لا شك في أن تجربة تانيا صالح من أفضل التجارب الجدّية التي مسّت الشباب منذ مطلع الألفية (أو بعد الحرب عموماً). رغم نتاج الفنانة اللبنانية المحدود نسبياً (ألبومان وتسجيل حيّ)، فإن محاولتها الفنية بدَت منذ الألبوم الأول مدروسة، مشغولة بشغف، مسؤولة وغير مدعومة لأسباب تتعلّق بالشروط العربية المعروفة لدعم الفنّ (مادياً وإعلامياً).
قبل أيام، انطفأ عازف التار والسيتار المعروف. ينتمي هذا المعلّم إلى جيل من المبدعين الموسيقيين الذين برزوا قبل عقد من الثورة الإسلامية، ووجدوا الوصفة السحرية التي توائم بين الحداثة والتراث. أسهم في رفع الحظر المفروض على أصوات النساء من خلال فرقته «تشيدا»، ورسّخ تجربة فريدة وطليعية في تاريخ الفن الإيراني الحديث.
لا يفوّت الفنان اللبناني هذا الموعد السنوي للاحتفال به مع جمهوره. في «قصر الأونيسكو» (الخميس 1/5/2014)، يقدّم أمسية تجمع بين قديمه وجديده كـ«ما تنسوا فلسطين» و«القنطاري» التي يسمعها الجمهور للمرة الأولى، علماً أنها تعود إلى عام 1975، و«العَلَم» وغيرها من الأعمال.
كما حال الكثير من الحكايات المتعلقة بالأدب الروسي في شكل عام، تبدأ الحكاية هنا مع الشاعر المؤسس ألكسندر بوشكين. فصاحب «يوجين يونيغين» مرّ ذات حقبة من مساره الأدبي في مرحلة كان لا بد أن يمر بها، في تلك العقود الصاخبة الرومانطيقية من السنين، كبار المبدعين في العالم: مرحلة الانبهار بالشرق، خصوصاً بكل ما يتعلق بمصر وحكاياتها القديمة وأساطيرها، وعلى الأقل منذ العصور الفرعونية وحتى عصر كليوباترا.
تحتفي الدورة العشرون لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بذكرى زعيم جنوب إفريقيا الراحل نلسون مانديلا، أيقونة النضال ضد الفصل العنصري، الذي توفي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
انطفأ الشاعر محجوب شريف وتلاه الموسيقار ناجي القدسي هذا الشهر. جمعهما الموت ليكمل الحلقة، فأيامهما تقاطعت في نقاط كثيرة أهمّها الالتزام اليساري، والنبض الشعبي الذي أسهم في تقريبهما من الناس العاديين.
خلال الأعوام الثلاثة الأولى من القرن التاسع عشر، كان ثمة عاملان يتصارعان في داخل الموسيقي الألماني لودفيغ فون بيتهوفن: من ناحـــية، كان العــــامل الأول إحساسه بالألم والمذلة من جراء الصمم الذي بدأ يستـــشري لديه، أما العامل الثاني فكان من الناحية الأخرى أمله الكـــبير في ذلك البطل الجديد الذي أطل على أوروبا، من فرنسا، حاملاً وعـــــود الحرية والتقدم إلى شعوب العالم: نابوليون بونابرت.
يُمكن اعتبار الموسيقار الروسي ديميتري شوستاكوفتش آخر أساطين الموسيقى الكلاسيكية العالمية، فرَغم إنه عاشَ القرن العشرين بكل تحولاته التي طالت المَدارس الموسيقية المُختلفة، ورَغم مُحاولته مُواكبة هذه التحَوّلات أحياناً، إلا أنه ترك بَعد وفاته عام 1975 إرثاً موسيقيا ثميناً ورَصيناً مِن الأعمال الموسيقية، مِنها 15 سمفونية و15 رباعية وترية و2 كونشرتو للبيانو والعديد من المتتابعات وسويتات الباليه، كما وضع موسيقى تصويرية لكثير مِن اﻷفلام الروائية وأفلام الكارتون، تحَوّل بَعضها الى أعمال موسيقية مُنفصِلة بشكل متتابعات موسيقية أو سويت، مِن بينها موسيقى فيلم "عَشرة أيام ھزت العالم" الذي يُوثق لأحداث أكتوبر1917 التي ألف لها شوستاكوفتش سمفونيتين، الثانية "إلى أكتوبر" والثانية عشرة "إلى سنة 1917".
عندما علمت قبل أشهر أن المغنية أميمة الخليل تتهيأ لأداء قصيدة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب «أنشودة المطر» خيّل إليّ للفور أن الموسيقي مرسيل خليفة هو الذي تولى التلحين أو كتابة الموسيقى، نظراً إلى فرادة تجربته في تلحين أو صوغ القصائد العربية موسيقياً في غنائيات وأعمال موسيقية مبنية بكاملها، ومنها غنائية «أحمد العربي» لمحمود درويش و«الجسر» للشاعر خليل حاوي وسواهما.
حتماً، سيفاجأ جمهور الفنانة اللبنانية التي رسمت منذ انطلاقها مع فرقة «الميادين» خطاً متصاعداً وصولاً إلى هذا العمل الذي يعتبر الأنضج في مسارها، ولن يسعها بعده أن تعود أدراجها. مع المؤلف عبد الله المصري، والفنان رامي خليفة (بيانو)، قدّمت قراءة سمفونية لقصيدة بدر شاكر السياب «أنشودة المطر».
