الحرفيون في خطر
لعب الحرفيون دوراً مهماً في سنوات الحصار الاقتصادي على سورية، فقد كانت القطع التبديلية لخطوط الإنتاج نادرة الوجود في المعامل، فلجأت هذه المعامل للحرفيين لتصنيع بدائل عن قطع التبديل المستوردة، واستمرت المعامل بالعمل بفضل إبداعاتهم وقدرتهم على إيجاد البدائل اللازمة لتشغيل خطوط الإنتاج.
كان ذلك الوقت العصر الذهبي للحرفيين، أما اليوم ومنذ بدأت الحكومة بسياساتها المعروفة التي همشت فيها قطاعات إنتاجية هامة، منها الحرفيين، مما عرضهم وبمختلف مهنهم لخسارات فادحة فاضطر الكثير منهم لإغلاق مشاغلهم وتسريح عمالهم، وتحولوا للعمل في المعامل، خاصة أصحاب مشاغل الألبسة الجاهزة، وأصحاب مشاغل النسيج والتريكو والحرف اليدوية (صناعة الزجاج والموزاييك وغيرها).
إن سياسة الانفتاح الواسعة التي اتبعتها الحكومة قد أغرقت الأسواق بمنتجات بديلة عن الصناعات الحرفية، دون أن تقدم لهؤلاء الحرفيين أية مساعدة لاستمرار صناعاتهم التي يعملون بها منذ عقود طويلة، واكتسبت شهرة عالمية، مثل صناعة الحفر على الخشب وصناعة الدامسكو والموزاييك بمختلف أنواعه.
إن المطلوب الآن الدفاع عن الصناعات الوطنية الحرفية حفاظاً عليها وعلى العاملين فيها واستمرارهم في تقديم إبداعاتهم الصناعية والفنية، وهذا يقع على عاتق الاتحاد العام للحرفيين، فهل يتحرك الاتحاد دفاعاً عن هؤلاء، أم ستستمر الأمور على ما هي عليه، وبذلك خسارة للاقتصاد الوطني عامة، وللحرفيين خاصة.