عمال معامل الدفاع بلا رواتب
ما زال العديد من الموظفين والعاملين في دوائر الدولة ومؤسساتها في مختلف المحافظات يعانون من مشكلات جمة في حصولهم على رواتبهم جراء الأزمة وتداعياتها وخاصة من الناحية الأمنية
كالتي ارتبطت بأعمال النهب والسلب والسطو أو قطّاعي الطرق، والتي طالت بعضاً من الدوائر المالية والمحاسبين، سواءً في مقرات عملهم أم خلال عملية تنقلهم وبحوزتهم مبالغ مالية كبيرة مخصصة للموظفين العاملين فيها، وزادت هذه الحوادث بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، مما ساعدت في عملية تأخير قبض واستلام الموظفين لرواتبهم وأجورهم لفترات زمنية امتدت في بعض الأحيان إلى أشهر وأسابيع عدة.
وجاءت آخر الصرخات من موظفي معامل الدفاع بالسفيرة بحلب الذين طالبوا بصرف رواتبهم، إذ لم يستلموا رواتبهم منذ أكثر من أربعة أشهر، أي منذ شهر كانون الأول 2012، بعد أن استولت المجموعات المسلحة على المنطقة المحيطة بمعامل الدفاع، ولم يستطع العاملون الوصول إلى أماكن عملهم، ويقدر عددهم بحوالي 2000 عامل، وهكذا وبكل بساطة يصبح مصير 2000 عائلة في مهب العوز والحاجة، والبؤس في ظل الغلاء الفاحش والظروف المعيشية والأمنية الصعبة والقاسية في أحايين كثيرة.
هؤلاء العمال يرفعون صوتهم للمطالبة بحقهم وبرواتبهم، ولا مبرر لأية أعذار بالتقصير تجاههم لأنهم كانوا دائماً الجبهة الخلفية لدعم الجيش العربي السوري، ولم ينقعطوا يوماً عن عملهم رغم التهديدات والضغوط الكثيرة عليهم من كل النواحي، والكثير منهم دفعوا ثمن موقفهم شهداء، عدا عن تدمير بيوتهم والتهجير والنهب والسلب وغيرها الكثير.