دير الزور المعلمون والمهندسون الزراعيون.. حقوقهم تسلب مجدداً
أنى اتجه أبناء دير الزور المحاصرون أو المهجرون، تلاحقهم المصائب، ويستفيد منها الفاسدون، وكما يقول المثل الشعبي: مصائبُ قوْمٍ عندَ قومٍ فوائد.!
لا يكفيهم الموت الذي يلاحقهم نتيجة الجوع والحصار والقذائف التي تتساقط عليهم، ولا الشحططة والشنططة من مدينة إلى أخرى ومن بيتٍ إلى آخر، ولا الغلاء ولا الفساد، ولا توالي الأزمات وتسارعها، كما بقية الشعب السوري من المهجرين والمقيمين، ولا قرارات الحكومة والمحافظ بحقهم، بل وأصبحوا مستباحين من الجهات كلها ولا أحد يكترث لهم، وكأنهم من كوكبٍ آخر وليسوا من أبناء الوطن.!
حتى أنتِ أيتها النقابة؟
المهندسون الزراعيون الذين سُيرت رواتبهم إلى محافظات أخرى بعد أن تهجروا إليها، وحددوا أماكن عملهم فيها ومنها العاصمة دمشق، جرى توقيف صرف تعويض طبيعة العمل وصعوبة المنطقة لهم، والتي هي حوالي 5 آلاف ليرة وسطياً حسب الخدمة وحجم الراتب، الذي مع كل مساءٍ وصباحٍ تتراجع قيمته الشرائية، مما يلقي بهم يومياً في براثن الجوع والقهر ليقتربوا أكثر من حافة الموت، والأنكى من ذلك أنّ نقابة المهندسين الزراعيين ألزمت الجميع بالانتساب إلى صندوق التكافل الاجتماعي بعد أن كان اختياراً، وقامت بخصم 1% من رواتبهم أي بحدود 400 ليرة شهرياً، ولمدة 10أشهرٍ رجعية دفعةً واحدة، ويقول أحد المهندسين الزراعيين: إن حجم الخصومات على راتبي للنقابة وضريبة دخل وغيرها يصل إلى أكثر من 15 ألف ليرة، وأردت أن أحصل من المحاسب على بيانٍ براتبي لأعرف مقداره فرفض إلا بموافقة مدير الزراعة، وأردت أن أنسحب من الصناديق التي لا يستفيد منها إلاّ القِلّة، وأنا بأمس الحاجة لأي مبلغ الآن في ظِل الحصار والغلاء، فأنا أريد أن آكل اليوم، لأننا نعيش ليومنا فقط.. فرفضت النقابة؟
معتمد واحد لـ 2600 عاملاً
وعلى طرف آخر ما زال بعض العاملين في حقل التربية، ومنهم المعلمين، التابعين لمحافظة دير الزور، والذين تم تحديد مركز عملهم في محافظة ريف دمشق، لم يتقاضوا أجورهم منذ شهرين، حيث تم تعيين معتمد واحد فقط لصرف رواتب هؤلاء، من قبل مدير تربية محافظة ريف دمشق، والذين يتجاوز عددهم 2600 عامل، وهو يعتبر عدد كبير بالمقارنة مع معتمد وحيد، حيث لم يتمكن من استلام استحقاق الأجر الشهري حتى الآن سوى 300 عامل من هؤلاء، مع العلم أنه يتوفر كادر محاسبي من عاملي التربية التابعين لمحافظة دير الزور، وقد حددوا مركز عملهم في مديرية تربية ريف دمشق أيضاً، حيث ويمكن الاستفادة من إمكاناتهم بهذا المجال، عبر تخفيف العبء عن المحاسب المعتمد الوحيد، علماً أن العاملين المذكورين جميعهم لديهم التزامات مالية ومعيشية شهرية، لا تنتهي عند حدود الإيجار الشهري للمنزل المستأجر، وبالتالي فإن التأخر بصرف الأجور، سوف يزيد من معاناتهم ومكابدتهم، وسوف يستمر الوضع على ما هو عليه إن لم تتم زيادة عدد المعتمدين لصرف الأجور الشهرية لهم.
يشار إلى أن هؤلاء العاملين قاموا بتسطير كتاب موجه إلى وزير التربية، يتضمن شرحاً لمعاناتهم المذكورة أعلاه.
ويؤكد أهالي دير الزور والعاملين في الدولة منهم، أنهم متمسكون بوطنهم وبسوريتهم، ولن يستسلموا لا للفاسدين ولا للفاشيين والتكفيريين..
هل بعد هذه المعاناة وهذا الموقف ينفع أي كلام، وهل من أحدٍ سيستجيب، إذا كان هناك من سيسمع الصوت أصلاً؟.