بصراحة : الحزب والعمال
الحزب هو وسيلة من الوسائل الأساسية والضرورية في الصراع الطبقي الجاري بين الناهبين، والقامعين من جهه، والمنهوبين والمقموعين من جهة أخرى، وليس هدفاً بحد ذاته، والشيوعيون السوريون تاريخياً كانوا على رأس القوى السياسية الوطنية التي تبنت الدفاع عن حقوق ومصالح الطبقات الفقيرة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة قولاً وفعلاً، ولا يستطيع أحد إنكار هذا الدور الكفاحي للشيوعيين السوريين منذ لحظة التأسيس
حتى أن الجماهير قد أطلقت تسميات عدة على الحزب مثل حزب الجلاء وحزب الخبز، وهذه التسميات هي تعبير عن الدور الوظيفي، والموضوعي المتجذر للحزب في حياة االفقراء ووجدانهم، ليس فقط في الجانب الحقوقي، بل هو متجذر في عدائه للإمبريالية الأمريكية وللعدو الصهيوني باعتبارهم الأعداء رقم واحد للشعب السوري العظيم، والحزب مستمد موقفه الوطني هذا من الإرث النضالي والموقف الوطني الأصيل لشعبنا، المعادي لكل أشكال الاستعمار قديمه وجديده.
إن الشيوعيين السوريين جزء من الحركة الشيوعية العالمية أصابهم ما أصابها من التراجع، مما دفع مجموعة أساسية من الرفاق لإعادة دراسة الواقع استناداً لقاعدة معرفية واسعة، وعميقة اقتصادية وسياسية واجتماعية لحجم التبدلات الجارية على الصعيد العالمي، وانعكاسها محلياً، للتأسيس لحالة سياسية تنظيمية ثورية تتجاوز الحالة الموجودة في الرؤية والخطاب والدور، مستفيدةً إلى الحدود القصوى من الإرث النضالي، والتجربة الكفاحية التي صنعها آلاف الشيوعيين، خاصةً مع ظهور بوادر لأزمة اقتصادية عميقة في النظام الرأسمالي العالمي، إن خيار الشعوب، والطبقة العاملة في المقاومة، والنزول إلى الشارع هو العنوان الرئيسي للمرحلة، ومن هنا كان القرار الصحيح في التلاقي مع الحراك الشعبي السلمي الجديد الذي تم انتظاره طويلاً الذي عنوانه المواجهة السياسية والطبقية مع المشاريع الإمبريالية، وقوى الفساد والنهب في الداخل والخارج، التي تصاعد دورها في التحضير للأزمة، وتعميقها لاحقاً مما أعاق أي تطور حقيقي للحراك الشعبي السلمي الذي وجدت فيه قوى الفساد في حال تطوره خطراً على مصالحها، ودورها الذي تقوم به في المراحل المختلفة، ومن هنا يمكن تفسير الهجوم الشرس الذي شنته القوى المختلفة على الطبقة العاملة السورية، بتكبيلها بالقوانين والإجراءات التي تمنع عنها إمكانية الرد المباشر دفاعاً عن حقوقها السياسية والاقتصادية ساعدها بذلك بشكل غير مباشر موقف العديد من القوى السياسية والمجتمعية المتبنية للقضايا العمالية حيث هي مكبلة بمواثيق، وتحالفات حدت من أمكانية الوقوف إلى جانب العمال في قضاياهم، مما زاد من عملية حصار الطبقة العاملة في أن يكون حراكها واضح المعالم، وبالرغم من هذا فإن الطبقة العاملة استطاعت كسر الطوق جزئياً من خلال مجموعة الإضرابات التي نفذتها هنا أوهناك في القطاع العام أو الخاص في مرحلة ما قبل الأزمة.
إن الطبقة العاملة السورية ستكون في طليعة القوى الوطنية المدافعة عن الوطن من أجل سورية الديمقراطية والمقاومة وكذلك ستدافع عن حقوقها ومصالحها، وتعلم بحسها الوطني والطبقي أي القوى التي تناضل إلى جانبها من أجل سورية الجديدة.