دروس الإضراب العظيم 1842
في الوقت الذي دخلت فيه بريطانيا في أزمة وقود وأصبحت هي أيضاً من بلدان الطوابير، ودخلت أيضاً مرحلة تخفيضات أجور العمال، بدأ الإنكليز يستعيدون ذاكرة الحركة الشارتية والإضراب العظيم لعام 1842.
في صيف وخريف 1842، أي قبل حوالي 180 عاماً، تعرّض العمال الصناعيون المضربون في هاليفاكس للقمع على يد المئات من رجال الشرطة. حيث كان العمال يشاركون في إضراب عام على مستوى البلاد، جمع بين مطالب بتحسين الأجور مع تمديد الحق في التصويت، حيث أرادت الطبقة العاملة انتخاب ممثليها في البرلمان.
بدأ الإضراب يوم 15 آب 1842، وأزال العمال المقابس من الغلايات وأوقفوا الإنتاج في المطاحن ومصانع النسيج وغيرها من الأعمال. وفي 16 آب، بدأت محاولة من قبل المضربين لإنقاذ أصدقائهم الذين تم اعتقالهم وإرسالهم إلى يورك لمحاكمتهم، حيث واجهوا السجن والنفي إلى أستراليا.
تتحدث كاثرين هاو في كتابها «هاليفاكس 1842 عام من الأزمة» كيف قاوم العمال الاستغلال الرأسمالي في هذه المدينة في النصف الأول من القرن التاسع عشر. بينما يتحدث المؤرخ ماثيو روبرتس عن سبب نسيان أحداث عام 1842 بسهولة. وأوضح روبرتس أهمية الشارتية، وكيف أحدث الإضراب انقساماً في صفوفها بين مؤيدٍ للإضراب ومعارضٍ له. وأوضح أيضاً التشويه الذي تعرضت له الحركة في التاريخ البريطاني، حيث جرى استبعاد الجانب الثوري من الحركة وتحييده، مقابل الترويج للجانب الإصلاحي باعتباره جزءاً من «القيم البريطانية والتقدم البريطاني». وقال نقابيون بريطانيون إن أوجه الشبه بين القمع البريطاني لعمال هاليفاكس قريبٌ إلى ما يحدث اليوم. وسيحدث المزيد من القمع في حال نشوء الحركات العمالية بشكل فعّال في الوضع الراهن. كما ربط النقابيون بين الأمس واليوم حول تصاعد نضال العمّال.
ويريد الإنكليز التعلم من تجارب التاريخ، وفي هذه اللحظة استعادت الصحف البريطانية مثل مورنينغ ستار وغيرها ذاكرة الإضراب العظيم لعام 1842، كما كتبت جريدة نيو ووركر الأسبوعية في افتتاحيتها تحتج على بدء تفيض أجور العمال في بريطانيا التي بدأت فيها أولى مؤشرات الغرق في أزمات أعمق.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1039