صور من ميسلون

صور من ميسلون

في الذكرى الـ 102 لمعركة ميسلون التي قادها وزير الحربية السوري يوسف العظمة ورفاقه، صور مما قاله المؤرخون عن الصراع السياسي عشية المعركة وكيف أحيت الطبقة العاملة ذكرى المعركة كل عام.

الصراع السياسي عشية ميسلون

في العام 1920، اشتد الصراع السياسي عشية معركة ميسلون، وتأزمت الأمور في البلاد بعد إنذار غورو بتاريخ 14 تموز. وكان غورو قد استغل تسرع الحكومة بقبول الإنذار لتنفيذ خطواته العدوانية التالية بعد أن لمس ضعف الملك وحكومته.
يقول محمد حرب فرزت في كتابه «الحياة الحزبية في سورية، دراسة تاريخية لنشوء الأحزاب السياسية وتطورها بين 1908-1955، ص59-61» عن الصراع السياسي في سورية عشية معركة ميسلون ضد المستعمر.
رفض وزير الحربية أي حل يمس باستقلال البلاد، وصمم على الدفاع والمقاومة مهما كانت الظروف. وكان الوطنيون يرون أملاً في موقف يوسف العظمة والثورات السورية القائمة ضد الاستعمار. وقد قدر قادة الجيش إمكانية الدفاع لمدة 20 يوماً. وقال محمد حرب فرزت في كتابه إن الوطنيين كانوا يعرفون أن ما يمكن تحقيقه هو الانتصار السياسي وليس الانتصار العسكري. أي كتابة الاستقلال السوري بالدماء. وفي مقابل يوسف العظمة نشأ تيار آخر، إذ مالت الحكومة مع الملك إلى سياسة عدم الدفاع.
وتقدمت الحكومة باستقالتها، ولكن لما اعتذر ياسين الهاشمي عن تأليف حكومة جديدة، تقرر بقاؤها فعلقت جلسات المؤتمر في 19 تموز وأمر أعضاءه بالانصراف، بينما كان الشعب في هياج، والمظاهرات قائمة بتأثير اللجنة الوطنية تطالب بالدفاع. وقد استطاع المؤتمر إذاعة بيان على الشعب في اليوم نفسه، سلم إلى معتمدي الدول، واعتبر البيان الحكومة غير شرعية لإخلالها بعهدها وقبولها للإنذار. أما وزير الحربية فقد ذهب مع رفاقه لخوض المعركة في ميسلون.

الطبقة العاملة إلى ميسلون

للطبقة العاملة السورية تقاليدها الوطنية الطبقية الخاصة في إحياء ذكرى معركة ميسلون. وجاء في ذكريات النقابي جبران حلال أمين سر نقابة عمال الخياطة بأنه انتسب إلى الحزب الشيوعي يوم 24 تموز 1936 عندما ذهب مع الشيوعيين من دمشق إلى ميسلون في باص لإحياء ذكرى يوسف العظمة الذي سقط في ساحة القتال ضد الجيوش الفرنسية الغازية. ذكريات النقابي جبران حلال، تقديم وتحقيق د. عبد الله حنا. ستوكهولم 2005، ص 117. وكتب خالد بكداش عام 1935 في مقاله المنشور في مجلة الشرق الثوري السوفييتية «نشوء الحركة العمالية في سورية» إن الحزب استطاع في النصف الثاني من عام 1934 أن ينظم في دمشق مظاهرة لـ 400 عامل نسيج، وقد توجه المتظاهرون إلى قصر الحاكم العسكري رافعين لافتة كتب عليها «العمل والخبز». وبمناسبة يوم الحداد الوطني في ذكرى معركة ميسلون نظم الحزب انطلاقة ناجحة بمشاركة عدد كبير من العمال الذين رفعوا شعارات التحرر الوطني.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1079