برسم رئاسة مجلس الوزراء واتحاد نقابات العمال متى تنتهي مأساة العمال الموسميين والمياومين؟

منذ عدة سنوات وصحيفة «قاسيون» تنشر بشكل مستمر هموم وقلق وشكاوى آلاف العمال الموسميين والمياومين والعاملين المؤقتين في شركات القطاع العام، ومع انفجار الأزمة الشاملة التي تعصف ببلدنا والتغيرات التي تحدث فيه، ومع صدور العديد من المراسيم والقوانين التي تخص مختلف العاملين في القطاع العام بقي الآلاف من العمال الموسميين يعيشون في القلق وعدم الاستقرار النفسي والمادي لأن الكثير من هذه المراسيم لم تشملهم ولم تضع حداً لمعاناتهم.. ولقد وردت إلى «قاسيون» الكثير من الشكاوى من هؤلاء العمال يشرحون فيها أوضاعهم المزرية، وكانت قاسيون قد نشرت أكثر من مرة معاناة العمال الموسميين في «الشركة العامة للموارد المائية» فرع السدود حيث يقول العاملون فيها إن هناك العديد من العمال الذين فصلوا بعد أكثر من خمس سنوات عمل متواصلة، والذين ظلوا يرون الفصل يعيشون الخوف والقلق على مستقبلهم، ويطالبون بعقود سنوية على الأقل خاصة وأن أكثرهم يعمل منذ أكثر من خمس سنوات بشكل متواصل، حيث كانت تجدد عقودهم بشكل متواصل، وكانت مصادر في الشركة قد أكدت أن عملية الفصل بسبب ظرف قاهر وإجباري نتيجة توقف العمل في العديد من السدود والمشاريع بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة خاصة في ريف إدلب واللاذقية وحماة...

وذكرت لنا مصادر من فرع السدود التابع للشركة أن مدير الفرع قد طالب المدير العام، ووزارة الري، ومختلف الجهات الوصائية بتحويل العقود الموسمية إلى عقود سنوية باعتبار أن العديد منهم يعمل لدى الفرع الأكثر من خمس سنوات، ومن هنا إن هؤلاء العمال لا يطالبون بالتثبيت بل على الأقل بالعقود السنوية لكي ينطبق عليهم ترفيع الدرجات، وسحب القروض من المصارف أسوة بباقي موظفي الدولة، وللعلم فإن جميع هؤلاء العمال هم من اختصاصات إنتاجية مثل (سائقين، أصحاب مهن مختلفة، عمّال عاديين، حراس.. إلخ)..

وأيضاً وصلت شكاوى جديدة إلى «قاسيون» من عمال (المناوبة) والإنتاج الذين يعملون ببطاقة مؤقتة في مرفأ طرطوس واللاذقية ويتجاوز عددهم 1500 ألف وخمسمائة عامل يطالبون فيها تحويل عملهم بالبطاقة إلى عقود سنوية على الأقل لكي يقبضوا الحد الأدنى للراتب، خاصة أن جبهات الإنتاج والعمل لديهم تراجعت إلى ثلاث ورديات فقط في الشهر نتيجة الأزمة ولا يتجاوز دخل العامل في الشهر أكثر من ثلاثة ألاف ل.س مما جعل الكثيرين يتركون عملهم ويعيشون في المجهول، إن العديد من هؤلاء لديه خدمة في المرفأ أكثر من خمس سنوات، والجميع يعرف كم اشتكى واعتصم عمال مرفأ طرطوس ونشرت مشكلتهم أكثر من مرة في الإعلام ومنها جريدة قاسيون ولكن لا حياة لمن تنادي!!.

فإلى متى ستبقى قضية عمال البطاقة المؤقتة في مرفأي طرطوس واللاذقية بلا حل؟؟!.

وهناك الكثير من العمال الموسميين والمياومين يعملون في شركة الاسمنت والتنمية الزراعية وشركات الكهرباء وغيرها من مؤسسات الدولة وقضوا عدة سنوات في عملهم  دون أي ضمان لعملهم ومستقبلهم وهم يطالبون بعقود سنوية على الأقل لأن قرارات التثبيت التي صدرت العام الماضي لم تشمل أحداً منهم وللعلم فإن غالبية هؤلاء الموسمين الساحقة يعملون في القطاع الإنتاجي لهذه الشركات، فكيف نترك هؤلاء العمال المنتجين وأصحاب المهن الصعبة بدون أية حماية ونتحدث عن محاربة البطالة؟!.

 ولهذا نتوجه باسم هؤلاء العمال إلى الاتحاد العام لنقابات العمال بالتدخل لوضع حد لمأساة هؤلاء العمال والدفاع عن حقوقهم، وكذلك رئاسة مجلس الوزراء بحسم هذا الموضوع والنظر بحالة الآلاف من هؤلاء العمال، وإصدار قرار بتسوية أوضاعهم فالقضية لم تعد قضية مطلبية فقط..بل قضية أخلاقية ووطنية بامتياز، وكل أماني هؤلاء العمال ألا يطول انتظارهم للحل..

فهل وصلت الرسالة؟!.