لغز المسابقات الوظيفية لدى وزارة الكهرباء!
في ذروة الأزمة التي عصفت بسورية الحبيبة، أقدمت المؤسسة العامة لنقل الكهرباء – مديرية التشغيل ((مشكورةً)) إلى الإعلان عن مسابقة لتعيين عمّال في دوائر المديرية كافة، وفي جميع المحافظات، لشغل وظائف الفئة الثانية فما دون.
جاء ذلك إسهاماً منها في الحدّ من البطالة، وذلك بتاريخ 19/12/2012 تحت الإعلان (2643) فتقدّم إليها آلاف العاطلين عن العمل، وتكبّدوا نفقات ومصاريف باهظة للترشّح إلى المسابقة، في ظلّ ظروفٍ معيشيّة مأساوية باتت معروفة لدى الجميع. وقد تم إجراء الاختبارات الشفهيّة والكتابيّة وصدرت النتائج بأسماء الناجحين. الذين هلّلوا فرحين من أنهم قاب قوس أو أدنى من توديع البطالة التي اكتووا بنارها، وبأنهم سيتمكّنوا من الزواج ومن مساعدة ذويهم في صراعهم مع شظف العيش.. وطُلِبَ منهم استكمال الأوراق الثبوتية إيذاناَ بالمباشرة بالعمل. وسرعان ما استجابوا وهم في غاية الفرح والسعادة وكادوا أن يوزّعوا الحلوان، وانتظروا.. شهر وراء شهر، إلى أن مضى أكثر من عام، وبالتالي اعتُبِرَت المسابقة بحكم الملغاة كما هو متعارف عليه في عالم التعيين بالوظائف العامة في الدولة.
ولو أن خيبة الأمل المريرة اقتصرت على هذه المسابقة بمفردها لهان الأمر. إلا أنها تكرّرت وبقسوة في المسابقتين التاليتين: (إعلان برقم 2162 تاريخ 26/9/2013 والإعلان برقم 2348 تاريخ 9/10/2013) وأيضاً تكرر سيناريو مأساة المتقدّمين لهاتين المسابقتين كسابقتهما وسط جملة من التساؤلات الحَيرى المبهمة!
ولدى السؤال عن السرّ في إلغاء هذه المسابقات كان الجواب: «إن الكرة في مرمى الجهاز المركزي للرقابة المالية والتفتيش المالي، الذي لم يؤشّر على القرارات المتعلقة بأمر المباشرة..!».
وبدورنا نسأل الجهاز المسؤول عن تأشير القرارات، عسى ولعلّ يحلّ لنا هذا اللغز! آملين ألاّ يعيد الكرة إلى مرمى وزارة الكهرباء، ويجعلنا نؤدّي دور البطولة بحكاية (بين حانا ومانا)!
والسؤال الذي يمزّق أعصاب أولئك المتسابقين اليائسين: تُرى، لماذا يتم الإعلان عن المسابقة وتحدد الشروط ويتم اختيار حملة المؤهلات المطلوبة، ثم الأشخاص الكفوئين لكل اختصاص، ويتم إخضاعهم لاختبارات شفهية وتحريريّة، وتصدر قوائم بأسماء الناجحين، وتشعشع الأمنيات والآمال في نفوسهم، متلهفين للإسهام في عملية البناء والإنارة للوطن الحبيب والحصول على لقمة العيش الحلال.. ليصطدموا بعد حين بصخرة الإلغاء اللئيمة؟ من المسؤول عن تبخّر أحلام الناجحين في تلك المسابقات؟ والأهمّ، ماذا يجري في كواليسها؟
أسئلة برسم الجهات المعنية تنتظر الردّ المنصف لكلّ حائر.