بيــان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بمناسبة الأول من أيار
يحل الأول من أيار/مايو، ذكرى يوم العمال العالمي هذا العام، وأوطاننا العربية تعاني من اختلاط المشاعر بين الأمل في التغيير نحو مجتمعات ديمقراطية وإحباط نتيجة المشاهد الدموية التي أحدثها تدخل قوى خارجية في الشأن الداخلي، أو انفجار صراعات أهلية ومذهبية تسعى دول خارجية لتأجيجها خدمة لمصالحها.
ففي الوقت الذي عبر فيه الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب عن موقفه الثابت تجاه حق العمال ونقاباتهم في التعبير والتنظيم والتظاهر السلمي فإنه يؤكد اليوم على هذا الحق المشروع، ويعتبر هذه المناسبة فرصة هامة للتأكيد على مواقفه الثابتة إزاء ما حصل ويحصل في العديد من بلداننا العربية بأن حالة التأزم في أساليب التعامل بين السلطات الحكومية من جهة والمحتجين وقوى المعارضة من جهة ثانية، وظهور مجموعات مسلحة وعنيفة في بعض البلدان العربية، وتدخل خارجي عربي وإقليمي ودولي قد أسهم بشكل كبير في تعميق الأزمات.
إن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب سبق له وأن أكد ونبه إلى خطورة الأوضاع الاقتصادية في بلداننا العربية، وشدد على ضرورة البحث عن آليات لتشغيل الشباب العاطل عن العمل والى احترام حقوق المرأة العاملة، وتعزيز الحقوق والحريات النقابية ومأسسة الحوار الاجتماعي لتكون المشاركة بين قوى المجتمع مثمرة وفاعلة، وإلى إحداث انفراجات ديمقراطية حقيقية، لكن كل دعواته لم تجد آذانا صاغية من قبل أصحاب القرار، فكان ما كان، وعمت الثورات والانتفاضات وبات الخلط كبيرا بين مطالب الشعب المحقة و بين الفوضى المدمرة التي تريد أن تأخذ بعض البلدان لخدمة أجندات خارجية استعمارية، ولا يمكن ان تكون هناك حرية لمواطن دون وطن ولا كرامة وعدالة دون مستقبل ولا تنمية دون استقرار، ولا استقلال وسيادة لبلاد تدين بالولاء للخارج في صنع حكوماتها وقياداتها.
تحية للسواعد والأيدي العاملة الكادحة على امتداد وطننا العربي من المحيط إلى الخليج... تحية لشهداء الحركة النقابية العربية.