بانوراما الإضرابات العمالية في سورية 1978 - 2009
حق الإضراب يكتسب مشروعيته من حاجة العمال للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم، وهذه المشروعية مصانة قانوناً بموجب الدستور، وقوانين العمل الدولية.
قاسيون وثقت الإضرابات والاحتجاجات العمالية التي قامت بها الطبقة العاملة السورية، خلال الفترة المشار إليها أعلاه، وستورد أهمها على حلقتين متتابعتين، علماً أنه سبق لقاسيون أن نشرت توثيقاً عن الإضرابات والاحتجاجات العمالية للفترة السابقة عن هذا التاريخ.
احتجاجات ومطالب عديدة من 1979إلى 1988
أضرب 5000 من عمال نفط الرميلان عام 1979 من أجل توزيع عادل للحوافز على عمال الإنتاج وأضرب 450 من عمال شركة الرصافة في الرميلان عام 1979 من أجل الضمان الصحي وأضرب عمال الإنشاءات في عدرا عام 1978 من أجل حقهم في النقل المواصلات، وأضربت مشافي دمشق ممرضات وأطباء إضراباً شاملاً عام 1979 وكانت مطالبهم تتلخص بمنحهم تعويض طبيعة العمل، وتحديد ساعات الدوام وتأمين المواصلات خاصة للدوام الليليّ، وافتتاح دوُّر حضانة لأطفال الأمهات، إذ أن عدد المتزوجات من الممرضات والمستخدمات ليس بالقليل.
وحدثت إضرابات في معمل إطارات حماة وشركة حديد حماة وشركة أسمدة حمص، وذلك بعام 1981، وعمال رصافة الحسكة بعام 1982، وإضراب 2000 من عمال وعاملات التبغ في اللاذقية وعمال البناء وعمال المسالخ وعمال النسيج في دمشق في الثمانينات من أجل مطالب مختلفة، وذلك بعام 1988.
عامان حافلان بالاحتجاجات
2003-2004
اعتصم 50 عاملاً من عمال الشركة العامة للبناء فرع الآليات في مبنى اتحاد عمال دمشق مطالبين بصرف رواتبهم المستحقة والمتأخرة لعدة أشهر، كما طالبوا بصرف قيمة أذونات السفر والوصفات الطبية المتوقفة منذ سنوات «قاسيون العدد 200/2003»
أصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية قراراً بزيادة أجور عمال القطاع الخاص 20% وعمال القطاع العام 5-15% ولم ينفذ أرباب العمل ذلك فأضرب 110 من عمال معمل الكرتون والخيش البلاستيكي في حوش بلاس من أجل زيادة الأجور، وقد حاول صاحب المعمل الاستعانة بالشرطة فلم يفلح، وحضرت نقابة الصناعات الخفيفة وتم حل الموضوع لصالح العمال، كما أضرب عمال النسيج في القطاع رفضاً للزيادة الهزيلة التي أقرتها الوزارة لهم وهي 5% مطالبين أن تكون 20%، وأضرب عمال المقاهي في حمص وانتزعوا زيادة الـ 20%، وأضرب عمال معمل أكسجين حمص من أجل السلامة المهنية «قاسيون العدد 229/2004».
اعتصم عمال معمل الخيش البلاستيكي لصاحبه سامر الدبس للمطالبة بزيادة الأجور حسب قرار وزارة الشؤون، وحضرت النقابات وانتصر العمال مهددين بالاعتصام من أجل الضمان الصحي والتأمينات وحق الانتساب للنقابات، كما أضرب 60 عاملاً في معمل ريان لصناعة البلاستيك في السويداء 1/9/2004 لأن قانون الزيادة لم يشملهم وتم الأضراب دون علم اللجنة النقابية، التي قامت بوقف إجراءات تثبيت 30 عاملاً، وأضرب 144 من سائقي السرافيس في الحسكة بعد إعطاء خطهم لشركة كويتية، وأضرب عمال معمل الحايك لصناعة القرميد بحمص من أجل تشكيل لجنة نقابية وانتصروا في إضرابهم «قاسيون العدد 230 و232/ 2004»
تصاعد خلال عامي
2005-2006
تظاهر 400 من عمال الإسكان العسكري الفرعين 202 و2 في اللاذقية يهتفون: لا رواتب ولا أجور والعامل عايش مقهور، بسبب تأخير رواتبهم لستة أشهر «قاسيون العدد 242/2005» واعتصم عمال معمل تاميكو في آذار 2005 من أجل عطلة يوم السبت بعد أن ألغى وزير الصناعة هذه العطلة «عدد 244/2005» واعتصمت 60 عاملة في شركة سكر حمص أيضاً ضد هذا القرار، وتضامنت قاسيون مع المعتصمات وكتبت أيها النقابيون هل هذا هو دوركم؟ «عدد 248/2005».
