«برسم جميع الجهات المسؤولة»..  هل تتحقق المعجزة وتنقل المعلمات للعمل في محافظاتهن؟!

«برسم جميع الجهات المسؤولة».. هل تتحقق المعجزة وتنقل المعلمات للعمل في محافظاتهن؟!

أصبحت قضية معلمات ومعلمي الساحل المعينين خارج محافظاتهم تحتاج إلى حل جذري وفوري، خاصة في المناطق الساخنة (حلب، إدلب، ديرالزور)، فالقضية ليست قضية عشرات أو مئات بل الآلاف، وهي تفاقمت هذا العام بسبب الأزمة والظروف الأمنية التي يعيشها بلدنا، ولا أحد يستطيع أن يعرف متى تنتهي. وقد اشتكت مجموعة من المعلمات والمعلمين إلى جريدة «قاسيون» لتنشر معاناتهم وظلمهم حيث يقولون: «إننا اشتكينا إلى عدة صحف وقابلنا مختلف المسؤولين ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي.. والشكوى لغير الله أصبحت مذلة.. والآن نشتكي إلى جريدة قاسيون لعلَّ وعسى تفتح الآذان الصماء وتسمع شكوانا، ونتمنى أن لا تصل إلى أغنية السيدة فيروز (لا تندهي ما في حدا لا تندهي).. وأول شكوانا على المسؤولين هي:

عدم تنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء القاضي بعودة كل متزوجة إلى محافظتها فوراً، فهذا لم يحدث، خاصة أن بعض المتزوجات لديهن أطفال وأصبحت حياتهن مأساة وتشرداً، هذا عدا الحالة النفسية والظروف الأمنية التي نعاني منها في بعض المناطق المذكورة.. والجميع يعرف بأن الوزارة أبرمت عقداً مع معلمي الصف لمدة سنتين ومعلمي المسابقات لمدة خمس سنوات ولكن ظل هذا العقد حبراً على ورق ولا يوجد اي الالتزام به؟!.

إن السيد وزير التربية يرد على المعلمين والمعلمات الذي قابلوه وشرحوا معاناتهم فيقول لهم بالحرف: (إن ظروفكم الأمنية ليس من اختصاصي، بل من اختصاص وزير الداخلية).. ويضيف بتهكم: اعتبروا تعيينكم خارج المحافظة (قصة حب فاشلة)؟! و(أنتم لستم أحسن من الجيش)!».

طبعاً استغرب المعلمون هذه العقلية وهذا الرد غير المسؤول واللامبالي، خاصة من وزارة هي بالأصل تنشر الأخلاق الحميدة والقيم الوطنية، ونحن نقول للأسف إن هكذا عقلية متعالية من الأسباب التي أوصلتنا لهذه الأزمة العميقة في بلادنا، ويجب أن يعرف أي مسؤول مهما كان موقعه أن كرامة المواطن هي من كرامة الوطن.

وتابع المشتكون: «كذلك كان رد محافظ طرطوس سلبياً عندما وصفنا بالجهلة ورفض استقبالنا وأما مدير تربية طرطوس فقال قضيتكم ليست عندي، خاصة عندما طلب منه المعلمون التدخل لدى مدراء التربية في المحافظات المذكورة المرونة وقبول الإجازات بدون راتب وتسهيل أمورهم وعدم تعريض حياتهم للخطر وذلك عن طريق المراسلة بالفاكس لكنه قال إن مشكلتكم هناك وليست من اختصاصي.. فعجباً هل ينتظروننا أن نموت لا سمح الله ليقولوا ذلك قضاء وقدر؟!».

وتساءلت مجموعة من معلمات طرطوس عن السبب الذي أدى إلى نقل /83/ معلمة من اللاذقية كنَّ في الداخل وتم نقلهن إلى طرطوس؟! وكيف تركت معلمات طرطوس هناك.. فهل هناك خيار وفقوس وهل هناك «بنت الست وبنت الجارية»؟!..

وقدمت مجموعة من المعلمات والمعلمين عدة اقتراحات للوزارة لتنظر الجهات العليات بهذا الموضوع وتحل هذه المشكلة التي اصبحت وطنية بامتياز... ومنها:

نقل المتزوجات جميعهن وفوراً إلى محافظاتهن وتنفيذ قرار رئيس الحكومة الواضح بذلك وتوفير الحكومة للاعتمادات والشواغر اللازمة لحل هذه القضية التي لم تعد قضية إدارية بل تحولت إلى قضية أخلاقية بامتياز.....

تطبيق التقاعد المبكر مما يجعل جزءاً كبيراً يحل من المشكلة من جهة ومن جهة ثانية تحل مشكلة المناهج الجديدة لأن المدرسين القدماء غير مؤهلين لشرحها  للطلاب..

تخفيض نصاب الساعات من المدارس مما يوفر جزءاً كبيراً من الشواغر الذي يؤمن شواغر حتماً للمعلمين خارج المحافظة وعودة قسم منهم عن طريق الأقدمية..

إن المعلمين الخريجين القادمين من المدن الساحلية غالباً ما يجري فك عقد الوكلاء من المؤقتين  في الداخل والذي يتسبب بحساسية كبيرة لأنهم يعتبرونا نأخذ مكانهم وفرصة عملهم، وإن نقل جزء كبير من المعلمين الأصلاء سيخفف من هذه الحساسية ويساعد على اللحمة الوطنية.

إن تدخل الحكومة بشكل إنقاذي في كل هذا الموضوع بغض النظر عن توفر الشواغر ومعاملة هؤلاء المعلمين أسوة ببرنامج تشغيل الشباب الذي أقرته الحكومة، وسيعملون في المحافظة التي سيسكنون بها، وإننا نعتبر المعلمين الذين لهم سنوات خارج محافظتهم خاصة في هذه الظروف لهم الأولوية في إيجاد حل لمشكلتهم، لأن هذه المشكلة أصبحت مشكلةً وطنية بامتياز.