مؤرخ أمريكي: الولايات المتحدة سجن الشعوب
يشتهر المؤرخ الأمريكي آلبرت بندر كونه أحد المدافعين عن حقوق شعب شيروكي والشعوب الأصلية. وهو كاتب عمود سياسي في الصحافة الأمريكية، ويعمل حالياً على تأليف كتاب عن جرائم الجيش الأمريكي بحق شعب المايا خلال الحرب الأهلية في غواتيمالا.
كتب آلبرت بندر مؤخراً في جريدة بيبلز وورد بعنوان «الولايات المتحدة سجن الشعوب الأصلية»، وذلك في رده على قرار المحكمة العليا الأمريكية بشأن القانون المجحف «قانون رعاية الطفل الهندي» الذي أصبح قضية تواجه أطفال السكان الأصليين وتقضم بقايا الشؤون الداخلية للشعوب والقبائل الأصلية. وهذا القانون نموذج من النظام المتبع في القضاء الأمريكي بحق الشعوب الأصلية.
ويخوض شعب النافاهو معركة من أجل حقه في المياه «مياه منطقة شعبه»، الحق الذي يحاول القانون الأمريكي القضاء عليه وتحويل المياه من مشاعة لشعب النافاهو إلى سلعة للشركات. وهذه المعركة مستمرة في القضاء الأمريكي وعلى الأرض منذ عام 1908. كما تواصل السلطات الأمريكية أيضاً قضم المحميات الهندية المتبقية بمختلف الوسائل. ويريد الكونغرس إرغام الهنود على السكن في مجمعات سكنية للاستيلاء على المحميات.
من ناحية أخرى، طرح آلبرت بندر حلاً لحقوق الشعوب الأصلية انطلاقاً من الحل الماركسي للمسألة القومية. واستشهد بلينين عندما وصف القيصرية في القرن التاسع عشر بأنها «سجن الشعوب». وأضاف: ينطبق هذا الوصف بشكل مناسب جداً على علاقة الحكومة الفيدرالية بـ 574 شعباً من السكان الأصليين داخل حدود الولايات المتحدة. فهذه المجتمعات ال 574 كانت لها سيادة داخلية جزئية، وتخضع للحكم الاستبدادي للكونغرس بموجب المفهوم الديكتاتوري للسلطة الكاملة. هذا يعني ببساطة أن الكونغرس يمكنه أن يفعل ما يشاء، حينما يشاء، بما في ذلك حل وجود أي أمة من السكان الأصليين قانوناً. إن ما يقف في طريق مثل هذه الإجراءات الوحشية هو القوة السياسية لحركة السكان الأصليين. والسلطة المركزية الكاملة هي حكم الاستبداد الذي لا يطاق حسب وصفه.
لقرون عديدة، تم قمع السيادة الشرعية للشعوب الأصلية بلا رحمة، مما أدى إلى حصر الشعوب القبلية في سجن سياسي فعليّ للقمع القومي والعرقي تحت سيطرة الأوليغارشية الرأسمالية التي تشبه إلى حد بعيد الاستبداد القيصري قبل ثورة أكتوبر.
يعارض السكان الأصليون مرور أنابيب النفط في مناطقهم. ويواجهون عنف الشرطة وتفقيراً ممنهجاً وتهديد وجود المجتمع المحلي وخطر الاعتقال التعسفي. وكل ذلك سمات مميزة لـ «سجن الشعوب» الذي يخضع له السكان الأصليون على يد الإمبريالية. وطالب آلبرت بندر بحق تقرير المصير للتخلص من التاريخ الوحشي الذي جثم على صدورهم منذ قرون.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1132