غزة الملتهبة... غزة الآمنة
إيمان الأحمد إيمان الأحمد

غزة الملتهبة... غزة الآمنة

لم يترك الكيان الصهيوني وجيشه أي شكل من أشكال تدمير الحياة وإنهائها إلا واستخدمه في حربه ضد الشعب الفلسطيني. وسط الفظائع العديدة التي تتكشّف في غزة يوماً بعد آخر، ثمة فظائع مخفية لم تكشف بعد، تهدّد الحياة فيها.

فقد نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية تقريراً لـمديرة الاستجابة لحالات الطوارئ في غزّة لدى المجموعة الاستشارية للألغام (MAG) هانية بيومي، تناولت فيه موضوع الألغام التي ألقاها الاحتلال على القطاع في غزّة، فقد تمّ إطلاق مئات الآلاف من الصواريخ والقنابل اليدوية وقذائف الهاون وغيرها من الأسلحة في غزة منذ 7 تشرين الأول، ولم تنفجر نسبة كبيرة من تلك الأسلحة، ولكنها يمكن أن تكون مدفونة أو عالقة في الأنقاض أو ملقاة على السطح، وتحتاج إلى التفكيك والإزالة.
أظهر التقرير بعض الحقائق التي تبين حجم وخطورة هذه المسألة، فغزة المعروفة بأنها واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض، أصبحت اليوم واحدة من أكثر المناطق تلوّثاً من حيث الذخائر غير المنفجرة، حسب التقرير، مما يستدعي ضرورة معالجتها، فهي «مميتة ستودي بحياة الكثيرين» فضلاً عن أن معالجتها تحتاج تمويلاً كبيراً.
تقول هانية بيومي في تقريرها: «أنا من مدينة غزة، لذا لدي مصلحة شخصية خاصة في إعادة منزلي إلى نوع ما من الحياة الطبيعية: مكان يمكن للأطفال اللعب فيه على شاطئ البحر، ويمكن لآبائهم ممارسة حياتهم الطبيعية من دون خوف من انفجار قنبلة غير منفجرة».
ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ستكلّف عملية إعادة الإعمار المضنية والخطِرة في غزة، نحو 40 مليار دولار، وتستغرق أكثر من عقد من الزمن حتى تنتهي. يتعيّن على خبراء الألغام الأرضية والذخائر المتفجّرة، الذهاب إلى مناطق الحرب بعد استقرار الغبار، والعثور على كل واحدة من هذه الأسلحة الخطِرة، ويزداد حجم المهمة سوءاً بسبب التنوّع الكبير في الأسلحة المنتشرة، بدءاً من الصواريخ الموجّهة بدقة وحتى نيران المدفعية والقنابل اليدوية. يذكر التقرير أنه: «في غزة هناك ما يقدّر بنحو 37 مليون طن من الأنقاض التي سيتعيّن على الخبراء غربلتها لتفجير المتفجرات؛ ثم هناك القنابل التي يتمّ إسقاطها جواً والتي يمكن دفنها على عمق 14 متراً تحت سطح الأرض. وسيتطلّب كل منها نهجاً عملياً مختلفاً، حيث سيتمّ تفجير بعضها في مكانها والبعض الآخر يتطلّب إزالة الصمامات المعقّدة والحسّاسة من قبل خبراء الذخائر المتفجّرة المدرّبين تدريباً عالياً».
يؤكد التقرير ضرورة التزام المجتمع الدولي، بعد وقف إطلاق النار الذي ينهي القتل ويتيح الوصول الآمن، بالتمويل والعمل لحل المشكلة. تكمل بيومي قائلة: «وكلما جُعلت غزة آمنة بشكل أسرع، تمكّنا من إعادة بناء مجتمعنا بشكل أسرع، وكلما تمكّنا من البدء في لملمة حطام حياتنا».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1184