الإعلام النقابي.. هل هو عمالي
للإعلام الدور الأساسي في صناعة و توجيه الرأي العام حول القضية أو الموضوع الذي يريد إيصاله بغض النظر عن مدى حقيقته أو صحته، وهذا ما كان يفعله الإعلام المنحاز لمصلحة الطبقات الرأسمالية المستغلة بأن يقنع العمال «بعدالته» من خلال ما يقدمه من فتات زائد من موائد رأس المال ويصوره بأنه العدالة في توزيع الثروة
ومن هنا يأتي دور الإعلام النقيض الذي يتبنى قضية الطبقة العاملة ومصالحها ويدافع عنها من خلال العلاقة الوثيقة معها بالتفاعل مع قضاياها وحقوقها التي تتعرض للهجوم المستمر والدائم من قبل من يريد لهذه الطبقة أن تبقى مستكينة تسبح بحمد من يملك التحكم بقوة عملها ليفرض الشروط التي تناسبه، لِمَ لا طالما قانون العرض والطلب هو السيد في سوق العمل هذا السوق الذي روجت له وسائل الإعلام المختلفة وأتحفنا منظروه بمواقفهم وآرائهم المدافعة عن شروط العمل وفقاً لقانون العرض والطلب وأن العقد شريعة المتعاقدين.
تملك الحركة النقابية وسائل إعلامية هامة يمكن تسخيرها واستثمارها في مواجهة بعض الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي الحاملة للسياسات الليبرالية والمروجة لها كونها خشبة الخلاص التي سترفع الزير من البير بالنسبة للقضايا الاقتصادية والمعيشية، وأن أي طريق غير السياسات الليبرالية سيكون غير مجدٍ في حل الأزمات المستعصية التي يواجهها الاقتصاد السوري والمجتمع السوري، والمسألة هي وقت فقط كي تظهر النتائج على الأرض، وفعلاً قد ظهرت نتائج تلك السياسات بأن أنتجت أزمة عصفت بكل إنجازات الشعب السوري التي دفع ثمنها دماً وجهداً وعرقاً.
إن الإعلام النقابي لابد أن يكون بمستوى المعركة المطروحة أمام القوى الوطنية ومنها الحركة النقابية في مواجهة الفساد الكبير والدفاع عن القطاع العام وتطويره وتخليصه من ناهييه والدفاع عن القضايا العمالية بحيث يصبح هذا الإعلام منبر العمال الحقيقي في طرح قضاياهم السياسية والديمقراطية والحقوقية، وإذا لم يتبن هذه التوجهات فإنه سيفقد الهدف الذي وجد من أجله هذا الإعلام المفترض أن يكون عمالياً من حيث الشكل والمضمون والتوجه، وبهذه الحالة سيساهم بشكل أساسي في صياغة مهمات الحركة النقابية لتواصله المستمر مع القضايا التي يطرحها العمال بشكل مباشر وغير مباشر.