بنشتغل بناكل.. ما بنشتغل ما بناكل؟
بنشتغل بناكل... مابنشتغل ما بناكل! وإذا حكينا أكثر بننحط بالقنينه!
هذا ما قاله أحد العمال الذين التقيناهم مؤخراً، وفي قلبة حسرة وألم لوضعه وأوضاع أمثاله من الفقراء والمحرومين، والمآل الذي أوصلوا إليه العمال في مستوى معيشتهم.
لم لا والقابضون على الثروة يسرحون ويمرحون في أرزاقنا، متحكمين حتى بالهواء الذي نتنفسه، يعدون علينا الشهيق والزفير، الذي أصبح مقنناً علينا، كما هو حال المواد المقننة التي كانت توزع علينا وأصبحت هباءً منثوراً بفعل الدعم المركب له عقل كي يتمكن من التوزيع، إن كان هناك توزيع، لمن «يستحق» كما يقولون لنا! ولا ندري المقياس الذي يقيسون به! إن كان هذا العامل أو التاجر أو الفاسد مستحقاً لدعمهم المعقلن أو لا يستحق، كل شيء أصبح مبهماً والأوراق جميعها مخلوطة، بحيث لا يتمكن العامل من معرفة حقيقة أمره كما يشتهون.
يقولون للعامل اصبر على رزقك واصمد في موقعك وشد الحزام أكثر، نحن في ظروف غير اعتيادية تتطلب منك تلك الأشياء جميعها دفعةً واحدة، «الفرج» لا ريب آت وليس هناك من مبرر لأمثالك الفقراء أن يطالبوا بشيء غير عادي، وغير العادي بالنسبة للعمال أساسي أيها «السادة».
يطالب العمال بزيادة أجورهم، هل هذا المطلب غير عادي، والأسعار تلتهب مع كل ارتفاع في سعر صرف دولارهم؟.
هل المطالبة بسلة غذائية، سعرها ضمن الحدود الدنيا المقدور عليها، التي وعدت بها النقابات، شيء غير عادي؟
هل المطالبة برفع الحد الأدنى للأجور، بما يعادل الحد الأدنى لمستوى المعيشة الذي تقدره الدراسات الاقتصادية، ومؤشر «قاسيون» بـ 220 ألف ليرة سورية، هو أمر غير محق؟
وخاصة إذا ما نوهنا بأن هبوب الأسعار الأخير الذي رافق ارتفاع سعر الصرف للدولار للسياسات الاقتصادية دور كبير في تطوراته من خلال سياساتها المحابية لقوى السوق؟
إن الشيء غير العادي؛ أن يبقى الناهبون على نهبهم، وأن تبقى الحكومة بسياساتها الاقتصادية، التي أفقرت الفقراء فوق فقرهم، تتقدم بثبات وإقدام على حقوقنا، حقوقنا جميعها، ومنها أن نرفع صوتنا ونقول: كفى... كفى حصاراً على لقمة عيشنا.