الموت البطيء للعمال السوريين في لبنان
منذ بدء موجة النزوح السوريّ للبنان حصل عددٌ غير قليل من الاعتداءات على العمال السوريين عند كل منعطف أو تصريح أو خطف لأحد اللبنانيين في سورية. لقد وصلت اﻻرتدادات السلبيّة لتلك التناقضات إلى الجانب الإنسانيّ في ما يخص تناول ملف النازحين من المحافظات السوريّة كافّة إلى لبنان، إذ ظهرت تصريحات سياسيّة وإعلاميّة يمكن وصفها بالعنصريّة بحق العمال السوريين.
إن عمالاً سوريين توفوا في لبنان في أحداث مختلفة، كما تعرض بعضهم للقتل أو لاعتداء وضرب بآلات حادة، لأسباب مجهولة، بمن فيهم أسرهم وأطفالهم الذين يعملون في أشغال متنوعة في لبنان، حيث تقدَّر المفوضية العامة للاجئين أعدادهم أكثر من مليون ومئة ألف نتيجة الضغط الاقتصاديّ والاجتماعيّ على المواطنين في البلاد جراء الأزمة.
في الجمعة الماضيّة توفيّ العامل «أيهم تيسير عوض» أثر سقوطه في مصعد ورشة قيد الإنشاء في بلدة العقيبة قضاء كسروان في لبنان ما أدى إلى وفاته على الفور. وكالعادة سارعت قوى الأمن إلى المكان للتحقيق في ملابسات الحادثة، لكن دون القيام بأيّ إجراء آخر، وزارة العمل السوريّة أعلنت في الشهر الماضيّ أنها ستقوم بإجراءات في هذا السياق بعد أن وجهت كتاباً للعمل اللبنانيّة بوضع حدٍ للاعتداءات، فهل حوادث القتل الأخيرة تعجَّل من إيجاد حلولٍ عاجلة لأوضاع عمالنا في الخارج؟!.