عيد العمال... الرفيق خالد على الموعد
لا يفوّت الفنان اللبناني هذا الموعد السنوي للاحتفال به مع جمهوره. في «قصر الأونيسكو» (الخميس 1/5/2014)، يقدّم أمسية تجمع بين قديمه وجديده كـ«ما تنسوا فلسطين» و«القنطاري» التي يسمعها الجمهور للمرة الأولى، علماً أنها تعود إلى عام 1975، و«العَلَم» وغيرها من الأعمال.
عيد العمّال وخالد الهبر ومسرح «قصر الأونيسكو». ثلاثية ثابتة في الزمان والفنان والمكان. لا يفوِّت الهبر هذا اليوم من دون أن يلتقي الجمهور، لا ليعيِّد العمال بعيدهم بقدْر ما ليذكِّر بالعيد. أسوأ ما في هذا العيد هو أن العمال ينتمون إلى كل الأحزاب والطوائف، لكن الشيوعيين وحدهم (أفراداً) يشعرون بأنهم معنيّون به. طبعاً، لهذا سبب تاريخي يعود إلى أنهم فارضو هذا اليوم على روزنامة العطل السنوية.
....الاستغلال يطال عمالاً لم يسمعوا بماركس. لكن الأخير وحده طالبهم بالاتحاد. لم يشترط عليهم لا الإلحاد، ولا الانتساب إلى حزب. أرباب العمل متّحِدون على اختلاف أرقامهم. لكن وحده زياد الرحباني طالب العمّال بالتمثّل بهم: «عندما نلحّ عليكم يا عمال العالم بأن تتحدوا، نكون في معرض تذكيركم بأدنى واجباتكم، فواجبكم اليومي الأول هو الاقتداء بأسيادكم. المفترض أنهم دوماً مضرب المثل الصالح لشغّيلتهم ومستخدَميهم». أرباب العمل «يهلعون غريزيّاً لمجرّد تصوّر غيرهم يتحدون، فيتحدون غريزياً من دون أن ينتظروا امرءاً ينصحهم ويلحّ عليهم مبحوحاً: يا أرباب العالم اتحدوا» (مقتطف من مقال في الزميلة «السفير»).
إذاً، في ظل أجواء التحركات المطلبية والإضرابات قبل أسابيع (من بينها إضراب أصحاب المصارف!)، تأتي حفلة خالد الهبر السنوية الثابتة للاحتفال بهذا العيد الذي يجمع العمال تحت منجل ومطرقة من معدنٍ لا رائحة بخور فيه، ولا آيات كريمة محفورة عليه. الحفلة «كلاسيكية» في الشكل، خصوصاً في المضمون. هي لا تختلف عن حفلات خالد الهبر إلا لناحية بعض البرنامج. قسم من الحفلة يتألف من أغنيات يعرفها الجمهور يضاف إليها الجديد وكذلك المجهول الذي نبشه خالد من أرشيفٍ قديم له.
في القسم الأول، تُستهَل الأمسية بموسيقى مهداة إلى بليغ حمدي ووردة بعنوان VHS لنجل خالد، ريان الهبر (يتولى التوزيع وإعادة التوزيع الموسيقي)، وستصدر لاحقاً في ألبوم أول يحضره الموسيقي الشاب.
تُستهَل الأمسية بموسيقى لريان الهبر مهداة إلى بليغ حمدي ووردة
أما أغنيات هذا القسم، فمنها الجديد نسبياً، مثل «ما تنسوا فلسطين» التي كتبها ولحنها خالد للتذكير بالقضية العربية الأساسية التي تكاد تضيع في عاصفة «الربيع العربي»، وكذلك أغنية «القنطاري» التي يسمعها الجمهور للمرة الأولى، علماً أنها تعود إلى عام 1975 وهي مهداة إلى ثلاثة شيوعيين استشهدوا في منطقة القنطاري (بيروت) في مطلع الحرب. من كلمات عبيدو باشا وألحان خالد الهبر، يغني الأخير «العَلَم». ومن كلمات وألحان ريان يقدّم أغنية جديدة بعنوان «الله موجود»، وهي عبارة عن جولة أفق على الواقع اللبناني الراهن، من السياسة إلى الأمن والمجتمع والاقتصاد... ويُختتم الجزء الأول من الأمسية بتحفة زياد الرحباني المنحازة إلى العامل ضدّ الأحزاب التي تدّعي حملها همومه: «صبحي الجيز». هذه الأغنية تعود إلى مطلع الحرب، حين غنّاها خالد الهبر (وأدرجها مراراً في حفلاته)، ثم أعاد زياد توزيعها فأكرمتها فيروز بأدائها وصدرت في ألبوم «ولا كيف» (2001). تلي «صبحي الجيز»، إحدى أشهر أغنيات خالد «غنية عاطفية» التي تغلِّب همّ النضال على هموم الحب والبَوح والخجل.
بعد استراحة حفلة استراحة العمال، أيضاً موسيقى لريان الهبر تليها كلاسيكيات خالد مثل «أرنون» و«أصنام العرب» وطبعاً أغنية الموسم الانتخابي، «رئيس الجمهورية» التي تتكلم عن مواصفاتٍ ليس بينها ما يقترب حتى من نوايا المرشّح الأول. أخيراً، ترافق خالد (غيتار وغناء) فرقة تتألف من الموسيقيين خضر بدران (بيانو)، ريان الهبر (بيانو كهبارئي)، بشار فران (باص)، فؤاد عفرا (درامز)، وليد ناصر (طبلة)، علي الخطيب (رق)، غسان سحّاب (قانون)، فرج حنّا (بزُق)، جيريمي تشابمن (فلوت وتينور ساكس)، نضال أبو سمرا (تينور ساكس)، نزار عمران (ترومبت)، طراد طراد (ناي وكلارينت). أما الجوقة فتضم المنشدين زينب زهر الدين، فرح نخول، روزيت بركيل، إيلي سمعان، إيلي سعد ومهنا جحا.
المصدر: الأخبار