نماذج مجهولة من المسرح السوري
عرفت سورية في القرن العشرين نماذج من المسرح الشعبي والوطني الذي تبلور خلال مختلف مراحل الصراع الاجتماعي والوطني في البلاد.
ففي قرية المشرفة المشهورة بنضالها ضد الاقطاع في محافظة حمص، كان أبناء القرية يعرضون مسرحية عن الثائر الليبي عمر المختار في القرية سنوات الخمسينات وغيرها من المسرحيات التي أنتجها أبناء القرية خلال سنوات الكفاح ضد الإقطاعية.
وعرفت دمشق وحلب نوعاً جديداً من المسرح أطلق عليه اسم مسرح المقاومة الشعبية خلال سنوات التصدي للأحلاف الاستعمارية في الخمسينات. وقد أسس الفنان عمر حجو أول فرقة مسرحية أثناء العدوان على مصر فرقة الفنون الشعبية وقدمت مجموعة من المسرحيات الجادة مثل «الاستعمار في العصفورية» و«مبدأ آيزنهاور» وغيرها. وشكل طلاب جامعة دمشق خلال احتفالات عيد الجلاء عام 1957 مسرح عيد الجلاء الطلابي الجوال الذي كان يسير في الشوارع ويعرض مسرحيات ضد الأحلاف الاستعمارية ومبدأ أيزنهاور.
كذلك في سنوات الخمسينات، شكل الأستاذ محي الدين فليون فرقة مسرحية من أبناء حيّه وطلابه وألّف مسرحيات تحكي عن نضال الحزب وعذابات الكادحين، وجعل من بيته وحديقته مسرحاً. وكان في كل لقاء ينقل للفرقة المسرحية طيفاً من أحلامه عن مستقبل الشيوعية.
وفي الجزيرة شمال شرق سورية، كانت المنظمات الحزبية تزور القرى وتعرض مسرحيات للفلاحين عن معركة ستالينغراد وعن ظلم الإقطاع والرأسمالية «عرضت هذه المسرحيات في قرى الدرباسية ورأس العين وتل تمر» وساهمت هذه المسرحيات في نشر الفكر الاشتراكي في الريف.
وبالإضافة إلى ما سبق، عرضت مسرحيات مختلفة خلال احتفالات الجلاء وأول أيار في مختلف المحافظات السورية. وكذلك مسرح الشوارع في محافظة الحسكة الذي كان يعرض مسرحيات اجتماعية في الأسواق الشعبية أو المسرحيات التي كانت تعرض لعمال الزراعة خلال فترات الحصاد. والقائمة هذا النوع من المسرحيات تطول ولا يمكن إغلاقها.
فالمسرح كان واحداً من أدوات الاتصال بالناس، لم يكن مسرحاً فوقياً أو تجارياً. بل كان مسرحاً جماهيرياً. ولم يجرِ توثيق الغالبية العظمى من هذه المسرحيات للأسف حتى هذه اللحظة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1057