أضرب 50 سائق تكسي في القامشلي احتجاجاً على رفع سعر البنزين واعتصموا أمام مديرية المنطقة وقد فض الإضراب بالقوة «عدد 265/2005»
أضرب عمال الشركة العامة للبناء مرة أخرى 29/8/2006 فرعي المطار والشاغور من أجل صرف رواتبهم المستحقة عن 6 أشهر وسبقه عدة إضرابات تكللت بالنجاح وحصول العمال على مطالبهم «عدد 281/2006»
اعتصم 60 عاملاً من الشركة العامة للبناء والتعمير فرع قدسيا أمام الاتحاد العام للنقابات يطلبون برواتبهم المتأخرة لـ 4 أشهر، تلاه اعتصام أمام رئاسة مجلس الوزراء ودخل وفد إلى أحد المسؤولين الذي طلب منهم العودة إلى المنزل أو إلى العمل لكنهم رفضوا وقرروا الاعتصام أمام القصر الجمهوري وجرى إضراب في الفرع وعقوبات قاسية بحق المضربين وتسريح 20 عاملاً وفرض عقوبة خصم بحق 44 عاملاً بتهمة التحضير والمشاركة في الإضراب وتسريح 3 عاملات. «عدد 282/2006»
اعتصم 1500 عامل تاريخ 12 أيار من الشركة العامة للبناء خارج مقرهم في دمشق من أجل أجورهم المتأخرة لعدة أشهر، قابلهم المدراء بالتهديد والوعيد، حضر نقابيون إلى المكان للمفاوضة وأخذوا وعداً من الوزير بصرف رواتبهم.
أضرب عمال سيراميك الشام عدة مرات خلال شهري أيار وحزيران 2006 مطالبين بزيادة الأجور حيث مضت 3 سنوات دون أن يحصلوا عليها، طالبوا بـ 10% وشمل الإضراب كلا الوردتين. رفض مدير المعمل الرضوخ وهدد العمال واستدعى الشرطة وأصر العمال على مطالبهم. قام المدير بتسريح 4 عمال ولم يقبل إعادتهم إلى المعمل رغم تدخل النقابة مستفيداً من الاستقالات المسبقة.
عامي الذروة الاحتجاجية
2008-2009
اعتصم عمال مرفأ اللاذقية أمام مبنى الاتحاد العام لنقابات العمال وهم يرفضون مشاريع الخصخصة والاستثمار، وهدد العمال بتطوير الاحتجاج إلى درجة طرد أية شركة أجنبية تعمل في الميناء، وهتفوا ضد السياسات الليبرالية والفريق الاقتصادي وتم معاقبة المحتجين بتسجيلهم غياب عن العمل رغم أنها ليست ورديتهم «عدد 341/2008»
أضرب سائقو السرافيس في الحسكة ضد قرار وزير النقل إدخال شركة خاصة على خطوطهم تبعه اعتصام وإضراب آخر «العدد 352/2008». وأضرب 100 من سائقي السرافيس في درعا من أجل تخصيص كراج لهم واعتصموا أمام مكتب نقابة النقل البري «العدد 372/2008»
اعتصم 100 من عمال مرفأ اللاذقية من أجل أجورهم المتأخرة وتأخير دفع الحوافز وإلغاء سقف الحوافز لسائقي الآليات تبعه إضراب مفتوح لـ 200 عامل ضد خصخصة المرفأ وإعطائه لشركات أجنبية تحت شعار: لا تخصيص ولا استثمار ولا عودة للاستعمار، وقد هددت إدارة المرفأ برفع دعوى قضائية ضد العمال جريدة قاسيون. «العدد 369 و370/2008»
أضرب عمال معمل أحذية مصياف 24/6/2008 بسبب تأخر أجورهم الشهرية واستطاعوا صرف 80% منها، واعتصم عمال معمل سكر تل سلحب حتى أجبرت الإدارة على تغيير مراقب الدوام الذي يتحكم برقابهم 24/6/2008، وأضرب عمال شركة سامر الدبس إضراباً شاملاً عن العمل مطالبين بدفع الزيادة الصادرة عن وزارة الشؤون والعمل 1300 ليرة + 5% من الأجر المقطوع وحققوا مطالبهم، أضرب عمال الكهرباء في شركة راماك تضامناً مع عمال البناء المسرحين وحذروا الإدارة من التسريح فقامت الإدارة بالتحقيق معهم ومنع العمال من الدخول إلى المكان وتسريح 6 عمال وأضرب عمال الصناعات البلاستيكية معمل عماد وعمار العوا وحضوا على زيادة أجور 10 %. «عدد 362/2008».
أضرب عمال شركة الكبريت من أجل صرف رواتبهم المتأخرة، وكذلك عمال الشركة العامة للإنشاءات، واعتصم سائقو الشاحنات والبرادات بدعوة من اتحاد الجمعيات التعاونية للشاحنات والبرادات ضد رفع سعر المازوت «عدد 359/2008»
أضرب عمال شركة الطرق والجسور والشركة العامة للبناء من أجل أجورهم المتأخرة لستة أشهر، واعتصم عمال كهرباء القابون من أجل حوافزهم المتأخرة لستة أشهر «عدد 360/2008»
أضرب 200 من عمال الألبسة الجاهزة في معمل الططري في حلب بعد أن قامت الإدارة بإجبارهم على الدوام الإضافي بما فيه يوم الجمعة، تحت التهديد بالحسم والتسريح وقامت الإدارة بمنع العمال المضربين من الدخول على المعمل فتضامن معهم بقية العمال ولجأت الإدارة إلى تسريح 30 عاملاً «عدد 393/2009»
قام 1500 عاملاً في شركة «أوراسكوم» للإسمنت، شركة خاصة استثمار مصري فرنسي، في حلب بإضراب استمر لمدة ثلاثة أيام وذلك من أجل تحديد ساعات العمل بثماني ساعات، بالإضافة إلى مطلب زيادة الأجور، حيث تم تحقيق مطالب العمال، وكان ذلك بعام 2009.