عمال العتالة.. في القطاع الخاص
العتالة هي من الأعمال الشائعة بين فئة واسعة من الفقراء والمهمشين في العديد من المحافظات السورية ويعمل العتالون في عتالة مختلف أنواع الحمولات الثقيلة والخفيفة والمتوسطة.
أكثر فئة عمالية مغبونة الحقوق
العامل بضاعته قوته العضلية والذهنية، والعتال بما يبذله من جهد قاسي هو عرضة أكثر من غيره للمخاطر والإصابات، وأهم هذه الإصابات تأتي بالعمود الفقري، ويصاب العامل بها بعاهات جزئية أو كلية، فضلاً عن الأمراض الداخلية كالقلب والفتوق، ومن اللافت أن هؤلاء العمال الذين يعملون في العتالة بالقطاع الخاص لا تطبق عليهم أي من القوانين العمالية، والأغلبية الساحقة منهم غير مسجلين في نقابة عمال الحمل والعتالة، كما هم غير مسجلين في التأمينات الاجتماعية، والقانون الوحيد الذي يطبق عليهم هو قانون المتعهد الذي يتعهد من الشركات الخاصة والعامة أعمال الحمل والعتالة، ويأتي بهؤلاء العمال ويوزع عليهم الأجر بالطريقة التي تناسبه ولا يعطي العتال سوى الفتات، بينما يأخذ هذا المتعهد الألوف من الشركات كل يوم، وأجورهم إما يومية أو على السيارة ويكون الأجر حسب حجم حمولة السيارة، والعامل النشيط منهم والذي يمتلك قوة بدنيه جيدة يكسب في اليوم بين 700 و 800 ل.س، ويعمل هؤلاء العمال كما ذكرنا بشريعة المتعهد حيث أن الكثير منهم يظل يعمل في إحدى الشركات أو المنشآت لشهور أو سنين وعلاقته المباشرة مع هذا المتعهد وأن تجرأ هذا العتال وطالب المتعهد بزيادة أجره بكل بساطة يطرده.
عقد العمل حلم
عند سؤال قاسيون لأحد عمال العتالة في أحدى شركات نقل البضائع عن أوضاعهم، قال: نحن نريد أن نعمل بعقود مع هذه الشركات، لأن العامل منا يعمل تحت رحمة المتعهد، وعند إصابة أي عامل منا بكسور أو بعطب ممكن أن يؤثر علينا مدى الحياة، لا يعترف بنا لا المتعهد ولا الشركة أما بوجود عقود نستطيع أن نؤمن على سلامتنا قدر الإمكان، وعند سؤاله لما لا يسجل في نقابة العتالين؟ رد مستغرباً وبضحكة ساخرة: وهل يوجد لنا نقابة؟.
من النادر أن تجد شركة تتعاقد مع هؤلاء العمال بشكل قانوني إلا إن كانت شركة كبيرة وهي في الوقت نفسه وإن وظفتهم بعقود لا تتحمل مسؤولية إصابات العمل.
بين زمنين
هنا وبين عمال العتالة يبدو الظلم والإجحاف مضاعفاً عن باقي الفئات العمالية والاستغلال يظهر بأسوأ حالاته وهو ما حدا بعمال العتالة إلى الاحتجاج على ظروف العمل غير العادلة، وقد رفع العتالون صوتهم ضد من باعهم إلى المتعهدين، ورفعوا لافتات تندد بالخصخصة واعتصم البعض منهم داخل مؤتمر نقابة عمال العتالة في دمشق عام 2008 وكذلك اعتصام عمال العتالة في مؤسسة عمران السويداء عام 2010 وكانت معظم مؤتمرات نقابة عمال العتالة قبل الأزمة الحالية ترفع صوتها ضد الخصخصة والليبرالية وتطالب بحماية عمال العتالة من أنياب المتعهدين.