيع الخيط، وهذا الدخان من مخلفات مواد البروتلين والكالسيوم وغيرها من المواد البلاستيكية، حيث يقتضي ذلك وجود كمامات تحمي العامل من الغبار الملوث بتلك المواد البلاستيكية.
ثانياً: ارتفاع درجات الحرارة في المعمل صيفا،ً وانخفاضها الشديد شتاءً.
ثالثاً: لايوجد في المعمل أية مواد للإسعافات الأولية، لتقديمها للعامل في حال إصابته.
رابعاً: أبواب الشركة مغلقة جميعها، ولا يوجد سوى منفذ وحيد لخروج العمال، وهذا يشكل خطراً على سلامة العمال في حال حدوث حريق أو ماشابه.
خامساً: التمديدات الصحية سيئة، والحفرة الفنية لا تبعد عن المعمل أكثر من خمسين متراً، وهذه الحفرة عبارة عن بحيرة من الأوساخ، تصدر الروائح الكريهة، مما يؤدي إلى تكاثر الجرذان والحشرات الضارة.
سادساً: الضجيج العالي الصادر عن الآلات يؤدي إلى أصابات سمعية، حيث لا يوجد واقيات سمعية.
إن هذا الوضع يطرح تساؤلات عدة:
أين مفتشو الصحة والسلامة المهنية، الذين لم نرهم منذ تأسيس الشركة؟
لماذا لا يتم فحص العمال بشكل دوري للتأكد من نسبة الرصاص في دمائهم، الذي قد يتراكم فيها نتيجة الغازات المنبعثة من المواد البلاستيكة؟؟
وأخيراً أين هي الحماية التي من المفترض أن توفرها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومؤسسة التأمينات الاجتماعية للعمال؟؟
■ عامل في القطاع الخاص